ويصرون على مواصلة المشوار رغم تكرار الاعتداءات

الصحفيون يتسائلون عبر "وطن".. من يحمي الصحفي الفلسطيني من القمع الذي يتعرض له؟

28.06.2021 02:06 PM

وطن للانباء: "قد يستوعب الصحفي الفلسطيني أن يتعرض لاعتداء من جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال عمله الميداني. فهو احتلال ويحارب الصورة والكلمة، ولا يريد لأحد أن يفضح جرائمه. لكن أن يلاحق الصحفي الفلسطيني ويُضرب وتُكسر معداته الصحفية على يد عناصر أمنية فلسطينية أو أشخاص مجهولين، وفي ميدان عام وعلى مرأئ ومسمع الالاف وعلى الهواء مباشرة.. فذلك ما لا يتخيله عقل"..

هذا ما اجمع عليه الزملاء الصحفيون في شهاداتهم التي تحدثوا بها لوطن، حيث تعرضوا للضرب والتعنيف خلال تغطيتهم للمسيرات السلمية التي خرجت في رام الله خلال اليومين الماضيين رفضا لمقتل نزار بنات.

لذلك لم يجدوا وسيلة لحماية انفسهم إلا بتوجيه نداء عاجلاً إلى المفوضية السامية للأمم المتحدة، طالبوا فيها بتوفير الحماية لهم، حيث شارك العشرات منهم، اليوم الاثنين، في وقفة أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة رام الله ووجهوا نداء خاصا للمفوض السامي "جيمس هينان"، طالبوا فيها باتخاذ الإجراءات الضرورية وتوفير الحماية الشخصية والمهنية للصحفيين.

وسبق ذلك توقيع الصحفيين على بيان جاء فيه أن "حرية العمل الصحفي أصبحت مهددة بشكل كامل، بعد أن تعرض الكثير من الصحفيين للملاحقة والضرب والدفع والشتم والتخوين والإصابة بقنابل الغاز والصوت عن مسافة صفر وباستهداف مباشر".

غالبية تلك الاعتداءات كانت تتم من أشخاص يرتدون الزي المدني، دون معرفتهم، والذين هددوا حياة الصحفيين وما يزالون، في ظل غياب كامل لتواجد الشرطة باللبس العسكري والأمني.

وعاش الصحفيون الفلسطينيون خلال الأحداث الأخيرة تناقضا كبيرا. فهم مرحب بهم في مسيرة أو وقفة تدعم الرئيس أو حركة فتح، وهم ذاتهم ملاحقون وممنوعون من العمل حال انتقلوا للمسيرة التي لا تبعد عن الأولى عشرات الأمتار فقط.

وعلى مدار العقود الماضي، حارب الصحفيون الفلسطينيون على كل الجبهات لاثبات مهنيتهم وموضوعيتهم في التغطية، فهم دوما يؤكدون أنهم ليسوا جزءا من أي معادلة سياسية أو حزبية. عملهم يتطلب منهم أن يتواجدون في الميدان لنقل صورة الحدث بغض النظر عن ماهيته. لذلك فهم يعلون اصواتهم رافضين لأي اساءة لهم ولدورهم، ولأي تحريض قد يتعرضون له.

لا يمكن حجب الحقيقة، ولا يمكن اسكات صوت المهنية والموضوعية، حاول الكثيرون فعل ذلك من قبل، لكنهم فشلوا، وستفشل كل المحاولات لتغييب الصورة، لان الصحفي الفلسطيني الحر، أمين على وطنه وشعبه، ومستعد لتقديم كل التضحيات حتى تشرق شمس الحرية.

تصميم وتطوير