من ينقذ " المقاهي الشعبية " من تداعيات جائحة " كورونا " ؟؟

" مقاهي الجياع " من يُطعمها ؟؟

04.04.2021 03:54 PM

أصحابُ مقاهي شعبية لـ"وطن":"جُعنا" وللصبر حدود !

اصحاب مقاهيٍ شعبيةٍ : لم نعد قادرين على فتح أبوابنا وتراكمت علينا الديون .

نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة " محمد زيد النبالي " لوطن : قطاعُ المقاهي والعاملين فيه تدمّر بشكلٍ كاملٍ ، والمطلوب النظر إليه بعدالة كغيره

محمد زيد النبالي : على الحكومة السماح للمقاهي العمل في ساعات المساء خلال شهر رمضان المبارك

الذين تحدّثوا لـ"وطن" لم يبالغوا بسردِ التداعي المعيشيّ والاجتماعيّ لطبقةٍ لا تستحوذُ على لبِّ اهتمامِ المؤسّساتِ الرسميّةِ سوى بتبرّعٍ أو بلقمةٍ ماديّةٍ تلقيها لهم دونَ الاكتراثِ بالضروراتِ المعيشيّةِ لأصحاب المقاهي وغيرهم من الطبقةِ الكادحةِ التي لا تأكل إلا بعد تفصّدِ العرقِ مِنْ الجباهِ.

تحدّث صاحب مقهى السلطان في مدينة البيرة جهاد صندوقة لوطن خلالَ جولةميدانيٍّة أجرتها "وطن" شاكيًا واقعَ الحالِ:"بدون مقدّمات؛ إحنا جماعة جوعنا، ونحن فئة مهمة من الشعب، عنا ولاد، عنا حياة، وما حدا بنظر إلنا منذ (14) شهر، إجار محلي لا أستطيع دفعه، وفواتيري من كهرباء وماء لا أستطيع دفعها، وبإمكان أيّ مسؤول أن يزورني ويتأكد من كلامي، ولا أخفي عليك؛ 3 عائلات تأكل من المقهى الذي أعمل فيه".

وأضاف ساردًا:"لا أحد يرحمنا، مطلوب منا دفع الفواتير، ومطلوب منا دفع إجار المنزل، ومطلوب منا  أن ندفع للاتصالات، أنا مش قادر أدرّس أولادي عن بعد؛ لأني مش قادر أدفع فاتورة (الإنترنت) الّي تراكمت علي"

"ما حدا قلّي وين إنت!" بهذه الكلمات المتراصاتِ بمحاذاةِ بعضها؛ عبّر صاحبُ المقهى عن جرحٍ لم يندملْ، وعن نزيفٍ لم يتقهقهرْ.

اتصالًا بما سبق؛ تحدّث العاملُ في مقهى " روتانا" برام الله مُسلم احمد  لـ"وطن" مستكملًا:"بدون مبالغة؛ اتدمرنا، وتراكمت علينا الهموم المعيشية والفواتير، كان يعمل عندي (7) عمّال، اضطررت أن أعطيهم إجازات، وهذا الأمر منذ (14) شهر، ومنذ ذلك الوقت؛ ما اتصل أي أحد بنا، أو سألنا عن حالنا كمواطنين أو كفئة اجتماعية".

مسلم لم يكتفِ بالحديثِ عن آفاقٍ سرابيّةٍ للعاملين في قطاع المقاهي نتيجةً للسباتِ الحكوميّ، بل أضافَ كاشفًا:"العمّال السبعة الي أعطيتهم إجازات، حاولنا أن نحصل من صندوق "وقفة عزّ" على مبالغ لهم؛ لكي يستطيعوا أن يوفروا لقمة أطفالهم؛ إلا أنّنا ما استفدنا من هذا الصندوق".

واستطرد موضحًا:"عملنا يعتمد على الليل؛ لأنّ معظم الزبائن يفضّلون الذهاب إلى المقاهي أثناء الليل، لهذا؛ فإن الإغلاقات الليلية سبّبت لنا أزمات مالية متكدّسة، ومن هذه الأزمات؛ الديون، (الشيكات) الراجعة، وغيرها من الالتزامات التي لم نتمكن من تنفيذها".


