مطالبات بتوفير الحماية والرعاية لليافعين وإشراكهم في صنع القرار

"يافعات ويافعون... أكتافٌ صغيرة تحمل أعباء كبيرة"

04.10.2021 05:18 PM

وطن: أكّد مشاركون في مؤتمر نظمته مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي، اليوم الاثنين، بمدينة رام الله، على أهمية تهيئة الظروف والإمكانيات المناسب لليافعين واليافعات، لحمايتهم وتوفير الرعاية لهم، وإعطائهم فرصة للمشاركة في صنع القرار، فتأثيرات كثيرة فرضتها عوامل مجتمعيّة، ونفسيّة، إلى جانب الاحتلال، على اليافعين واليافعات في فلسطين، بالإضافة إلى الواقع التربوي، والصحّي.

وترى مؤسّسة جذور للانماء الصحي والاجتماعي أنّه يجب وضع قضية اليافعين واليافعات على رأس الأولويّات، والنظر إلى حقوقهم التعليمية والصحية والتنموية، وتعزيز مبادراتهم ودعمهم في كافّة المجالات، وحمايتهم من أي خطر ممكن أن يتعرضون له.

ويقول مدير مؤسسة جذور، الدكتور أمية الخماش، إنّ فكرة المؤتمر لوضع مسألة اليافعين واليافعات على الأجندة الوطنية، وله قيمة كبيرة جدا، لأنه يضع حقوقهم في كافة المجالات، الصحية والتعليمية، مؤكدًا على أهمية الحدث.

وأضاف أنّ المؤتمر اختار اليافعين عنوانًا للمؤتمر، في ظل الجائحة والحرب على غزة، لأنهم تحملوا أعباء كبيرة، مشيرًا إلى أهمية مساعدتهم، إذ ساهمت الجائحة في عزلهم عن محيطهم ومجتمعهم، مؤكدا على أهمية دعمهم، والتخفيف من الضغوطات النفسية لديهم.

ويشارك في المؤتمر الذي تنظمه جذور مجموعة وزارات، إلى جانب أكثر من 40 مؤسسة فلسطينية غير حكومية، وصندووق الأمم المتحدة للسكان، والأونروا، واليونسيف، ويتزامن اللقاء في نفس اللحظة بين رام الله وغزة.

وتقول المشاركة عن فئة اليافعات نيرمين نحلة، إنها حضرت المؤتمر لتتحدث عن التأثير النفسي والاجتماعي لجائحة كورونا عليها، إذ أثر إصابة بعض أفراد عائلتها عليها، خلال تقديمها للثانوية العامة، فعبّرت عن ذلك في المؤتمر، وعن التحديات التي واجهتها في ظل وجود الاحتلال.

وتضيف أنّ المؤتمر حثها على التعبير، واستطاعت إيصال صوتها إلى أكبر عدد ممكن للناس، مطالبة المؤسسات بمساعدتهم بتطوير مستقبل اليافعين، وتحقيق أحلامهم وأفكارهم، وتوفير الدعم لهم.

وتبين نغم عياد، وهي مشاركة في المؤتمر أيضًا، أنّ مشاركتها كانت حول تأثير الكورونا والحجر الصحي، وكيفية تحدي ذلك ونجاحها في الثانوية العامة رغم ذلك، في ظل تلقي الدعم من أهلها والأصدقاء ومؤسسة الإغاثة الطبية، معبرة عن رغبتها في إيصال صوتها للجميع، "لأننا قادرون على كل شيء، فنحن نريد صنع القرار وإيصال صوتها للجميع ونحدث التغيير في المجتمع".

وتطالب بإشراكها في القرارات، والحملات التطوعية، وحملات المساعدات، والحملات الوطنية، مشيرة إلى أهمية الجلسات التفريغية للشباب من المدارس والمؤسسات، إذ يحمل اليافعون أعباء كبيرة، من ضغوطات نفسية ودراسة، ومن الأهل والمجتمع، والتعلم حول الصحة النفسية والجنسية والإنجابية.

الحكومة قالت إنّها تولي اليافعين اهتمامًا كبيرًا، تمثّل ذلك بإصدار وزارة الصحّة قرارًا لتشكيل وحدة صحّة خاصّة بهم، لأهميّة هذه المرحلة العمريّة، التي تؤثر لاحقًا على مستقبلهم، إلى جانب عمل وزارة التربية والتعليم على تثقيفهم وتعزيز قدراتهم في البيئة المدرسية والمجتمع المحلي.

وتقول وزيرة الصحة، د. مي كيلة، إنّ المؤتمر يأتي في المرحلة التي أضافت فيها الوزارة وحدة هامة وهي (وحدة صحة المراهقين)، ووحدة (رعاية وصحة المسنين)، ووحدات أخرى تراعي صحة المجتمع كافة.

وتضيف أنّ المؤتمر يحاكي وحدة صحة المراهقين بانطلاقتها الجديدة وعنوانه (صحة اليافعات واليافعين في ظروف الطوارئ وما بعده.. أكتاف صغيرة تحمل أعباء كبيرة)، في تأكيد من المؤتمر على حمل هذه الفئة لأعباء كبيرة في ظل التحديات التي تواجههم، خاصة تحدي الاحتلال، المتمثل بمنع الطالب بوصوله إلى المدرسة، وإلى مراكز العناية الصحية، واللعب مع أصدقائه، وعندما يقتل في ساحة بيته.

