"جهّزت ورودًا لسهى في السجن .. أنا مشتاقة جدًا لها"

الاسيرة المحررة خالدة جرار لوطن: الأسرى أقوياء وإرادتهم لن تهزمها إجراءات السجّان ويجب ان يبقوا على رأس الأولويات الوطنية والشعبية

26.09.2021 07:30 PM

"كلماتكم ومشاعركم وصلتني، من خلف الزنازين  ...  اخترقت الزنازين واخترقت الأسوار، اخترقت شبّاك زنزانتي ووصلت، وهذا ما خفّف عنّي ألمي"

 

رام الله - وطن: أفرجت سلطات الاحتلال عن الاسيرة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار، اليوم الأحد، عبر حاجز سالم  العسكري قرب مدينة جنين، بعد عامين من الاعتقال.

وفور وصولها الى مدينة رام الله، توجهت جرار الى مقبرة المدينة ووضعت اكليل ورود على ضريح ابنتها سهى، التي وافتها المنية قبل شهرين.

وحرم الاحتلال جرار من وداع ابنتها سهى والمشاركة في تشييعها والقاء النظرة الاخيرة عليها.

عاشت خالدة 60 يوما من اكثر الايام صعوبة ووجع وقهر، كانت تحلم وتنتظر تلك اللحظة التي تكسر فيها قيد السجن، لتعانق قبر سهى وتهرول اليه، وحين وصلت على القبر جثت خالدة، برفقة زوجها غسان، وانهارت باكية، عانقت سهى اخيرا بالدموع والورود والقبلات، وقالت لها "ودعتك بوردة واحتضنك الآن بالورود".

 وفي لقاء مع وطن، لم تنسى خالدة جرار معاناة الأسيرات من خلفها رغم وجعها، ووجهت رسالة الى الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال قائلة لهم " انتم في قلوبنا، ونحن معكم، رسالتكم وصلت" مؤكّدة على ضرورة أن تبقى قضية الأسرى على سلّم الأولويات والاهتمامات الوطنية والشعبية.

وأضافت جرّار، أنّ الأسرى أقوياء وسيبقون كذلك ، وأنّ إرادتهم لن تهزمها إجراءات السجّان أو التضيقات التي يمارسها الاحتلال، فهم عشّاق للحريّة، آملة الحرية لكل أسرانا وأسيراتنا، لافتة الى أن العديد من الأسيرات والأسرى يعيشون ظروفا غاية في الصعوبة لفقدان أحبتهم وهم خلف القضبان.

وبخصوص أسرى نفق الحريّة، الذين انتزعوا حريّتهم من سجن جلبوع، قالت جرّار " لقد حرّروا أنفسهم من أجل الحريّة، ومن أجل الشمس، ومن اجل احتضان ذويهم، ولكي يروا زيتون وصبر فلسطين".

وفي تصريحات لوسائل الإعلام  عبّرت، جرار عن عمق حزنها بفقدانها ابنتها سهى، قائلة، "إنّه ورغم ذلك يبقى الأمل بدفء الشعب، فمن ساعدني على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في السجن هو دفء الأسيرات من حولي وشعبنا، كلماتكم ومشاعركم وصلتني، من خلف الزنازين، اخترقت الزنازين واخترقت الأسوار، اخترقت شبّاك زنزانتي ووصلت، وهذا ما خفّف عنّي ألمي، شكرًا لكم ولكل أحرار العالم"، معربة عن أملها بإكمال مسيرة التضامن حتّى  تحرير الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال.

وقالت جرار "ربما الدفء والمشاعر هو ما لا يستطيع الاحتلال اعتقاله، واحتجازه في الزنزانة".

وتابعت جرار "حرموني من المشاركة في تشييع جثمان ابنتي، وأن أطبع قبلة على جبينها، ومن المحامين، ومن وداعها، علمًا أنّي جهّزت ورودًا في السجن خصيصًا لذلك، أنا مشتاقة جدًا لها، وآخر معانقتي لها هي لحظة اعتقالي عام 2019، وبالتالي هي مشاعر صعبة، والفقدان صعب، ونحن كفلسطينيين ونساء ومناضلات، لدينا الإنسانية عالية جدًا".

تصميم وتطوير