"بطالة الخريجين" ظاهرة تتفاقم سنويا بحاجة الى حلول

الخبير التربوي حسن عبد الكريم: 20 % من خريجي الجامعات يلتحقون بسوق العمل، ومعالجة "بطالة الخريجين" بحاجة الى تخطيط ورؤية شاملة

23.08.2021 10:47 AM

رام الله- وطن: مع بداية كل عام دراسي في الجامعات، يعود الحديث حول ظاهرة "بطالة الخريجين" التي باتت مقلقة بشكل كبير في ظل تكدس الخريجين من ناحية، وافتقار سوق العمل للمختصين في الحرف المهنية.

وقامت العديد من الجامعات بتخفيض معدلات القبول لديها، ما يطرح تساؤلات حول الى أين سيصل الخريج بعد إنهاء سنوات دراسته الجامعية؟ وهل سيكون مستقبله في سوق العمل الفلسطيني ام الاسرائيلي، حيث سلط برنامج " شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية الضوء على هذه التساؤلات مع د. حسن عبد الكريم، أستاذ التربية في جامعة بيرزيت. 

وقال عبد الكريم "للأسف الشديد أصبحت الجامعات تعتمد على أقساط الطلبة كمصدر وحيد ومهم لتغطية رواتب العاملين والتكاليف التشغيلية، في ظل تقصير الحكومة في دفع ما يترتب عليها فيما يتعلق برأس مال المورد البشري والاستثمار في الانسان، عادة كانت الحكومة وحسب القانون المتبع تدفع جزء من ميزانية الجامعات حتى بما يعرف بالجامعات العامة كالنجاح وبيرزيت والخليل."

ولفت الى ان الجامعات في فلسطين تقسم الى ثلاثة اصناف، وهي:  جامعات حكومية مثل جامعة خضوري وبعض كليات التمريض والمعاهد، وجامعات عامة كبيرزيت والخليل والنجاح ، وجامعات خاصة مثل الزيتونة والعربية الأمريكية والكليات الخاصة، لافتا الى ان هذه الجامعات والكليات تخرج سنويا قرابة 40 ألف طالب، بينما الذين يلتحقون بسوق العمل 8 الاف خريج اي 20 % فقط.

واستعرض  عبد الكريم بعض المعلومات بشأن خريجي استنادا لتقارير جهاز الإحصاء المركزي، قائلا "أن البطالة في غزة أعلى بكثير من الضفة، حيث تتراوح ما بين 40 - 60 % بينما تتراوح في الضفة مابين 30-40% ".

وقال عبدالكريم " إن الآلاف من خريجي الجامعات يذهبون للعمل في الداخل المحتل، حيث الدخل مرتفع وفرص العمل متوفرة، وهذا يصيبنا في مقتل، حيث نساهم بطريقة غير مباشرة في بناء دولة الاحتلال"، مشيرا الى أن أحد التفسيرات لارتفاع نسبة البطالة هي "أن الخريج الذي يعمل في الداخل المحتل يعتبر بطالة، كونه مسجل كخريج ولا يعمل في وظيفة في مجال تخصصه".

ولفت عبد الكريم " أن نسبة البطالة بين الإناث اعلى بكثير من الذكور، لان مجتمعنا الشرقي يضطهد المرأة في عملها."

ووصف عبد الكريم بعض التخصصات في الجامعات بـ "المأساوي" مثل "الإعلام والعلوم التربوية" وبعض التخصصات الجاذبة للطلاب خاصة الذكور مثل القانون وعلوم وهندسة الحاسوب.

ولفت عبد الكريم الى ضرورة عدم اغفال "اننا دولة تحت الاحتلال وبالتالي فإن الفرص محدودة، لأننا لسنا دولة صناعية، بل دولة وظائف وشعبنا يفتخر انه يحب دائما الشهادة الأكاديمية"، مضيفا "نحن بحاجة لفنيين ولكن مجتمعنا يعتبر ان الشهادة الأكاديمية مهمة، لدينا صورة نمطية ونحن نتحمل جزء من المسؤولية".

وعن أسباب تراكم وزيادة أعداد الخريجين رغم محدودية الوظائف، قال عبد الكريم " الكثيرون يدفعون الانثى نحو مهنة التعليم، رغم وجود كساد في سوق المعلمين وخاصة ان بعض الجامعات معظم كلياتها تربية، وبالتالي فإن هذا سبب أعداد الخريجات الكبير" في حين ان التحدي الاكبر للجامعات هي ان تستمر في تخصصاتها وتحافظ على ميزانيات قادمة لذا من الصعب إغلاق تخصص او كلية معينة."

وشدد عبد الكريم على ضرورة واهمية التخطيط والموائمة بين الدراسة وبين سوق العمل، لكن هذا التخطيط غير موجود، مضيفا " كلمة السر والحل هي في التخطيط والعمل الجماعي، اذ يجب على وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات أن تجلس وتخطط وتضع خطة خمسية، الى جانب العمل على ثقافة ابناءنا، وتعزيز الحب لديهم للمهن الحرفية، وادخال هذا التوجه الى المدارس والنظام التعليمي وتعزيز الكليات التقنية".

ولفت عبد الكريم الى العلاقة الضعيفة بين المدارس وخاصة الثانوية وبين الجامعات، الامر الذي يتطلب مد جسور بين التخصصات الجامعية والمدرسة لان ذلك عامل مهم يساعد في علاج هذه الظاهرة.
 

تصميم وتطوير