حزب الشعب لوطن: اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين تتم بضوء أخضر من المستوى السياسي الإسرائيلي
هيئة مقاومة الجدار والاستيطان تطالب عبر وطن بحماية دولية للمواطنين في المناطق المسماة "ج" من هجمات المستوطنين
وطن- وفاء عاروري: طالب وليد عساف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عبر وطن بتدخل دولي عاجل، وحماية دولية للمواطنين في المناطق المسماة "ج" من الحملات التي يشنها المستوطنون في هذه المناطق، التي تقع تحت سيطرة الاحتلال ولا تستطيع السلطة الفلسطينية الوصول إليها.
وأهاب عساف خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، بكل القوى السياسية والمجتمع المحلي ولجان المقاومة الشعبية في هذه المناطق، بتنظيم أنفسهم والتصدي لاعتداءات المستوطنين المستمرة.
وقال: في مناطق "أ" و"ب" توجد قوات الأمن الفلسطيني التي تقوم بأعمال الحماية للمواطنين، ولا يجرؤ المستوطنون على الدخول لهذه المناطق، أما في مناطق "ج" يجب أن ننظم أنفسنا بشكل مناسب من خلال الفصائل والمجتمع المحلي وتشكيل لجان حماية فاعلة ولجان المقاومة الشعبية والقوى السياسية والمجالس المحلية لإيجاد آلية تنسيق منظمة في كل قرية للتصدي لاعتداءات المستوطنين وعدم السماح لهم بالسيطرة على مفارق الطرق.
وأضاف: علينا الا نسمح للمستوطنين بدخول قرانا وأن نلقنهم دروس قاسية، وأن نحمي شوارعنا وأنفسنا ونتحرك بشكل جماعي والا نسمح لأي مستوطن بتنفيذ اعتدائه وجريمته.
وأشار عساف إلى أنه يوجد ضوء أخضر واضح من حكومة الاحتلال لاستغلال الفترة الأخيرة في ولاية ترمب، مبينا أن اليمينيين يسعون الى رسم حقائق على الأرض ويحاولون حسم الصراع على الأرض من خلال حملة مسعورة للسيطرة على أراضي المواطنين في هذه المناطق، تتلوها حملة إرهاب للفلسطينيين حتى لا يجرؤوا الدفاع عن ممتلكاتهم، وهذه جرائم خطيرة ومحمية ومنسقة مع جيش الاحتلال.
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب والناشط في المقاومة الشعبية خالد منصور لوطن، إن المستوطنين هذه الفترة في حالة هجوم شرس منقطع النظير مخطط ومنظم، وهناك تنسيقا كاملا بين المستوطنين من الخليل الى جنين، يتضح جليا في إغلاق الطرق معا من مستوطنات كريات أربع الى عصيون الى بيت ايل وغيرها من المستوطنات.
وأضاف: يوجد ضوء أخضر من المستوى السياسي الإسرائيلي، وتحديدا من نتنياهو الذي سيدخل للانتخابات وهو بحاجة لأصوات المستوطنين، الذين يحاولون تغيير الواقع ورسم خرائط جديدة على الأرض.
وبيّن أن هناك نحو 70 بؤرة استيطانية جديدة يتم الحديث عنها، ستقام تحديدا في مناطق التلال بما ينسجم مع رسم الخرائط التي تحدثت عنها صفقة القرن، على الأرض.
وقال: الأمر الأخر أنه يوجد غطرسة فظيعة من قبل المستوطنين عندما يخرجون في مسيرات بالشوارع ببلدة حوارة وغيرها من البلدات، مقارنا ذلك بحال المستوطنين في الانتفاضة الأولى، حيث كان الناس يغلقون الطرق لمنع المستوطنين من المرور، في حين أصبح المستوطنون الأن هم من يغلقون الطرق.
وأضاف منصور: هناك عشرات الاعتداءات من تحطيم السيارات والتسبب بجرح ودهس المواطنين، ما جعل الأمر يصبح عاديا. مبينا أن المستوطنين يريدون بث الهلع في قلوبنا، وهذا أمر تفاقم كثيرا، ويبدو أننا مقبلون على أوقات عصيبة في الأيام القادمة، مع الحملات الانتخابية.
وتابع: لأن الدم الفلسطيني سيكون مزادا لكل المرشحين في الانتخابات، سيستغل المستوطنون هذه العملية ليحصلوا على الدعم.
وأكد أنهم لا يقومون بعمل عبثي عشوائي، إنما عمل منظم تقوم عليه تنظيمات وجمعيات مختلفة. مشيرا إلى أنهم عندما أقاموا بؤرة على جبل عيبال في عصيرة وتصدى لهم المواطنون ذهبوا الى بيت دجن وأقاموا نقطة فيها، عازيا هذا الإصرار الى الدعم والتمويل الكبير الذي يحصل عليه المستوطنون من جمعيات استيطانية توفر لكل بؤرة ماشية ومسكن وخزانات مياه وغيرها، إلى جانب حمايتهم من جيش الاحتلال.
وشدد منصور على ضرورة تعزيز مقاومتنا الشعبية، من خلال سياسات حكومية حقيقية لدعم صمود المواطنين في الأغوار، وتقديم الدعم الحقيقي والملموس لهم.
وقال: ما زالت مساعدات الحكومة أقل مما يجب، فهذا الهجوم من المستوطنين بحاجة إلى حشد كل طاقتنا من أجل مجابهته.
وانتقد منصور عودة التنسيق الأمني، مبينا أنه لا يخدم الا الإسرائيليين، وقال: يجب أن نفهم إذا كانت عودة التنسيق الأمني لا توفر الأمن والأمان إذا لماذا عاد؟
ووجه منصور رسالته لمن اتخذ القرار بعودة التنسيق الأمني، بأن عليه أن يعيد حساباته، وأن يعرف أن المرحلة الحالية يجب أن تكون مرحلة تحرر وطني، وأن تحشد طاقاتنا لمواجهة الاستيطان.
وقال: المؤسسات الأهلية عليها أن توجه مشاريعها للمناطق الأكثر عرضة للاعتداءات، يجب أن يعيد الجميع حساباته ويوجه الطاقات ويشعر الناس في الأغوار بالاهتمام بهم والوقوف إلى جانبهم.
وحول معاناة أهالي الاغوار قال: رعاة الأغنام يمنعون من الرعي ويطاردون من المستوطنين وهم بحاجة الى دعم حقيقي، وكل الطاقات يجب أن توجه لتعزيز الصمود في هذه المناطق.
وأكد أنه يوجد دعم ولكنه ليس كافيا، فيجب أن يكون أكثر من ذلك، ووزراؤنا يجب أن يكونوا جميعا وزراء دفاع، لأن هذه المقاومة لم تعد كافية، ويجب أن تتغير.
وأشار إلى أن عدم انجاز الوحدة الوطنية، واستمرار الانقسام أيضا يضعف همم الناس، لذلك يجب أن نرتب بيتنا الداخلي ونوحد جهودنا في مواجهة العدو.