وطالبَ مسلم بالسماحِ للمقاهي أن تمارسَ عملها ليلًا، خصوصًا، أَنَّ عملَ المقاهي في شهرِ رمضانَ المقبل يعتمدُ حكمًا على الليل؛ أي فترة ما بعد الإفطار.

على الضّفةِ الأخرى؛ انتقد مسلم السلوكَ التفتيشيّ لبعض عناصرَ الضابطة الجمركيّة، مبينًا، أنّ عددًا من عناصرَ الضابطةِ الجمركيّةِ اقتحموا مقاهه دون مراعاةٍ لحرمةِ المكان.

يوسف داغر العامل في مقهًى علاء الدين بالبيرة آخر كشفَ خلال حديثهِ لـ"وطن" أنّ التشديدَ الحكوميّ يقتصرُ على المدن، مبينًا، أنّ معظمَ مرتادي المقاهي يذهبون إليها في القرى أو الأماكن النائية التي لا تخضع –بحسب رأيه- للرقابةِ الحكوميّةِ.

وأضاف:"لا يوجد أي مبرّر لإغلاق المقاهي أو تحديد مدّة عملها؛ لأنها قطاع حيوي وضروري، ويمكن الاستعاضة عن الإغلاقات بتشديد الرقابة عليها".

نائب رئيسُ غرفةِ تجارةِ وصناعةِ رام الله والبيرة محمد زيد النبّالي أكّد لوطن في معرضِ حديثهِ عن قطاعِ المقاهي والعاملين فيه أنّ هذا القطاع تدمّر بشكلٍ كاملٍ بسبب الإغلاقاتِ المتكرّرةِ، مضيفًا أن هذا القطاعَ يجبُ النظرَ إليه من قبلِ المؤسساتِ الرسميّةِ بعدالةٍ كغيرهِ.

وأضاف النبالي قائلًا:"أصحابُ المقاهي لا يستطيعون دفعَ ما عليهم من التزامات، لذا؛ أنا طالبتْ الحكومة بفتح المقاهي في شهر (رمضان) بعد الساعة الخامس مساءا ، وكما يعلمُ جميعنا؛ المقاهي و(الكافيهات) ضرورة ملّحة، تحديدًا في هذا الشهر الكريم".

"لا يوجد تعويض لأي قطاع حتّى الآن"؛ بهذه الكلمات أبدى (النبالي) امتعاضه من عدمِ تعويضِ القطاعاتِ الاقتصاديّةِ المتضرّرةِ، مطالبًا الحكومةَ بإعادة النظر بما اتخذته من قراراتٍ وإجراءاتٍ أدّت إلى تداعٍ اقتصاديٍّ- اجتماعيٍّ.

وفي الثالثِ من شهرِ (نيسان) الجاري؛ أعلنتْ الحكومةُ الاستمرار في تشديدَ إجراءاتِ الإغلاقِ، ومنها؛ منعُ الحركةِ والتنقلِ للمواطنين في المدنِ والبلداتِ والقرى والمخيّماتِ يوميًا اعتبارًا من الساعةِ السابعةِ مساءً وحتّى السادسةِ صباحًا، يضافُ إلى ذلك؛ الإغلاقُ الشاملِ يوميْ الجمعة والسبت؛ الأمر الذي اعتبره العاملون في المقاهي مجحفًا بحقّ قطاعهم المتضرّر أصلاً منذ وصول جائحة (كورونا) إلى فلسطينَ في شهرِ آذار الماضي عام 2020.

وبين التدابير التي تتخذها الحكومة بهدف كسر الحالة الوبائية وحماية صحة المواطنين وبين الخسائر الناجمة عن هذه الاجراءات ، يبقى اصحاب هذه المقاهي والعاملون فيها يتشبثون بأمل لعل قادم الايام يحمل الخير لهم ، فهل ستنظر الحكومة بعين جديدة اتجاه هذا القطاع قبل فوات الاوان ، اسئلة ستكون الحكومة مجبرةً للاجابة عنها في قادم الايام .

تصميم وتطوير