خلال جلسة حوارية حول: "الحماية القانونية للصحفيين في القانون الدولي الانساني - شيرين ابو عاقلة نموذجاً"

حقوقيون وإعلاميون يؤكدون لـوطن على ضرورة محاسبة قتلة "أبو عاقلة" وتوفير الحماية للصحفيين في الميدان

19.05.2022 05:16 PM

وطن: أكد مسؤولون وحقوقيون وإعلاميون أن ضرورة محاسبة قتلة الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، باعتبار اغتيالها "جريمة حرب مكتملة الأركان". داعين إلى توفير وسائل الحماية والدعم النفسي للصحفيين الميدانيين.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية نظمتها اللجنة الوطنية الفلسطينية للقانون الدولي الإنساني اليوم الخميس، في فندق الكرمل بمدينة رام الله، بالتعاون مع وزارتي العدل والاعلام، ناقشت الحماية القانونية للصحفيين في القانون الدولي الإنساني "شيرين ابو عاقلة نموذجا".

وتخلل الجلسة عدة كلمات أبرزها لرئيس الوطنية الفلسطينية للقانون الدولي الإنساني وزير العدل محمد شلالدة، ونقيب الصحفيين ناصر ابو بكر ورئيس نيابة الجرائم الدولية في النيابة العامة جميل سجدية ومؤسسات حقوقية وقانونية ومؤسسات إعلامية، منهم الصحفي وليد نصار رئيس شبكة أجيال، وعمر رحال مدير مركز شمس، ورائد طه عضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، ومعمر عرابي رئيس مجلس إدارة شبكة وطن الإعلامية، وناصر الرئيس الخبير في القانون الدولي الإنساني، ونداء يونس ممثلة عن وزارة الإعلام، ومحمد البرغوثي ممثل عن المشرف العام لهيئة الإذاعة والتلفزيون، ومراسلة الجزيرة جيفارا البديري، ومن مصر إنجي أبو العيون ممثل عن الصليب الأحمر، ومن الأردن محمد الطيراوي عضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني.

وقالت مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري لوطن إن "الإعلام ما قبل شيرين ابو عاقلة ليس كما بعد استشهادها، فشيرين بمكانتها ومقدارها، كان همها الصحفي الفلسطيني الموجود بالميدان".

وأضافت: يجب توفير الحماية للصحفيين كافة والنشطاء في الميدان، ولا نريد استغلال الصحفي والناشط لأنهم من يوصلون صوت فلسطين للعالم، ويجب تقديم الدعم النفسي لهم وتزويدهم بمعدات الحماية اللازمة".

وقال وزير العدل محمد شلالدة لوطن، إن "هذه الندوة تعقد بهدف الوصول لاتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية لتحميل السلطة القائمة عند الاحتلال  المسؤولية القانونية الدولية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الجنائية الفردية الشخصية، وبالتالي من خلال هذه الجلسة توصلنا  للعديد من النتائج والتوصيات القانونية والدولية، بهدف حماية الصحفيين".

وأضاف: سيتم احالة ملف شيرين أبو عاقلة الى القضاء الجنائي الدولي كملف كامل لانها جريمة مكتملة، ليس فقط لمحاسبة الجندي الذي قام بهذا الفعل بل لمحاسبة منظومة كاملة تعمل على قتل المدنيين في كل أنحاء فلسطين".

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شبكة وطن الإعلامية معمر عرابي لوطن، " قدمنا ورقة عمل تنص على ضرورة عدم التنازل فلسطينيا عن تدويل قضية اغتيال الشهيدة شيرين، تحديدا أنه  تم اغتيالها مرتين المرة الأولى حين تم  استهدافها في مخيم جنين، والمرة الثانية  حين تم الاعتداء على نعشها في القدس".

وأضاف عرابي: أكدنا أن النظام السياسي فعل حسنا عندما رفض السماح للمحتل بالمشاركة في اي لجنة تحقيق، كما أكدنا على ضرورة أن يتم محاكمة هؤلاء القتلة ضمن المنظومة القضائية الفلسطينية، حتى لو كان تطبيق الأحكام القضائية مستحيلا، وملاحقتهم دوليا. مشددا على ضرورة الاستفادة من الرواية الفلسطينية التي اثبتت للعالم ان الاحتلال هو المسؤول عن قتل شيرين منذ اليوم الأول، داحضة رواية الاحتلال التي حاولت التنصل من مسؤولية اغتيالها للشهيدة أبو عاقلة.

وخلال كلمته في الجلسة، دعا عرابي للعمل بمبدأ التراكم لذلك يجب ان نستغل ما اتاحه لنا القانون الدولي وتفعيل القضاء الفلسطيني.
وقال: يجب التعامل مع الاحتلال كطرف قاتل في قضية شيرين أو غيرها، وفق الولاية القضائية، والتخلص من عبء هذه الاتفاقيات طالما أن أوسلو انتهت، خاصة أننا نتحدث عن إعلان استقلال دولة فلسطينية حتى وإن كنا تحت الاحتلال.

من جانبه، قال نقيب الصحفيين ناصر أبو بكر يقول إن "إسرائيل" قتلت 55 صحفيا منذ العام 2000 خلال تغطيتهم في الميدان
وأضاف أن هذه الخسائر لحقل الصحافة الفلسطينية يجب أن تتحول إلى جرائم حرب تُحاسب عليها "إسرائيل" في كل المحافل القانونية الدولية.

وقال أبو بكر إن جريمة اغتيال الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة ستضاف إلى ملفات الشهداء الصحفيين الآخرين الذين تتابع النقابة قضاياهم بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين كشريك دولي في محكمة الجنايات الدولية.

وفيما يتعلق بقصف برجي الشروق والجلاء (وما فيهما من مقرات لوسائل الإعلام) خلال العدوان الأخير على قطاع غزة العام الماضي، أكد أبو بكر أن النقابة استكملت قبل 20 يوماً جمع الدلائل والشهادات في هذه القضية وتم تسليم الملف للاتحاد الدولي للصحفيين لرفع القضية رسميا في محكمة الجنايات الدولية.

وأكد عضو اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني رائد طه، أن جنود وضباط الاحتلال يعتدون على المواطنين والصحفيين وطواقم الإسعاف في الأحداث الميدانية في سياق أوامر عليا من الجيش والحكومة، وليس كممارسات فردية كما تحاول أن تدعي "إسرائيل" كونها تتكرر بثبات ولكن بأشكال مختلفة، وترتقي لجرائم حرب.

وأضاف طه أن فلسطين يعتبرها القانون الإنساني الدولي منطقة نزاع تُطبّق فيها قوانين الحروب التي يجب ألا يفلت منها جنود الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن جريمة اغتيال أبو عاقلة لم تكن الأولى بهذه البشاعة والسادية، فالناشطة راشيل كوري الأمريكية الجنسية تم اغتيالها بطريقة بشعة أيضا.

وقال رئيس نيابة الجرائم الدولية في النيابة العامة جميل سجدية إن قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة في الميدان يرتقي لجريمة حرب.

وأكد سجدية خلال الجلسة الحوارية على ضرورة الحفاظ على سرية التحقيقات حالياً من أجل جمع الأدلة واستكمال الاستماع لكل الشهادات التي كانت حاضرة في مسرح الجريمة في مخيم جنين.

وقال سجدية إن استخدام المصطلحات القانونية في هذه الفترة الحساسة بحاجة لتدقيق ودراسة أبعاد، قبل الإدلاء بأي تصريح إعلامي على كل المستويات ذات العلاقة بموضوع استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة.

تصميم وتطوير