منظمة "البيدر" لـوطن: تشريد بدو النويعمة يمس البعد الوطني للتجمعات البدوية في فلسطين وعلى الحكومة أن تقف عند مسؤولياتها

19.10.2021 09:52 AM

 وطن: قبل نحو أسبوع قامت جرافات الأمن الوطني بهدم منازل عشيرة القرب/الكعابنة في منطقة النويعمة في أريحا، دون سابق إنذار ودون قرار قضائي بذلك، وناشدت العشيرة عبر وطن، الرئيس محمود عباس للنظر في المصيبة التي حلت بهم، كونه لا يوجد لديهم ارض يذهبون للعيش بها في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة.

اقرأ المزيد: بعد أن هدمت جرافات الامن الوطني منازلها ... عشيرة القرب/ الكعابنة تناشد الرئيس عبر " وطن " للنظر في المصيبة التي حلت بهم

وأكد المشرف العام لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو، المحامي حسن مليحات خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، أن هدم تجمع بدوي القرب/ الكعابنة في النويعمة لا يمس فقط سكان هذا التجمع فقط وإنما يمس التجمعات البدوية في كل فلسطين والبعد الوطني لها.

وقال المحامي مليحات إنه تم توجيه نداء أخير للرئيس من قبل عشيرة القرب/الكعابنة، لإنصافهم بعد ان تم هدم منازلهم بدون امر قضائي صادر من جهة مختصة، حيث طالبوا في ندائهم بضرورة إيجاد الحلول المناسبة لهم، سيما أنهم أقاموا في تلك الأرض بأمر من جهات رسمية ممثلة بوزير الحكم المحلي ومحافظ أريحا عام 2002. مضيفا  "لم يسكنوا في تلك الأرض بشكل عشوائي وإنما تم تسكينهم بأوامر من جهات مختصة"، متسائلا: لماذا تم تشريدهم وهدم منازلهم بدون أمر قضائي؟

وتابع مليحات في تساؤله: إذا تمت ممارسة الهدم ضدهم في الأعوام السابقة من قبل الاحتلال، لماذا يتم معاقبتهم مرة أخرى من أبناء جلدتهم بنفس الطريقة؟

وشدد على "أنه لا يجوز هدم منزل مواطن فلسطيني، ونؤكد أن قضية البدو إنسانية يجب ان ينخرط فيها كل شخص حر في الوطن".

وأوضح أن منظمة "البيدر" أجرت اتصالات حثيثة مع اكثر من جهة رسمية، وسوف تتوجه بكتب رسمية الى محافظ أريحا ووزير الحكم المحلي والحكومة والرئاسة بخصوص ذلك، لأن هذه القضية تتعلق بالبعد الوطني للتجمعات البدوية.

وكانت وطن قد أجرت تنسيقا مسبقا لمشاركة محافظ  أريحا جهاد أبو العسل في البرنامج، للحصول منه على تعليق بشأن ما جرى من هدم لمساكن ومنازل عشيرة القرب/الكعابنة  لكنه لم يجيب على الهاتف في الوقت المحدد.

وبيّن مليحات أن سكان التجمعات البدوية في غالبيتهم لاجئين من صحراء النقب، أما بدو النويعمة فكانوا يسكنون قرب بلدة مخماس شرق رام الله، لكن الاحتلال في عام 2002 قام بتشريدهم من هناك وهدم منازلهم، ثم اتجهوا الى النويعمة وأقاموا فيها، مشيرا إلى أن العائلات التي جرى تشريدها عائلات فقيرة لا يجوز تشريدها من النويعمة، وكان الأجدر بالسلطة أن تدعمهم خاصة ان منطقة الأغوار مستهدفة من قبل الاحتلال في وقت يجب تثبيت المواطنين هناك وليس تشريدهم منها.

وحول دور المحافظ في القضية، قال مليحات إن "المحافظ هو ممثل الرئيس في المحافظة، وعندما قام الأمن الوطني بهدم المساكن بالاشتراك مع الشرطة، باعتقادي أنه كان على علم بذلك".

وأكد أن التجمعات البدوية في الأغوار مستهدفة بدرجة عالية جدا من قبل الاحتلال، حيث حدث قبل يومين مواجهات بين المستوطنين و عرب الكعابنة في منطقة المعرجات بأريحا بعد محاولة المستوطنين إقامة مستوطنة زراعية هناك.

وقال المليحات إن هذه التجمعات بحاجة لدعم معنوي ومادي و حقوقي وإعلامي، واصفا التجمعات البدوية بأنها "قناديل تنير الطريق نحو التحرير" ومن اجل ذلك يجب توفير مقومات الصمود والدعم لهم في مقاومتهم ضد الاحتلال والمستوطنين.

ولفت إلى أن البدو يتعرضون لهجوم شبه يومي في الليل على مضاربهم من قبل المستوطنين، حيث بدأوا بتنظيم لجان حراسة لحماية أنفسهم ومواشيهم وممتلكاتهم.

ووجه المليحات نداءً لكل الأحرار والوطنيين ولكل الأحزاب وللحكومة بأن تقف عند مسؤولياتها فيما يتعلق بالتجمعات البدوية باعتبارها قضية ذات بعد وطني.

تصميم وتطوير