في استطلاع للرأي اجراه المركز

مركز أوراد لوطن: تراجع تقييم الحكومة لدى الجمهور سببه عدم وجود عملية سياسية ناجحة وتدهور الاقتصاد وتراجع الحالة المعنوية بسبب الوضع والخلاف الداخلي

26.08.2021 12:16 PM

رام الله - وطن : أجرى مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) استطلاعاً في الضفة الغربية فقط؛ بهدف تقييم المواقف والتصورات الفلسطينية تجاه عدة قضايا حيوية، ومن بينها أداء القيادة الفلسطينية والأحداث الأخيرة في القدس وغزة.

وأظهرت أبرز نتائج الاستطلاع ارتفاع نسبة الذين يعتقدون أن فلسطين تسير في الاتجاه الخاطئ من 51٪ إلى 65٪، كما انخفض مدى التفاؤل بالمستقبل من 65٪ إلى 48٪، وارتفعت نسبة الذين يعتقدون أن الفلسطينيين هم اليوم أبعد عن إقامة الدولة من 44٪ إلى 58٪.

وفي قراءة لنتائج الاستطلاع ، قال نادر سعيد مدير مركز أوراد للبحوث والتنمية "إن الحالة الفلسطينية قبل اللحظة المتعلقة بمقتل نزار بنات كان لا شك أن فيها تراجع لتقييم الحكومة لكن هذا التراجع كان ضمن المعقول والطبيعي لأن الحكومات عادة تأخذ تقييمات إيجابية ومرتفعة في بداياتها ومع مرور الوقت تبدأ التقييمات الإيجابية بالتراجع".

وتابع سعيد خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية ان "ما حصل في حادثة مقتل بنات وما تبعها خسارة ليس فقط للسلطة والحكومة وإنما لكل الأطراف".

ولفت سعيد الى ان الاستطلاعات في السنوات الأخيرة أشارت الى تأثير تراجع العملية السياسية المتعلقة بالوضع مع الاحتلال، وكذلك التراجع الاقتصادي، وتأثيره على الرأي العام بالاتجاه السلبي،  لكن ذلك لم يفقد الفلسطينيين معنوياتهم باتجاه الأمل بالمستقبل وإقامة الدولة" مضيفا " إن ما يقتل الآمال والتوقعات والتفاؤل بالمستقبل هو الخلافات الداخلية، وهذا كان واضحا في عام 2007  جراء الانقسام وهو ما نلاحظه في الوقت الراهن".

وأضاف سعيد "ان تقييم الحكومة الحالية غير منفصل عن عدم وجود عملية سياسية غير ناجحة بشكل عام، وعن الوضع الاقتصادي المتراجع، وتداعيات كورونا، لكن الأهم من هذا كله هو الوضع المعنوي للفلسطينيين، في ظل غياب حوار داخلي واحترام بين الأطراف المختلفة، فالوضع العام يشوبه غياب قيادة حكيمة حقيقية بكل الأطراف، وبالتالي تراجع الحكومة هو يعكس تراجع أداء الحكومة، كما أنه يعكس الأداء الوطني العام، وهذا يتطلب من الجميع أخذ خطوة إيجابية للأمام، حيث على السلطة أن تمسك زمام الأمور بشكل أكبر وأفضل لتعطي نموذج قيادة للمجتمع الفلسطيني".

وأوضح سعيد " لا شك ان مقتل الناشط نزار بنات أثر كثيراً على تقييم الناس للحكومة لكن جذور المسألة هي أعمق بكثير من هذه الحادثة المهمة، فالغالبية العظمى من الناس تشعر أن النظام السياسي الفلسطيني بالسنوات الأخيرة هو نظام غير مواتي للرأي والرأي الآخر، ومساحات الحرية المطلوبة، معتقداً أن الناس بدأت تشعر أن مقتل نزار بنات لا يمثل حالة فردية بل يمثل إشكالية في النظام الأمني بالنظرة للديمقراطية والحرية وحرية الصحافة، وبنفس الوقت تراجع في الوضع الاقتصادي والسياسي وعدم تحقيق الدولة الفلسطينية، كما أن مقتل نزار بنات أظهر المخفي وأظهر ما هو داخل الشعب الفلسطيني".

واشار سعيد إلى أن الاستطلاع أظهر ان  75% من المستطلعة آراؤهم يؤيدون الانتخابات، كونها كانت الفرصة للأطراف المختلفة ومنها التي قامت بإلغاء الانتخابات.

ودعا سعيد جميع الأطراف الى الالتفات والانتباه لنتائج الاستطلاع لأنه "سيشكل مفصلا لكل الأطراف وخصوصاً للقيادة الوطنية الفلسطينية التي تنضوي ضمنها السلطة والحكومة والأحزاب الفلسطينية" مضيفا " إذا لم يتم التعامل بجدية مع هذا الاستطلاع بما فيه من أرقام، وأخذ منهجية أخرى للتعامل مع القضايا الحالية، بخطوة إيجابية للأمام، من المؤكد سنذهب باتجاه قتل المعنوية والحلم الفلسطيني كما هو مخطط له من قبل الاحتلال".

واكد سعيد ان "العلاقة ما بين استطلاعات الرأي وواضعي السياسات ليست دائماً علاقة خطية ومباشرة، فأحياناً نلاحظ أن اطرافاً تحاول أن تأخذ هذه الأرقام بجدية وتتعامل معها، وهذه الاستطلاعات لها تأثير وفائدة إذا استخدمت باللحظة التاريخية".

بمكنكم الاطلاع على بقية تفاصيل حول  الاستطلاع اضغط هنا 

تصميم وتطوير