"بعض المصابين توفوا ولم يكن في تاريخهم الطبي أي مشاكل ولم يكونوا يعانون من أية أمراض!"

مدير مستشفى هوغو تشافيز لـ"وطن": نعيش المرحلة الأشد خطورة من حيث المضاعفات التي تظهر على مصابي كورونا منذ بداية الجائحة

16.12.2020 11:56 AM

وطن- وفاء عاروري: أوضح مدير مستشفى هوغو تشافيز، باسل بواطنة، أن هناك 27 مريض كورونا في المشفى، 5 منهم في العناية المكثفة، وقال إنه بالأمس كان هناك 7 مرضى في العناية المكثفة ولكن أحدهم توفي ليلاً، وتوفي الثاني صباح اليوم الأربعاء.

وبيّن خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، أنه ومنذ بداية فصل الشتاء، نعيش الفترة الأسوأ والأخطر، من حيث الأعراض والمضاعفات التي تظهر على مرضى كورونا منذ بداية الجائحة.

وقال بواطنة إن المشفى يتسع لـ 22 مريضا على الأسرة العادية، و8 مرضى على أسرة العناية المكثفة، مبينا أنه وحتى الآن، يحاول المشفى السيطرة على الوضع، وإيجاد أماكن للمرضى، ولكن إذا استمر تسجيل الإصابات بذات الوتيرة فسيواجه مشكلة.

وأكد أن أي مريض يمكث مدة طويلة في المشفى معرّض لمضاعفات أخرى، فقد يصاب بالتهاب ثانوي أو فشل كلوي، أو يصاب بجلطات صدرية أو رئوية، مشيرا إلى أن بعض الحالات التي تم تسجيلها، كان لديها مضاعفات في الكلى والأوعية الدموية، ومنهم من تعرّض لجلطات صدرية ورئوية.

وأكد أن بعض الدراسات تقول إن الفيروس يزيد نسبة التخثر بالدم، وهذا ما يسبب الجلطات، مبينا أن المستشفى يتعامل أساسا مع أي مريض كورونا كأنه مصاب بالجلطة، فيتم حقنه بجرعات وقائية، وأخرى علاجية، تفاديا للجلطات.

وقال: لا نقصد تخويف الناس ولكن هناك حقائق يجب أن يفهمها المواطنون عن هذا الفيروس، فنحن واجهنا حالات يرتفع لديها الصوديوم أو البوتاسيوم، وحالات تصل الطوارئ وهي تعاني من آلام صدر و"ذبحات" صدرية ويتبين لاحقا انهم مصابون بكورونا.

وأكد بوطنة أن بعض المرضى الذين توفوا لم يكن في تاريخهم الطبي أي مشاكل، ولم يكونوا يعانون من أية أمراض، وهم أيضا في أعمار صغيرة ومتوسطة، ولكنهم فقدوا حياتهم نتيجة الأعراض.

وقال: في نفس الوقت قد يكون بعض المرضى يعانون أساسا من أمراض معينة، ولكن نتيجة ثقافتنا المجتمعية وعدم إجراء فحوصات دورية لا يعرفون بمرضهم، وعندما يصابون بفيروس كورونا لا يستطيعون مقاومة المرض، ويفقدون حياتهم.

وخلال حديثه عن أصعب الحالات والشواهد التي مرّت على المشفى، تحدث بواطنة عن إحدى الممرضات والتي أصيبت بفيروس كورونا أثناء عملها في أحد المشافي ونقلت إلى هوجو تاشفيز للعلاج، وبعد قضائها فترة أسبوع في العناية المكثفة، تحسّنت حالتها ونقلت إلى غرفة عادية وكانت ستخرج من المشفى بعد أيام.

وقال: مررت وسلمت عليها، ثم ذهبت لمكتبي، وبعد دقائق توقف قلبها فجأة وحاول الأطباء إنعاشها، ولكن مع الأسف لم ينجحوا، ففارقت الحياة.

يتابع: كانت حادثة مؤلمة، فجعنا جميعا بها، المدير الإداري في المشفى انهار أمام الموقف.

وأكد أن هناك مرضى حتى بعدما خرجوا من المشفى وتعافوا تماما، عادوا إليه مرة بأعراض جلطات رئوية وصدرية.

وعرض بواطنة خلال الحلقة صور أشعة لمرضى حاليين ومتوفين بالفيروس، بيّن خلالها تأثيره على الرئتين لديهم.

وحول علاج المرض، أكد أن هناك بروتوكول عالمي موحد من منظمة الصحة العالمية للعلاج، فما يأخذه المريض في أمريكا يأخذه في مشافينا.

وأشار إلى أن وضع المشفى حاليا جيد، والحكومة وظّفت العديد من الأخصائيين فيه، من أمراض باطنية وأشعة وطوارئ وتخدير، ولكن الإدارة تطمح لتوظيف المزيد في المشفى من اجل تخفيف الضغط عن الكادر الموجود، لأنه مرهق بشكل كبير.

وناشد بواطنة المواطنين الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة من أجل تجاوز هذا الوباء، مبينا أن هذه المعركة هي معركتنا جميعا، وعلينا التكاتف جميعا كمواطنين وأجهزة طبية وإعلامية وأمن من أجل تجاوزها بأقل الخسائر.

 

تصميم وتطوير