المطلوب إعادة بناء منظمة التحرير على اساس القضية الواحدة والشعب الواحد وأن تضم كافة مكونات شعبنا

المحلل السياسي هاني المصري لوطن: حوار القاهرة فشل يسبب الهوة الكبيرة بين مواقف فتح وحماس ويمكن ان يستأنف

16.06.2021 10:48 AM

رام الله- وطن: قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، إن فشل حوار القاهرة، حدث بسبب أن الهوة بين موقف فتح وحماس واسعة جدا، وعندما حاولت القيادة المصرية في المباحثات تجسير الهوة اكتشفت ان هذا لن يتم خلال اليومين السابقين فقررت التأجيل خشية من بدء الحوار والفشل بالتالي ستكون النتائج وخيمة.

وأردف خلال مشاركته في برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري ويبث عبر شبكة وطن الإعلامية: طلبت مصر من الجانبين ان يقدما ورقة مكتوبة لتقديم تصور حول كيفية الحل، هذا يعني ان ما قدم سابقا غير مقبول، بالتالي لتجنب الفشل المدوي حصلنا على فشل أقل دويا.

وأضاف: اذا نظرنا للسلطة والرئيس وفتح سنجد ان ما طرح بعد معركة "سيف القدس" هو تقريبا نفس ما طرح قبلها، فقبل الاحداث طرحت السلطة وفتح تشكيل حكومة ودعوة المجلس المركزي للانعقاد، وبعد تأجيل الانتخابات هكذا تمت الدعوة، في نفس الوقت الذي تم فيه تأجيل الانتخابات تمت الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية على اساس الشرعية الدولية.

في المقابل حماس بالغت في الانتصار والتغيرات كثيرة، فوضعت كل الاتفاقات السابقة وكل الافكار جانبا وطرحت رؤية مختلفة بشكل كبير، وكأنها اشبه بإملاء شروط المنتصر على المهزوم، فطرحت تشكيل مجلس وطني انتقالي لسنتين بالتوافق وليس بالانتخابات، وتشكيل قيادة وطنية تقود المرحلة الانتقالية لم تشر لحكومة وحدة وطنية او حكومة وفاق وطني، ولم تشر للانتخابات ولم تشر لإعادة الاعمار او الانقسام، وكأن هذه المسائل ستبقى في جيبها وتبحث الحصول على انجازات جديدة، وفق المصري.

وقال: "فتح" تنكر الواقع الجديد وحماس تبالغ في الواقع الجديد، وتطلب مطالبا اكثر مما يمكن ان تتحقق، والسلطة ترفض ان تعطي حماس اي شيء، وهذا ادى للفشل واذا استمر سيؤدي لفشل أكبر، وسيؤدي لما هو اسوأ والسيناريو الأسواء هو الانفصال وتمكين "اسرائيل" من التهام الضفة.

وأضاف: المبالغة في الانتصار تعني الحصول على الغنائم والنزول عن الجبل، هذا سيؤدي لمركزين تمثيليين للفلسطينيين اكثر من الانقسام.

وقال إنه من الصعب الآن تجاوز المقاومة كعنصر فاعل في العملية السياسية، ولكن التصور بأن تؤدي إلى توازن في القوى فيه مبالغة، لأنه ماتزال اسرائيل متفوقة عسكريا وتدعمها الادارة الامريكية.

واضاف، الدولة الفلسطينية حق للفلسطينيين ولكن المشكلة انها صُورت بمعزل عن بقية القضية الفلسطينية، وبديل عن حق العودة وحق شعبنا في اراضي 48، والتركيز على المفاوضات لتحقيقها وليس انهاء الاحتلال وتفكيك الاستيطان.

وأكد المصري أن المطلوب اولا ان نؤمن بوحدة القضية والارض والشعب، وان هناك خصائص مختلفة يمر بها كل تجمع، فمنظمة التحرير في حالة موت سريري لذلك نريد منظمة يعاد بناؤها على اساس القضية الواحدة والشعب الواحد وتضم كافة مكونات شعبنا.

وقال إن السلطة ليست مجرد كيان بل اجهزة ومؤسسات وبنية، ولا يجب ان تستمر كما هي، وهذه المعادلة التي يجب ان تحكم الحوار الوطني الفلسطيني والتي يجب ان تنعكس على نتائج الحوار بحيث يكون لنا رؤية شاملة جديدة ومؤسسة جامعة وسلطة جديدة، سلطة اوسلو لا يجوز أن تصبح هي سلطة منظمة التحرير الجديدة.

وأضاف: نطالب بإعادة بناء منظمة التحرير، والتحضير لانتخابات تلغى من الاحتلال كما حصل في السابق، يجب الاتفاق على صيغة في مواجهة الاحتلال الانتخابات جزء من معركة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

ولفت الى أن الحوار يمكن ان يستأنف اذا تقدمت وجهات نظر قابلة للوصول لحلول وسط اتفاق، اذا لم يقدم الطرفان ولم تسعى مصر للضغط عليهما بحيث يقدمان تصور مشترك، ولكن اعتقد ان هناك فرصة لاستئناف الحوار لان مصر فوضت من المجتمع الدولي لأن تلعب دور الوسيط.

تصميم وتطوير