"زاوية الشمس" رواية ثنائية جمعت بين قلمين "تونسي وفلسطيني" وأضاءت على تاريخ القدس وواقعها المعاصر

23.02.2021 12:49 PM

وطن- وفاء عاروري: استلهما كتابة سطور الرواية من حجارة القدس العتيقة، من تاريخ زواياها وأزقتها الغارقة في القدم، كانا يكتبا السطر الأول منها في فلسطين وينتهي في تونس، "زاوية الشمس" رواية ثنائية تتناول أحداثها من حاضر مدينة القدس وماضيها، للكاتبة الفلسطينية ميّة شلبي كفري والأكاديمي الأديب التونسي د. عز الدين الصغير.

شبكة وطن الإعلامية استضافت الكاتب التونسي عبر "سكايب"، والكتابة الفلسطينية في استديو برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري، للحديث عن فكرة هذه الرواية، ومشوار كتابتها الذي يمتد من عام 2015 حتى يومنا هذا.

يقول الصغير: هذه الرواية في الحقيقة كانت مغامرة، لأنها مشروع كنت أحلم به  منذ سنوات، وحاولت أن أبحث عن كاتب من داخل فلسطين حتى ينقل إلينا واقع الحياة منها، كما يعيشها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وكنت في علاقة منذ 2015 مع الأستاذة ميّة شلبي، وتبادلنا عدة تجارب مشتركة وطرحتُ عليها هذا المشروع، فقبلت بصدر رحب، وانطلقنا في مواصلة التوثيق وترتيب ثم بدأنا بالكتابة.

وأضاف: وكان حقيقة عملا طويلا ومرهقا في نفس الوقت، ولكن الإصرار لدى الأديبة ميّة كان هو الفاصل في إنجاز هذا المشروع الذي اعتبره رائدا بكل معاني الكلمة.

وبيّن الصغير أن الرواية مميزة من ناحية الشكل، فهي عابرة للأجناس وعابرة للثقافات وعابرة للأديان أيضا، ومن ناحية المضمون فإن المحور المركزي للرواية هو القدس بكل ما تحمله من أحداث ووقائع عابرة للتاريخ، وبكل الأحلام التي يحملها المقدسيون والشعب الفلسطيني، بأن تكون القدس يوما عصامتهم الحرّة، كما شهد لها التاريخ دوما.

وقال إن الرواية هي سؤال يتطلب أطروحة أو اطروحات، ومن خلال هذه الرواية حاولت أن أعمل مع الأديبة ميّة على المصطلحات وإعادة النظر في المصطلحات والمفاهيم المتداولة، وأن نوجهها ونعطيها توجها روائيا يتأرجح بين الواقع والخيال، وبهذه الطريقة استطعنا بناء الرواية.

وأضاف: السؤال هنا في روايتنا كان البحث عن الروح، روح القدس التي هي روح عربية إسلامية عابرة لكل التاريخ، والتي اجتمعت حولها كل الديانات وتشكلت من كل الديانات، لتكون النتيجة هذا الشعب الفلسطيني الذي شق طريقه وبنى هذا الوطن.

وتابع الصغير: كتونسي فإن علاقتي بفلسطين كوطن، هي هذه الروح التي تجمعنا كعرب ومسلمين حاملين لهذا التاريخ، ومعاناة هذا التاريخ والواقع العنيف الذي نعيشه بصفة مباشرة وغير مباشرة، إذاً فالعلاقة التي تربطني بالقدس هي ذاتها التي تربط كل الشعوب العربية بالقدس.

من جهتها أوضحت الأديبة الفلسطينية ميّة شلبي، بأن فكرة الرواية رائدة، كونها ثنائية الكتابة، وجمعت بين كاتبين أحدهما تونسي، موضحة أن الرواية مكونة من سلسلة احداث ومشاكل وشخصيات تختلف كليا عن بعضها البعض، فهي ليست ثنائية الكتابة فقط وإنما ثنائية الأسلوب، هناك أسلوب سرد شعري ونثري بنفس الوقت في الرواية، وهناك المتخيل والواقعي.

وبينت أن السبب في ذلك هو أن الكاتب والكاتبة، كانا متفقين على المبادئ التي يسعيان لتحقيقها أثناء كتابة الرواية، التي تتكون من 48 فصلاً، وفي ذلك رمزية لتاريخ النكبة.

وأشارت إلى أن رواية "زاوية الشمس" تنتمي لأدب المقاومة، ومن المهم جدا أن تكون في كل بيت فلسطيني وعربي يهتم بالقضية الفلسطينية.

وبيّنت أن الرواية أخذت وقتا طويلا من البحث وجمع المعلومات والدراسة، حتى استطاعت وضع الأسس التي انطلقت منها عملية الكتابة.

وأوضحت الكاتبة أن اسم الرواية استلهم من زوايا القدس، فالقدس بزواياها المختلفة التي تعطي نفحة من النفحات الدينية الروحية، والتي كان لها دورا نضاليا كبيرا خلال الحقبات الزمنية المختلفة، والشمس ترمز للحرية والأمل، ومن هنا جاءت التسمية.

مؤكدةً أن كتابة الرواية لم تكن سهلة، ولكن في النهاية رواية زاوية الشمس تغطي البعد الفلسطيني، وتهتم بكل النواحي، وتربط النضالات الفلسطينية مع شعوب أخرى ناضلت.

وأشارت إلى أن الرواية تم إهداؤها للمرأة المقاومة، وهذا ليس من باب التحيز للمرأة، ولكن لأن المرأة تعتبر هي الأساس، لأنها الحاضنة والأم والحبيبة والصديقة والأخت، ولأن لها دور نضالي واضح منذ الانتفاضة الأولى وما بعدها وما قبلها.

وقالت ميّة شلبي إن الرواية تتميّز بلغتها الإبداعية، فاللغة هي الحضن الدافئ للفكر، وأي إنسان يريد أن يعّر عن فكره يجب أن يمتلك إبداعا لغويا، وإلّا ستكون كتابته مجرد كلام، وفي "زاوية الشمس" هناك نوع من الإبداع والابتكار إلى جانب المعلومات والحقائق الكثيرة التي وردت في الرواية.

وشكرت الكاتبة دار الفينيق الأردنية، التي تبرّعت بطباعة ونشر الرواية وتوزيعها على حسابها، مشيرة إلى نسخ من الرواية في فلسطين، موجودة في دار الشروق.

 

تصميم وتطوير