"هناك قرار سياسي باعتقال المتظاهرين وهذا يعبر عن ازمة السلطة"

الكاتب زكريا محمد لوطن: لم أتخيل في أسوأ كوابيسي ان تتحول منظمة التحرير الى سلطة قمعية تحت الاحتلال ولصالحه

23.08.2021 09:45 AM

رام الله - وطن: لليوم الثاني على التوالي، قامت الأجهزة الأمنية مساء امس الأحد بحملة اعتقالات طالت كتاب وشعراء ونشطاء قبيل مشاركتهم في وقفة على ميدان المنارة وسط رام الله.

وطالت الاعتقالات يوم أمس العديد من الفنانين والأدباء والنشطاء، عُرف منهم الكاتب والشاعر زكريا محمد، وهي اعتقالات فجرت ادانة وغضب المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي، قبل ان تفرج الاجهزة الامنية في وقت لاحق من مساء امس عن محمد، بعد حملة ضغط وإدانة واستنكار لاعتقاله.

وقال الشاعر والمؤرخ زكريا محمد خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الاعلامية، عن حيثيات اعتقاله والإفراج عنه قائلاً: "علمت ان هناك اعتصام تضامني مع معتقلي اول امس، فذهبت أنا وزوجتي ووقفنا على الرصيف في ساحة المنارة، حيث لم يكن هناك أي تجمع او تظاهرة بعد عشر دقائق جاء عناصر من الأجهزة الامنية علينا انا وزوجتي وثلاث اخرين، وطلبوا منا الهويات الشخصية و اخذونا الى نظارة البيرة"، مضيفاً "لم نكن نتظاهر او نرفع لافتات او نقول شعارات، فقط كنا متواجدين على الرصيف".

وتابع، "حاولوا أن يكتبوا محضر تحقيق، لكنني لم أوافق على ذلك، لان الاعتقال غير شرعي وغير قانوني، اذ  يجب ان يكون هناك مذكرة اعتقال بحقي، ولم أفصح سوى عن معلوماتي الشخصية"، لافتا الى انه ان برفقة خلدون بشارة، والصحفي والسينمائي محمد العطار/ والنشاط فادي قرعان والأسير المحرر خضر عدنان، وآخرين في الغرفة المجاورة لغرفته.

 وأشار محمد الى أن الإفراج عنه تم بعد حملة الضغط التي جرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومن مؤسسات حقوق الانسان والشخصيات الوطنية والمعتبرة، ولكن اعتقد ان ما يجري تكتيك يقوم على اعتقال مجموعة والافراج عن اثنين او ثلاثة لإخماد الشارع والضجة، وهذا شيء خطير.

وقال: "يبدو ان هناك قرار سياسي باعتقال أي شخص يحتج أو يتظاهر حتى لو كان أكبر رأس في البلد"، متابعا "للاسف هذا يعبر عن أزمة السلطة والنظام الذي تحول الى نظام قمعي لمصلحة "إسرائيل".

وأردف القول: "حتى في اسوأ كوابيسي لم اتخيل ان تتحول منظمة التحرير الى سلطة قمعية تحت الاحتلال و لصالحه، أمضيت 50 سنة في منظمة التحرير ولكن هذا الكابوس لم يخطر في بالي".

وأكد أن ما يحصل يصعد الازمة، فالامور في فلسطين لن تُحل عن طريق العصا والهراوة، هذا لا يصح تحت احتلال، لان السلطة اصلا ضعيفة ولا سيطرة لها على الارض والمناطق والمواطنين في غضب شديد عليها.

وتابع محمد حديثه عن المسؤولين في السلطة"مخطئين إن كانوا يعتقدوا ان الاجهزة الامنية تستطيع حل غضب الناس وعدم رضاها، واعتقد ان الامور سوف تتأزم خلال الشهور القادمة."

تصميم وتطوير