البلدة لم تحظى بدعم سياسي وتحتاج لخدمات بنى تحتية

90 يوماً على معركة بيتا المستمرة في وجه الاستيطان .. النساء كلمة السر ووحدة الأهالي نقطة القوة

26.07.2021 12:43 PM

 رام الله - وطن: خاضت بلدة بيتا خلال الشهور الماضية معركة هامة في مواجهة الاستيطان، من خلال المقاومة الشعبية التي انخرط أبناء البلد في فعالياتها .

منذ 90 يوماً، تواجه بيتا والقرى المجاورة مطامع المستوطنين في جبل صبيح، بعد ان أقاموا بؤرة استيطانية تُدعى "أفيتار" فوق الجبل . ورغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها أهالي المنطقة إلّا أن معركتهم مستمرة، على الرغم من تعمد جيش الاحتلال استهداف فتية البلدة في أقدامهم حتى يتوقفوا عن المقاومة.
وحول اخر التطورات في بلدة بيتا، قال الصحفي نسيم معلا خلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الاعلامية ان  "المشهد البيتاوي بدأ عندما أقيمت البؤرة الاستيطانية فوق جبل صبيح في 3 أيار الماضي بعد عملية منتصر الشلبي على حاجز زعترة.".

ولفت معلا ان المستوطنين استغلوا الأحداث في القدس وغزة وتشتت الإعلام في الضفة، وأقاموا بؤرة مؤلفة من خيم وكرافانات، وفي ثلاث أسابيع كان التمدد هائل" مشيراً إلى أن "البؤرة لم تكن وليدة اللحظة في ذلك المكان، الذي كان بالأساس معسكراً لجيش الاحتلال في ثمانينات القرن الماضي".

ولفت معلا ان جبل صبيح " جبل استراتيجي يتوسط خمس قرى ويعيش حوله ما يقارب 150 ألف شخص، ويمتد بمحاذاته شارع رئيسي من أقصى غرب الضفة الغربية إلى أقصى شرقها إلى الأغوار، ويربط عدة مستوطنات ببعضها البعض، ويطل على قرى قبلان ويتما وبيتا وقرية زعترة وعقربا والأغوار".

ولفت معلا ان المستوطنين انتهزوا الفرصة وبنوا حوالي 47 كرفاناً من الحديد والإسمنت في غضون ثلاثة أسابيع في محاولة لتثبيت وجودهم، ليبدأ أهالي بيتا مقاومتهم الشعبية، متابعا:  "مقاومة بيتا ليست وليدة اللحظة. بدأت في حزيران عام 1988. كما استبسلوا في الدفاع عن جبل العرمة الذي حاول مستوطنو "إيتمار" إقامة مستوطنة عليه وقدموا شهداء منهم، واليوم يستبسلون في الدفاع عن جبل صبيح".

وتنوعت أساليب المقاومة التي استخدمها أهالي بيتا من المواجهة المباشرة والتقليدية الى اساليب اخرى ابرزها الارباك الليلي، اذ قال معلا : "تأتي قوة حرّاس الجبل من النساء الصامدات في وحدة المساندة والدعم. هناك وحدات عدة مثل وحدة الليرز، الكاوشوك، الإرباك الليلي، وحدة نساء بيتا اللواتي يعددن الطعام. عندما يرى الرجال والشباب أن الأمهات يطبخن أيام الجمعة ويرسلن الطعام لحراس الجبل، فإن هذا دافع قوي أن لا ينزل أحد عن الجبل".

وتابع "لم أشهد في حياتي مثل أمهات بيتا، أم الشهيد تقول "زينوا العريس"، وهذا ما يدفعنا نحو المقاومة. ونستمد القوة من النساء وأمهات الشهداء والأسرى والجرحى".

 وعن الدعم السياسي المقدم للبلدة ونضالهم أوضح معلا أن "النصر منسوب لأهالي بيتا بعيداً عن أي فصيل أو حزب سياسي. النفس الطويل في المقاومة كان ناجحاً ووحد الجميع تحت راية واحدة. لقد شهدت بيتا دعماً ومساندة في الفترة الأخيرة من القرى المجاورة. هناك حفلات أعراس قدموا ولائمهم لحرّاس الجبل. بينما المؤسسات الرسمية في بلدة بيتا لا يوجد لها أي فعالية جيدة على أرض الواقع، ما قامت به البلدية أنها عبّدت بعض الطرق الواصلة لجبل صبيح وهذا غير كافٍ". متابعا "بيتا تعرف توجيهاً سياسياً ضعيفاً إلى حد ما لأن الأهالي لا يعولون على أحد".

ويطالب أهالي البلدة وفق معلّا بـ"تعبيد الطرق في جبل صبيح، وتركيب الإنارة وتمديد الماء والكهرباء وبناء مستشفى ميداني في بيتا، ورغم وجود شعبة الهلال الأحمر التي تقيم مشفى ميداني، لكن بيتا تحتاج لمشفى بدلا عن الذهاب مشافي نابلس".

ويسند معلّا ما حدث من مقاومة في بيتا إلى جهد الشباب والجهد الشعبي، مستدركا "لم تعرف بيتا على مستوى سياسي دولي. لقد أوصل الشباب صوتهم أكثر من المستوى الحكومي مستخدمين السوشيال ميديا"، يقول معلّا: "نحتاج لوقفة قوية لنروي للعالم حكاية بيتا وتوثيقها، والشباب تعمل بشكل واسع لإيصال قصتنا عبر العالم".

تصميم وتطوير