والدة الشهيد زهران لوطن: "ابني لم يسلم نفسه للأعداء .. وهو ليس جاسوسا أو سمسارا أو باع أرضه للعدو"

ذوو شهداء "بدو" لوطن: الاحتلال تعمد اغتيال أبنائنا ونطالب بتسليم جثامينهم

26.09.2021 01:29 PM

وطن: بكل جلدّ وصبر، وعلى مسمع ومرآى المئات الذين احتشدوا أمام منزلهم، عبرت أمينة زهران والدة الشهيد أحمد زهران عن فخرها بنجلها الذي ارتقى فجر اليوم برفقة اثنين من أبناء بلدته، في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة جبلية وعرة تتبع قرية "بيت عنان" على مشارف القدس المحتلة.

وقالت الأم لوطن "الحمد لله أنه استشهد وهو غير مدبر ولم يسلم نفسه لأعدائه الأنذال. كان رجلا وشهما، وإذا قال كلمة أوفاها، وإن وعد لم يخلف، صادق أمين لديه من العزة والمهابة، وتربى على كره الظلمة والاحتلال".

وبلهجة تحمل يقينا تاما، قالت الأم المكلومة: "أهنئ نجلي الشهيد. ابني ليس جاسوسا أو سمسارا أو باع أرضه للعدو". 

وكشفت الأم أن ضابط مخابرات الاحتلال هددها عندما اقتحم منزله قبل ايام قليلة فقط بأنه سوف يقتل ابنها المطارد إذا لم يسلم نفسه، وقال لها: "رح أبعتلك ابنك مقطع تقطيع"، لكنها ردت عليهم: "إذا كتب الله عليه الشهادة فليحفظه الله ويرضى عنه ولن أعطيك شيئا".

وقالت: "نحن صابرون على وعد الله ولن نذل وسنبقى شوكة في حلق الاحتلال وعزيمتنا قوية، أبنائي وأولادهم سيبقون قاهرين للعدو".

والشهيد أحمد زهران هو أحد عناصر كتائب القسام في الضفة الغربية، وهو أسير محرر ومطارد منذ عدة أشهر، وهو شقيق الشهيد القسامي القيادي زهران زهران، أحد منفذي عملية خطف الجندي "نحشون فايسمن" عام 1994 التي نفذتها مجموعة من كتائب القسام.
واعتقلت قوات الاحتلال في الآونة الأخيرة تقى الدين زهران وزوجها الأسير المحرر إبراهيم زهران، بعد أيام من اعتقال 6 من أفراد العائلة دفعة واحدة من بينهم ثلاثة من أبناء الشهيد زهران، كما اعتقل جيش الاحتلال أيضا أسماء عاصي من قرية بيت لقيا جنوب غرب رام الله، وهي زوجة الشهيد أحمد زهران.

من جهتهم، أكد ذوو شهداء "بدو" لوطن أن قوات الاحتلال تعمدت اغتيال ابنائهم، وكان بمقدور الاحتلال اعتقالهم، لكنه أصر على تنفيذ جريمته.  
يقول خليل بدوان شقيق الشهيد زكريا بدوان إن أخيه لم يكن مطلوبا أو مطاردا لقوات الاحتلال التي ارتكب جريمتها بقتل الشبان الثلاثة بقصف المكان الذي كانوا يتواجدون فيه، واتهامهم بالتخطيط لعملية، من أجل خلق انتصار وهمي على حساب الأبرياء.

وتابع "نحن نتهم الاحتلال بتعمد قتلهم حيث كان بإمكانه اعتقالهم. ما فعلوه جريمة لا يمكن السكوت عنها".

والشهيد زكريا أسير محرر امضى ٥ سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو متزوج وله طفلان، كما أن والده إبراهيم بدوان كان ضابطا في جهاز الأمن الوطني الفلسطيني وقد استشهد قبل عشر سنوات تقريبا.

أما جهاد حميدان عم الشهيد محمود حميدان، فأكد أيضا أنه لم يكن مطلوبا للاحتلال، حيث كان يمارس حياته بشكل طبيعي، وتربطه بزهران علاقة قوية نظرا لكونهما جيران.
وأوضح أن خبر استشهاده كان مفاجئا لعائلته، لكنها تدرك مدى وحشية الاحتلال الإسرائيلي.
واكد أن العائلة ستمضي فورا بالمطالبات لتسليم جثمانه لدفنه بالطريقة التي تليق بمكانة الشهداء.

وأفرج عن الشهيد قبل أسابيع قليلة بعد اعتقال دام أكثر من ست سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

تصميم وتطوير