عائلة الأسير محمود العارضة تروي لوطن تفاصيل جديدة عن عملية "نفق الحرية"

06.10.2021 08:50 PM

وطن: كشف شقيق الأسير محمود العارضة، شداد العارضة، تفاصيل جديدة عن عملية التحرر من سجون جلبوع "نفق الحرية" ، التي قادها شقيقه محمود، في شهر أيلول الماضي.

وقال شداد العارضة، لوطن، نقلاً عن محمود الذي التقاه في زنازين مركز تحقيق "الجلمة"، حيث أمضى 20 يوماً بتهمة تقديم مساعدة لشقيقه، إن "محمود أكد على أنه المسؤول الأول والأخير عن العملية وهو من خطط لها".

واضاف العارضة أن محمود كان يتابع عملية التفتيش في الغرف، وأين كان يدقق السجانون في الغرف أثناء التفتيش، وقد اختار المكان الذي قد لا يراه مفتشو السجن.

وبين العارضة، أن محمود اختار مدخل النفق أسفل المغسلة في الحمام، وبدأ بالحفر لوحده بعد أن حصل على قطعة حديد من ساحة "الفورة"، وقام بتجهيزها ثم بدأ بالحفر في الإسمنت، حتى وصل إلى قطة من الحديد كانت تغطي مكان الحفر، واستخدم في قطع الحديد "برغي" مخصص لذلك، واستمر في عملية قص هذه القطعة من الحديد لمدة 35 يوماً، وبعد أن انتهى عثر على شبكة حديد أخرى، فقام بقصها واستمرت العملية لمدة 20 يوماً، ثم عثر على طبقة جديدة من الإسمنت، ثم استطاع أن يحصل على قطعة حادة ساعدته كسر الإسمنت، وحينها اكتشف أن هناك فراغ بين الطبقة التي حفرها وبين الأرضية ما سهل عملية الحفر واخفاء التراب الذي يخرج بفعل عملية الحفر في زوايا الفراغ.

واضاف العارضة لوطن، أنه أخبر رفاقه الخمسة، وعند الوصول إلى التراب كان الحفر أسهل، وكان يضع التراب تحت الغرف، واستمرت عملية الحفر لمدة 9 شهور، حيث بدأت العملية في شهر كانون الثاني".

ونوه العارضة  إلى أن محمود ورفاقه خططوا للوصول إلى الضفة، بعد التحرر من السجن، وكان من المقرر أن يصلوا إلى عائلاتهم ويسلموا عليهم، ثم يذهب كل واحد منهم في جهة معينة، ولكن  اكتشاف أحد السجانين وجود آثار من التراب في الصرف الصحي، في السجن، دفعهم إلى الخروج من النفق يوم الإثنين بدلاً من الثلاثاء، وأمضوا الليلة الأخيرة في حفر المسافة الأخيرة من النفق حتى الساعة حوالي الساعة الثانية فجراً، وبعد تأكد محمود من خروج رفاقه الخمسة من النفق، لحق بهم.

بعد ذلك توجه مناضل نفعيات وأيهم كممجي إلى الشارع، وقد صادفتهم مركبة أبلغ سائقها الشرطة بأن هناك مشبوهين حول السجن، وحينها توجهوا إلى سهل بيسان بعد أن كانت وجهتهم إلى جنين، وبعد ساعة من الركض، سمعوا صوت الإنذار من سجن جلبوع، وحينها علموا أن الإدارة اكتشفت هروبهم، ما أعاق وصولهم إلى وجهتهم المحددة بسبب إجراءات الاحتلال المشددة في الطريق.

ونوه العارضة، أن شرطة الاحتلال اعتقلت محمود ورفيقه يعقوب القادري في مدينة الناصرة عن طريق الصدفة، ولا صحة لما أشيع بأن شخصاً من مدينة الناصرة أبلغ عنهم.

وأضاف أن محمود تعرض لتحقيق قاسٍ من قبل مخابرات الاحتلال، من أجل الضغط عليه للوصول إلى مكان الأسرى المحررين، وقد مكث معه لمدة يومين في الزنزانة، قبل الإفراج عنه، وكان من المتوقع أن تحوله إدارة سجون الاحتلال إلى العزل، لأنه قائد عملية الهروب، وهو من خطط لها ونفذها دون مساعدة من الداخل والخارج، وقد تجنب خلال فترة المطاردة، أن يطلب المساعدة من أحد كي لا يسبب له أي أذى من قبل الاحتلال.

وتابع: "رفضت التهمة التي وجهها الاحتلال لي بتقديم المساعدة للأسرى، قلت لهم إنني لم أفهم من الاتصال الذي تلقيته من محمود، أنه تحرر من السجن".

ووصف الأيام الخمسة التي أمضاها في البلاد بعد تحرره من السجن، بأنها كانت "سعيدة" رغم الصعوبات والمتاعب التي تعرض لها، وقال للسجانين بعد إعادة اعتقاله، "لقد اعتقلت اليوم فقط، وتجولت في البلاد وأكلت الصبر، كان هدفه من العملية هو احتضان والدته".

ورغم التعب وصعوبة وضعها الصحي وجسدها الذي أنهكه مرض "الضغط والسكري" وأمراض مزمنة أخرى مثل "حزام النار" الذي ظهر على وجهها وكادت تبيض عيناها حزنا.قالت فتحية العارضة (أم محمد) والدة الأسير محمود العارضة لوطن،"استمريت على هذا الحال أواسي نفسي، وكنت أدعو الله بأن يحفظهم ويحقق مرادهم، وتمنيت رغم خوفي عليه أن أحتضنه ولو لمرة واحدة".

وأضافت، أنه ومنذ أكثر من 5 سنوات لم تزور نجلها محمود، وآخر ما يعلق بذهنها صورته القديمة وصوته في مكالمة هاتفية يجريها بين الحين والآخر، وكان يخبرها فيها عن اشتياقه لها، وكيف سيقضي كل حياته بين أحضانها بعد تحرره.

وذكرت العارضة، أن "محمود كان في الطفولة ذكياً، ومتفوقاً بدراسته ومعروف بحفظه لكتاب الله، وكان محبوباً من قبل الجميع، وصاحب إرادة وعزيمة".

 

تصميم وتطوير