خالدة جرار لـوطن: قمع الأسيرات خلال الأيام الماضية يهدف التدخل بشؤونهن الداخلية

21.12.2021 11:34 AM


وطن: قالت الأسيرة المحررة خالدة جرار، ان ما تعرضت له الأسيرات من إجراءات قمع وتنكيل يهدف التدخل في حياتهن داخل سجون الاحتلال، وضرب منجزات الأسرى التي تحققت خلال مسيرة الحركة الأسيرة.

واوضحت جرار، خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية أن عناصر مصلحة السجون دخلوا إلى قسم الاسيرات في ساعات الليل، كما افاد المحامون، وحاولوا الدخول الى غرفة 11 في الليل، وهي غرفة تضم الأسيرات المحكومات لفترات طويلة، وحاولوا نقلهن، لكنهن رفضن ذلك، فحاولوا نقلهن بشكل عنيف، وتم عزل اللواتي رفضن، فيما ردت الاسيرات على ذلك بالطرق على الأبواب، فادّخلت إدارة السجن قوات كبيرة من قوات القمع كنوع من التخويف لإسكات الاسيرات، فتطور ذلك بعزل الأسيرات مرح بكير وشروق دويات ومنى قعدان، وأخريات لساعات.

وأضافت أن الاخطر هو عزل هؤلاء الاسيرات خارج القسم، ونقلهن لسجني جلبوع والجلمة، ما استفز الحركة الاسيرة، لافتة الى ان الأسرى لن يسكتوا على هذا القمع، وان الاسيرات لا يملكن اي وسيلة غير الدفاع عن انفسهن والاحتجاج بإرجاع الوجبات واغلاق القسم.

وأكدت جرار أن هذه الإجراءات يقف ورائها المستوى السياسي في دولة الاحتلال الذي يقر القوانين، لذلك لا يجب السكوت عن هذه الإجراءات، وهو ما دفع الأسرى في السجون للتحرك بشكل عاجل. مشيرة إلى أن إدارة السجون حاولت إرسال رسالة عنيفة لكل الأسرى في السجون من خلال قمع الاسيرات.

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين إدارة مصلحة السجون وقيادة الحركة الأسيرة، أوضحت جرار أنه عادة ما تجري في البداية في البداية مفاوضات على المستوى الأعلى، وبعدها يتم اتخاذا خطوات احتجاجية من الاسرى والاسيرات، لافتة الى ان المفاوضات نجحت بإعادة الاسيرات الى سجن الدامون لكن لم يتم التأكد حتى الآن من إعادتهن إلى القسم أم لا، لأن هناك زنازين عزل خارج القسم، واليوم سيتم التأكد من ذلك بعد زيارة المحامين، معربة عن أملها بأن يتمكن المحامون من زيارتهن، لأن إدارة السجون منعت المحامين والمحاميات من الزيارة بحجة الطوارئ، وكذلك لم يتمكن الأهالي من زيارة بناتهم بحجة التصليحات في غرفة الزيارة بالسجن.

وقالت،  من الواضح أن ما حدث في "الدامون" يظهر ان الاحتلال يحاول من خلال ذلك ضرب عدد من منجزات الاسرى والاسيرات، والتدخل في حياتهم داخل السجون، لأن من حقهم تنظيم حياتهم الداخلية، مثل اختيار الغرف وترتيب الأسرى والأسيرات داخل الغرف.

ووصفت ما يمارس ضد الاسرى بانه "قمع ممنهج ومحاولة لإرسال رسالة عنف لهم" الامر الذي قابلته الاسيرات برسالة مضادة تمثلت بصمودهن  واتخاذاهن خطوات جماعية، الامر الذي سناده جميع الاسرى بشكل واضح وكبير ، ما دفع إدارة السجون للتراجع.

وأضافت أن ما حدث من الدفع بقوات القمع الى سجن نفحة، له آثار وتداعيات قد تصل الى العزل والقمع، والخشية من تكرار ما حدث في سجن النقب عام 2019، والذي تم تسريب بعض الصور منه لاحقا، أظهرت كيفية اقتحام السجن وترك الاسرى في الساحة لساعات طويلة وضربهم والتنكيل بهم.

وحول إغلاق الأقسام، أوضحت جرار أن إغلاق الأقسام يترافق دائما مع أي حدث يقع، داخل السجون خوفا من قيام الاسرى بخطوات احتجاجية، وهي نوع من تفرد الادارة بالأسرى.

وأعربت عن أملها بأن تكون الرسالة قد وصلت بأنه لن يتم السكوت عن أي قمع او استهداف خاصة لأسيرتنا، ونجاح الاسيرات بالقيام بخطوات احتجاجية على القمع ساعد في إيصال الرسالة. مؤكدة أن رد فعل الأسرى والأسيرات سوف يضع حالة ردع لمصلحة السجون لمنعها من التمادي، لان الاحتجاجات داخل السجون تربك مصلحة السجون، كونها تترافق مع حالة إسناد خارج السجون.

ورأت أن الوضع في السجون يعتمد على كيفية تصرف إدارة مصلحة السجون، فإذا كانت معنية بالتهدئة تستجيب للمطالب، وإذا كانت معنية بالتصعيد، ستصعد إجراءاتها جراء رفض الاسرى والاسيرات للإجراءات.

وأشارت إلى أن ما حدث من قمع للأسيرات خلال الأيام الماضية، ليس الأول من نوعه بحقهن، حيث تعرضن في منتصف التسعينيات لعمليات قمع مشابه في سجن الرملة، إذ تم حينها عزلهن وضربهن ورشهن بالمياه في الساحة، موضحة أن العزل بحد ذاته يعتبر شكلا من أشكال التعذيب الخطيرة جدا، لان الزنزانة تفتقر لأي مقومات، فهي بلا مخدة نوم والفرشة من الجلد والاغطية قليلة، في ظل البرد او الحر.

وأكدت جرار أن الأسيرات سوف يتجاوزن ذلك بصمودهن، ولن تنجح إدارة السجون في فرض إجراءاتها عليهن.

تصميم وتطوير