وتبيّن عكف الوزارة على تقوية العناية بصحة المراهقين، "سيكون هناك تدريبات للطواقم في الرعاية الصحية الأولية من أجل الاهتمام بالمراهقين الموجودين في الشعب الفلسطيني، لأنهم المستقبل".

ويقول الوكيل المساعد للشؤون التعليمية في وزارة التربية التربية والتعليم، ثروت زيد كيلاني، إنّ الوزارة تهتم بالتنشة الشمولية للطفل، من الصف الأول حتّى الثاني عشر، مشيرًا إلى التدخلات التي تقدمها الوزارة سواء على مستوى أولياء الأمور أو الكادر التعليمي الذي يحتك بالطلبة مباشرة.

ويضيف "لا بد من العمل باستمرار على زيادة الوعي بمفهوم الصحة الإنجابية وسن المراهقة واليافعين، وهم بحاجة إلى أمن نفسي واجتماعي واقتصادي، إلى جانب تعميق المعرفة لدى أولياء الأمور بضرورة الاهتمام بهم، خشية حدوث أي ارتدادات سلبية، بالإضافة إلى الطلبة نفسهم بدعمهم وإسنادهم من خلال برامج مشتركة بين الوزارة والمؤسسات الشريكة".

مجموعة من التوصيات اتّفق عليها المشاركون في المؤتمر الذي نظّمته مؤسسة جذور كنسق الائتلاف الفلسطيني لصحة المراهقة في رام الله وعبر سكايب في غزة، تمثّلت بتمكينهم في صنع القرار وتعزيز أدوارهم في المؤسسات، وزيادة قدراتهم والعمل على تثقيفهم وتوعيتهم، وحمايتهم من العنف بمختلف أشكاله.
وتقول مسؤولة برنامج المراهقين والشباب في صندوق الأمم المتحدة للسكان مكتب فلسطين “UNFPA”، سيما علمي، إن الصندوق الموجود منذ عام 1986، ويعنى بالصحة الشمولية خصوصًا للشباب والمراهقين والنساء والفتيات، ويساعد بتمكين هذه الفئات.

وتضيف أنّ المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي، وأكثر من 70% أقل من 30 عامًا، وأدرج الصندوق على سلم ضرورة إشراك الشباب والمراهقين على سلم الأولويات بكافة البرامج؛ الصحة والتعليم والمشاركة المدنية والسياسية، وضرورة أخذ أولويات هذه الفئة المهمة في المجتمع الفلسطيني، حتّى العبور الآمن للمراهقين من مرحلة المراهقة إلى الرشد، مؤكدة أن عام 2030 سيكون هناك شباب قادر مسؤول يعرف حقوقه وواجباته لتنمية المجتمع.

ويعبّر رئيس جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، عن أهمية المؤتمر؛ لأنه مخصص للشباب في مرحلة المراهقة، ولدراسة التحديات التي يواجهونها وكيفية التعامل معها، وطرح ضرورة التعامل مع المراهقين من مبدأ المشاركة، مضيفًا "لديهم وعي كبير وتواصل كبير مع العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأسلوب التعامل معهم لا يجب أن يكون تلقيني، أو إنتاج ما هو موجود، بل إشراكهم في صنع القرار، هم يمرون بتحديات كبيرة خصوصا في ظل الكورونا والاحتلال، وهم بحاجة إلى دعمنا بكل الوسائل على مبدأ الشراكة والمشاركة".

ويقول إنّ هذه أكثر الفئات حساسية، ومن الناحية البيولوجية هي مرحلة انتقالية مهمة جدا والنمو الجسدي والعقلي، ومهمة اجتماعيا، في ظل التحديات الاجتماعية الكبيرة، ويتشكل وعيهم بشكل يؤثر على كل حياتهم.

أما مسؤولة المتابعة والتقييم في منتدى شارك الشبابي، ليلى قواس، تقول إنّ المنتدى أحد أعضاء ائتلاف الصحة المسؤولة عنه مؤسسة جذور بالتعاون مع الأمم المتحدة، ويشارك في مؤتمر الصحة الثاني، عارضًا أهم التدخلات التي يقدمها من خلال رحلة مجد الإثرائية، التي تعنى بالتعليم، ويتوجهون فيها للأطفال والمراهقين من عمر 12-14 عامًا، وترافقهم الرحلة في العام الدراسي حتى نهايته من خلال لقاءات صفية وعرض المسرح التفاعلي وتطبيق مجد الإلكتروني.

ويؤكد المنسق الوطني لشبكة تثقيف الأقران في فلسطين، عبد موسى، أن الشبكة الممولة من الأمم المتحدة، تتعامل مع هذه الفئة العمرية، وتقدم لهم تدريبات لنقل المعلومة للمجتمع المحلي، والخبرة اللازمة، والمواد العلمية والعملية، حول الصحة والعنف والجندر، والتنمية المستدامة 2030، وخطورة المخدرات.
التوصيات كذلك أكّدت على ضرورة تعزيز وسائل التواصل عن بعد خلال الجائحة و التباعد، ودعم الصحة النفسية والتواصل الاجتماعي، وتقديم خدمات الرعاية والصحة الشمولية لليافعين واليافعات، ودعم منصات التواصل الاجتماعي وتعزيز استخدام أدوات العالم الافتراضي لتحدي الحصار والوصول للعالم الخارجي.

تصميم وتطوير