يعيشون معاناة كبيرة جدا ويحرمون من رؤية عائلاتهم والتنقل بلا خوف داخل وطنهم

"عالقون في وطنهم" يناشدون الرئيس عبر وطن لتحريك ملف "لم الشمل" وتمكينهم من الحصول على هويات تعترف بوجودهم

01.02.2021 12:40 PM

وطن- وفاء عاروري: بصوت مختنق بالدموع والحنين لأهلها، لأمها وأبيها الذي لم تعانقه منذ أكثر من 10 سنوات وحتى يومنا هذا، ناشدت آلاء مطير عبر وطن الرئيس محمود عباس ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، بتحريك ملف "لم الشمل"، من أجل تمكينها من الحصول على هوية، تعترف بها كمواطنة فلسطينية كاملة الحقوق والواجبات، وتمنحها حق التنقل على أرض وطنها، وكذلك السفر لرؤية والديها.

أصوات عديدة علت صباح اليوم خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري، تطالب بلم شملها مع عائلتها، وتمكينها من الحصول على الهوية الفلسطينية، وتنادي بإزالة الغبار عن ملف لم الشمل والضغط على الاحتلال لتمكين العالقين على أرض وطنهم، من الحصول على هوايات تعترف بهم.

آلاء أردنية من أصل فلسطيني، تزوجت بشاب فلسطيني عام 2006، وحضرت إلى فلسطين للعيش معه، حيث تقدمت بمعاملة لم الشمل عام 2007، ولا تزال كغيرها من العالقين على أرض وطنهم، تتلقى الوعودات عاما بعد آخر، وتنتظر على أمل أن تشرق الشمس يوما، ويأتيها الفرج من الله، بالحصول على أبسط حقوقها وهي "الهوية".

وأوضحت آلاء أنها منذ عام 2006 لم تستطع رؤية أي فرد من أفراد عائلتها، باستثناء والدتها التي جاءت بتصريح زيارة لمدة 5 أيام فقط، مرت بسرعة البرق، وحملت معها الكثير من الحنين والشوق لكافة أفراد عائلتها.

مؤخرا انضمت آلاء كناشطة في حملة "لم الشمل من حقي"، وهي حملة أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل لفت انتباه المسؤولين لهذا الملف الإنساني والضغط على الاحتلال لمنح العالقين هوياتهم.

وليست آلاء وحيدة في هذا العراك، المئات بل الآلاف من العالقين انضموا ليكونوا جزءا من هذه الحملة التي لقيت تفاعلا كبيرا عبر مواقع التواصل، ممن ينتظرون منذ سنوات للحصول على الهوية.

ديانا قدورة وهي ناشطة في حملة "لم الشمل حقي"، أوضحت أن الحملة بدأت منذ زمن، ولكنها لقيت تفاعلا في الآونة الأخيرة بسبب تفعيل هاشتاغ #لم_الشمل_حقي، واستجابة وسائل الإعلام له، ما ساهم في تحريك الملف مجددا.

ديانا قدورة هي أيضا فلسطينية هجّرت عائلتها عام 1948، إلى الأردن، وكان نصيبها العودة إلى فلسطين بفيزا سياحية كلفتها مبالغ طائلة، بعد الزواج عام 2011 من شاب فلسطيني.

تقول: كنت أتوقع أن انتظر سنتين أو ثلاثة حتى أحصل على الهوية ولكن لم أتوقع أن تمر  10 سنوات كاملة وأنا أنتظر دون جدوى.

وأشارت ديانا إلى أن هناك دفعة من العالقين عددهم 118 حصلوا على هويات قبل نحو عامين، وكانت تتوقع أن يكون هناك دفعات أخرى ولكن مع الأسف لم يحدث ذلك.

تقول: من أصعب ما يمكن أن يواجه الإنسان أن يكون موجودا في مكان ولا يوجد لديه إثبات شخصية، مشيرة أن هناك عالقين من جنسيات مختلفة انتهت حتى فترة صلاحية جوازات سفرهم، ولا يمكنهم تجديدها، بالتالي لم يعودوا يحملوا أي وثيقة إثبات هوية.

وأوضحت أن جواز سفرها انتهى لمدة ثلاثة سنوات قبل أن يستطيع زوجها تجديده كونه تحمل الرقم الوطني الأردني، وقد كانت تلك الفترة من أصعب فترات حياتها، حتى حساب بنكي لا تستطيع أن تمتلك في حال عدم حيازتها لهوية أو جواز سفر.

إلى جانب ذلك تشير ديانا أنها سجينة داخل مدينة رام الله، لا تستطيع التحرك والتنقل الى أي مدينة أخرى، بسبب وجود مخاطر عالية، فقد يتم ترحيلها إذا ما مرّت على حاجز للاحتلال دون هوية، وبالتالي تخسر عائلتها.

وأكدت قدورة أنّ ملف العالقين ليس ملفا سياسيا بالمطلق، فهو ملف إنساني بحت، لأن العالقين موجودون فعليا على أرض الوطن، وبحاجة إلى وثيقة تعترف بتواجدهم، مشيرة إلى أن عددهم يصل إلى قرابة 22 ألف مواطن في الضفة وغزة.

هيا الخواجا تزوجت أيضا بفلسطيني عام 2014 وتقدمت بمعاملة لم الشمل في ذلك العام وحتى اليوم لا يوجد أمل، وكلما سألت وراجعت الشؤون المدنية بملفها  يقال لها إن الملف مغلق.

هيا في ظل تلك الظروف وحرمانها من عائلتها منذ مجيئها إلى فلسطين، ناشدت أيضا الرئيس محمود عباس من أجل فتح الملف، كون الحالة النفسية والاجتماعية للعالقين سيئة جدا، وهم بحاجة ماسة لتحصيل حقوقهم والعيش بحرية في وطنهم.

وتقول هيا: حتى في حال مرضت، أخشى من المخاطرة والذهاب الى المستشفى، ففي كل مرة أدخل بها المشفى يتم سؤالي عن هويتي التي لا أملكها، حتى عندما أنجبت طفلتي طلبت مني الهوية، وتم حل الأمر بتقديم عقد الزواج للمشفى.

أما نور بالقاسم حجاجي تونسية متزوجة من فلسطيني في قرية مسحة قضاء سلفيت، منذ عام 2008، وتم الزواج في تونس وقدمت للحصول على لم الشمل بداية 2009 وكانت حينها متواجدة في تونس وبقيت 6 سنوات هناك بعيدة عن زوجها الذي كان يزورها، ثم حضرت إلى فلسطين واستقرت هنا، ولا تزال تنتظر الحصول على هوية، وهي سجينة في فلسطين منذ 8 سنوات.

تقول نور: انا ممنوعة من التنقل حتى بين المحافظات، كان التعرف على فلسطين حلم بالنسبة لي، والآن أنا في فلسطين ولا أستطيع التعرف عليها ولا استطيع زيارة مدنها الجميلة.

وتضيف، أن الضغط النفسي والاجتماعي الذي تعيشه كبير جدا، فالخوف يرافقها يوميا من أن تفقد أسرتها وأطفالها ويتم ترحيلها.

وتؤكد نور أن الرد دوما يكون بأن الملف معلق ولا يوجد أي جديد، مشيرة إلى أنها سمعت مرارا عن عالقين حصلوا على الهويات في حين هي لا تزال تنتظر.


 

 

تصميم وتطوير