"جهود للتنمية" تستثمر في صناعة الأثاث تلبية لحاجة السوق والمشغّلين

17.10.2021 04:12 PM

وطن: تزداد حاجة سوق العمل إلى التخصصات المهنيّة، وهو يؤكده مختصون وجهات رسمية في الآونة الأخيرة.

في هذا الإطار، رأت جمعية جهود للتنمية المجتمعية والريفية أنّ هناك أهميّة للتركيز على صناعة الأثاث في محافظة سلفيت، بعد دراسة لحاجة السوق هناك، فأطلقت دورة تدريبيّة، اليوم الأحد، لخلق فرص عمل بالشراكة مع عدة مؤسسات محليّة ودوليّة.

يقول مدير جمعية جهود للتنمية المجتمعية والريفية، مغنم غنام، لوطن إنّ الجمعية افتتحت الدورة التدريبية في النجارة، لخدمة صناعة الأثاث في محافظة سلفيت، ضمن مشروع تاج "التدريب من أجل تحقيق الوظائف" بالتعاون مع "فايننس فور جوبس"، وبالشراكة مع الغرفة التجارية ووزارة العمل من خلال مركز التدريب المهني في سلفيت، وعدة جهات تمويلية، وتهدف إلى خلق فرص عمل في صناعة الأثاث، خاصة في سلفيت، وأيضًا نابلس وبيت لحم ورام الله.

ويبيّن غنّام أنّ جمعية جهود أجرت عديد من الدراسات خلال فترة تطوير المشروع، وفحص احتياجات محافظة سلفيت واهتمام المشغلين فيها، خاصة صناعة الأثاث، وتمثّلت باهتماماتهم بإيجاد أيدي عاملة مهرة في النجارة تحديدًا، التي تخدم المشغلين والسوق الفلسطيني، إذ تشتهر سلفيت بهذا المجال.

ويضيف أنّ "جهود" تعاقدت مع مركز التدريب المهني التابع لوزارة العمل لتنفيذ الدورة المختصة في النجارة، وتقوم بتشبيكهم مع المشغلين بناء على حاجتهم، وتلبية احتياجات سوق العمل والمشغلين في هذه الصناعة.

ويرى مدير مركز التدريب المهني في سلفيت، محمد عبد العال، خلال حديثه لوطن، أن هناك فرصة كبيرة للاستثمار في التخصصات المهنيّة، خصوصًا في ظلّ البطالة، ويضيف "لدينا عدد كبير من الملتحقين بالتخصصات الأكاديمية عاطلين عن العمل، بسبب البطالة، فأصبح من المهم التوجه إلى التخصصات المهنية، والمركز يوفر عدة تخصصات مبنية حسب حاجة السوق".

ويؤكد على أهمية توجه الطلبة لمراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل لتنمية المهارات واكتسابها، ليكونوا قادرين على الالتحاق في سوق العمل، وليحصلوا على فرص للتشغيل الذاتي، أو التوظيف لدى بعض المؤسسات والشركات.

ويبيّن أنّ المركز لديه العديد من الشراكات مع المؤسسات، ومنها جهود، "لتعزيز الثقة بيننا وبين السوق المحلي، وهذه بداية شراكة مع "جهود" لافتتاح دورة تدريبية في مجال النجارة، التي تعتمد على توفير فرص للتشغيل والتوظيف".

وتعتبر دورة النجارة هذه، الأولى من نوعها من حيث طريقة تمويلها، إذ يعتمد ذلك على النتائج المحقّقة، التي يتم عرضها على المانحين، كما يبيّن مسؤول تطوير الاعمال ومختص المتابعة والتقييم في شركة "فايننس فور جوبس"، مراد أبو مويس، في حديثه لوطن إنّ الشركة الفلسطينية هي الأولى التي تنفذ الأثر الإنمائي الأول في فلسطين المتعلق بتدريب وتوظيف الشباب، إلى جانب المسؤولية عن تطوير برامج لتدريب الشباب وتوظيفهم والاستثمار فيها، من خلال التعاون مع مشروع فايننس فور جوبس، الذي يدار من قبل DAI بتمويل من البنك الدولي ووزارة المالية.

ويضيف أبو مويس "نحن كشركة فلسطينية استثمرنا في هذا المشروع من خلال عدة مستثمرين فلسطينيين من الخارج؛ صندوق الاستثمار، والبنك الهولندي للرياديين، وبنك "PARD"، والصندوق الفلسطيني التشيلي، ومستثمرين اجتماعيين يضعون رأس مال للاستثمار في تدريب وتوظيف الشباب، واسترداد التمويل عن طريق عرض النتائج على المانحين"، مشيرًا إلى أنّ المشروع يعتمد على طريقة تعتبر الأولى، القائمة على النتائج في فلسطين، بتمويل من البنك الدولي.

ويبيّن أنّها أول دورة لها علاقة بالتدريب المهني تستثمر فيها "فايننس فور جوبس"، مضيفًا "لنا عدة برامج أخرى استثمرنا فيها، ونفتتح أول دورة في النجارة، ونأمل أن يكون هناك برامج أخرى لتلبية احتياجات السوق وأصحاب العمل".

ويرى الطلبة الذين التحقوا بهذه الدورة فرصة لهم، من ناحية تعزيز قدراتهم ومهاراتهم، وتلبية رغباتهم، وصولًا إلى استيعاب سوق العمل لهم.

ويقول الطالب طارق الديك لوطن، "التحقت بهذا المجال لأطور مهارتي وأبني مستقبلي، واخترت النجارة لأنها مهنة جميلة تحتاج إلى فن، وحتى أطور من نفسي ومستقبلي، فالمستقبل مجهول، ويجب التطرق إلى الأشغال المهنية، التي يطلبها سوق العمل".

ويرى الطالب يزن مصلح، خلال حديثه لوطن، أنّ النجارة مهنة ممتازة، بمجال واسع، مشيرًا إلى أنّ عائلته تعمل في هذا المجال، وأهمية الدورة تكمن في تحسين مستواه بالنجارة، وأنّ التخصصات المهنية برأيه أفضل، "فالتخصصات الأكاديمية لم تعد تؤدي إلى وظائف".

ويتواصل الالتحاق بالتخصصات المهنية في فلسطين، إذ يزداد الطلب عليها، في ضوء إشارة وزارة العمل هذا العام، إلى أنّ نسبة البطالة بلغت 27%، وأنّ هناك حوالي 54% منهم من الخريجين من حملة البكالوريوس.

تصميم وتطوير