بعد كشف تعرض هواتف بعض العاملين فيها للتجسس من برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي

المؤسسات الحقوقية لوطن: التجسس علينا يهدف احباط جهودنا بالتوجه للجنائية الدولية 

08.11.2021 03:05 PM

رام الله - وطن: كشف ممثلو عدد من مؤسسات المجتمع المدني التي وضعتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قائمة "الإرهاب"، في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مقر مؤسسة الحق، عن تعرض هواتفهم المحمولة للاختراق والتجسس من برنامج "بيغاسوس" الإسرائيلي، محملين الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياتهم، ومطالبين الأمم المتحدة بإجراء تحقيق عاجل في القضية.

جاء هذا في وقت نشرت منظمة "فرونت لاين ديفندرز" تحقيقا، أكدت فيه أنه تم اختراق 6 أجهزة لموظفين يعملون في مؤسسات حقوقية فلسطينية باستخدام برنامج التجسس "بيغاسوس" التابع لمجموعة "NSO Group" الإسرائيلية، بعضهم يحمل جنسية مزدوجة، مثل الجنسيتين الأميركية والفرنسية.

وشارك في المؤتمر أُبّي عابودي مدير مركز بيسان للبحوث والانماء، وتحسين عليان مدير البرامج في مؤسسة الحق، وسحر فرنسيس مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان.

وقال العابودي في حديث لـ"وطن" تعقيبا على ما جرى كشفه من تجسس على العاملين في المؤسسات الحقوقية، ان "ألعوبة الاحتلال اكتشفت، وان محاولته التغطية على جريمته بتصنيف تلك المؤسسات على أنها ارهابية، بجريمة أكبر لم ولن تمر علينا. هذه ليست عملية أمنية، بل انتهاكا ممنهجا لحقوق الفلسطينيين، وانتهاكا فاضح لكافة الحقوق والأعراف والقانون الدولي الإنساني".

وشدد العابودي على تصديهم ورفضهم لمحاولات الاحتلال إخراس صوت تلك المؤسسات، قائلا "الاحتلال يحاول اسكاتنا ولكننا لن نصمت، وسنواصل عملنا"، مضيفا ان  "ما جرى هو جزء من هجمة ممنهجة، وردة الفعل الدولية لم تكن كافية تجاه هذه الجرائم، لذلك يجب إيقاع عقوبات على الاحتلال لأنه يخترق كل المواثيق والأعراف الدولية".

وفيما يخص مصادقة ما يعرف بقائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي على قرار اعتبار المؤسسات الست على أنها ارهابية، الامر الذي قد يمهد لاغلاق المقرات واعتقال العاملين ومصادرة الممتلكات، قال العابودي "نحن لسنا أحزابا أو مؤسسات نعمل بالسر، بل نعمل في العلن وفق القانون الفلسطيني والقانون الدولي الإنساني. لو تم اعتقالنا سنواصل عملنا من السجن، ولن نرضخ للاحتلال".

بدوره، اعتبر  مدير البرامج في مؤسسة الحق تحسين عليان في حديث لوطن، أن ما جرى الكشف عنه من تجسس على بعض العاملين في المؤسسات الحقوقية هو أمر خطير لأنه لا يهدد حياة العاملين المستهدفين في تلك المؤسسات فقط، بل جميع من تواصلوا معهم سواء فلسطينيين أو دوليين.

وقال عليان "بعض الزملاء يتواصلون بشكل دائم مع دبلوماسيين، ومؤسسات دولية بحكم عملهم. وبالتالي كل من تم التواصل معهم تم التجسس عليهم"، مؤكدا أن الهدف هو إسكات صوت هذه المؤسسات التي تعمل على ملف المحكمة الجنائية الدولية.

واكدت المحامية سحر فرنسيس مديرة مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، لوطن إن جزءا ممن تم التجسس عليهم هم مواطنون يحملون جنسيات دول اخرى (فرنسا وأمريكا)، وبموجب الاتفاقيات مع تلك الدول لا يحق لهذه الشركة استخدام هذا البرنامج للتجسس عليهم.

وأضافت لوطن "ما جرى الكشف عنه يتطلب ممن تعرضوا للتجسس التحرك العاجل لرفع دعاوى قضائية في دولهم على الشركة التي أنتجت هذا البرنامج"، مضيفة "سوف نقوم بكل الاجراءات لحماية أمنا، ومن ثم توعية المجتمع لأننا جميعا مستهدفون".

وجرى خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته المؤسسات الكشف عن  أن أحد العاملين في مؤسسة الحق وهو الباحث الميداني في القدس غسان حلايقة اكتشف يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول، اختراق هاتفه المحمول من برنامج "بيغاسوس"، ما دفع المؤسسة إلى التواصل مع بقية المؤسسات المستهدفة من الاحتلال، وفحص بعض الهواتف الذكية لموظفيها، وتحديداً "الآيفون"، من خلال الاستعانة بخبراء الأمن الرقمي في منظمة "فرونت لاين ديفندرز للشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، و"سيتيزن لاب" في كندا، ومنظمة العفو الدولية "أمنستي".

ولاحقا اتضح أن جهاز مدير مؤسسة "بيسان" للأبحاث، أبي العابودي، الذي يحمل الجنسية الأميركية، قد تعرّض أيضاً للاختراق، والمحامي المدافع عن حقوق الإنسان صلاح الحموري، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، قد تم اختراق هاتفه فعلياً".

وتفيد المعلومات بأنه تم إخضاع أجهزة "آيفون" التابعة لبعض الموظفين للفحص، فيما تعذّر فحص هواتف "الاندرويد" وغيرها، ولاحقا اثبتت الفحوصات التكنولوجية أن هاتف حلايقة مخترق منذ شهر يوليو/تموز 2020.

والمؤسسات الستّ التي شملها القرار، هي مؤسسات معروفة بنشاطها في مجال حقوق الإنسان والدفاع عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، وهي مؤسسات "الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان"، و"الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال-فلسطين"، واتحاد لجان العمل الزراعي"، واتحاد لجان المرأة العربية"، ومركز بيسان للبحوث والإنماء"، و"الحق".

يذكر أن برنامج التجسس "بيغاسوس" طوّرته شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "إن إس أو غروب"، ويهدف إلى تحويل أجهزة الهواتف الذكية إلى أدوات تجسس على مالكيها ومحيطهم، وفجرت سلسلة فضائح بعد اكتشاف اختراقها لهاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واستخدام عدة دول عربية لهذا البرنامج، منها السعودية والإمارات والمغرب.

تصميم وتطوير