الحاصلة على جائزة النساء العالمات في الدول النامية.. غادة البرغوثي تروي لـ"وطن" قصة نجاحها

09.02.2021 01:28 PM

وطن- وفاء عاروري: بكلمات يكسوها الأمل والفخر، تحدثت الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراة، العالِمة الفلسطينية د. غادة البرغوثي، عن مسيرتها العلمية، التي تكللت بنيل جائزة العالمات النساء في الدول النامية.

الباحثة التي تنحدر من قرية دير غسانة شمال غرب رام الله، وتستكمل أبحاثها الآن في جامعة نيويورك بأبو ظبي، عبّرت خلال حديثها لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، عن الفخر لها كفلسطينية أن تحصل على هذه الجائزة، التي تم ترشيحها لها من فلسطين.

وعن مسيرتها العلمية، تتابع البرغوثي: درست الابتدائية في الأردن، والإعدادية والثانوية في فلسطين، تحديدا في مدارس قريتي دير غسانة، واستكملت دراسة الفيزياء في جامعة بيرزيت، وتخرجت بدرجة امتياز في تخصص الفيزياء فرعي الرياضيات عام 2009.

وتضيف: ثم بدأت رحلة التنقيب عن المنح، فحصلت على منحة التبادل الثقافي الألماني، وكانت هذه المنحة تمكن الباحثين من الدراسة بألمانيا أو الأردن، فحصلت على الماجستير في الفيزياء العامة من الجامعة الأردنية.

أما عن الدكتوراة، فتوضح الباحثة أنها كانت حول الفيزياء التطبيقية "هندسة متعددة التطبيقات"، وقد حصلت عليها من معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، من جامعة خليفة، في أبو ظبي.

وتقول البرغوثي: "خلال دراسة الدكتوراة في الفيزياء التطبيقية أصبح هناك تكاملاً ما بين العلوم، فكان تركيزي على الألياف الضوئية في سرعة نقل البيانات، وهي تصنف على أنها تخصص الفيزياء التطبيقية في مواد وهياكل ومعالجة الألياف الضوئية عالية السرعة".

وأوضحت أن الأجهزة التي قامت بتصنيعها خلال دراستها للدكتوراة، هي أجهزة دقيقة لدرجة أن ذرة الغبار تكون أكبر منها بآلاف المرات، ويتم تصنيعها في مختبرات متطورة.

وبيّنت البرغوثي أنه كان من شروط الحصول على الدكتوراة نشر بعض الأبحاث، فقامت بنشر أبحاث أكثر من المطلوب منها، ما يقارب الـ 15 بحثا في مادة الجرمانيوم، وهي المواد ما بعد مادة السيليكون التي تستخدم في تصنيع القطع الالكترونية في أجهزة الحاسوب،  مشيرة أنها تعمل حاليا على تصنيع مواد ما بعد السيليكون التي بإمكانها أن تحسّن من آداء الأجهزة الموجودة حاليا.

وحول جائزة العالمات النساء في الدول النامية، أوضحت البرغوثي أن دار النشر التي نشرت العديد من أبحاثها العملية المحكّمة دوليا، ترتبط بها مؤسسة تعنى بشؤون المرأة وإنجازاتها في العلم، وتحديدا في الدول النامية.

وقالت: ليس شرطا أن تكون الباحثة حاليا تعمل بالدول النامية، ولكنها على الأقل عملت لمدة 5 سنوات في الدول النامية، لأن هذه المرأة تكون عانت في مرحلة البحث نتيجة نقص الموارد والأجهزة المتطورة لعمل الأبحاث، لذلك فالمؤسسة تعتبر هذه المرأة حالة خاصة ومميزة، وأنجزت أبحاثها بطريقة خاصة.

وأضافت الرغوثي: وهذه الجائزة تُمنح للباحثات اللواتي عانين في حياتهن، ولم تكن طريقهن لاستكمال بحوثهن سهلة بالمطلق، ولكن في نفس الوقت أثبتن أنفسهن بمستوى عالمي لإنجاز أبحاث عالمية.

وأكدت أن عام 2020 كان عام التميز بالنسبة لها، فقد وصلت أيضا إلى نهائيات مسابقة ألمانية تعقد في ذكرى سقوط جدار برلين، مبينة أن الألمان يشبهّون كل الإنجازات التي قام بها الباحثون بأنه سقوط جدار من الجهل.

وقالت: فيختاروا باحثين من كل العالم ويطلبون منهم تقديم أبحاثهم في مدة لا تتجاوز 3 دقائق، والفوز يكون بتقييم اللجنة والجمهور، وأنا كنت على القائمة النهائية ممن تم اختياراتهم.

وأشارت أنها عام 2018 حصلت على ميدالية العلماء في السويد، وذهبت إلى هناك وتم استلام الجائزة، كما حصلت على جوائز عديدة من الجامعة لدعم ابحاثها وتغطية تكاليف المؤتمرات التي كانت تشارك فيها.

وأكدت البرغوثي أن العودة إلى الوطن شيء أساسي ومفروغ منه، لأن عائلتها وأهلها يعيشون في فلسطين، وهي الآن تفكر بجدية في كيفية استثمار أبحاثها وما وصلت إليه؛ من أجل تمكين غيرها من الشباب الفلسطينيين الطامحين للوصول إلى مساعيهم في مجال الفيزياء، وأن يكون لها إسهامات واضحة من خلال عقد دورات تعريفية بالبحوث التي عملت عليها.

 

تصميم وتطوير