أكدت أن الأسيرات يعانين ظروفا صعبة للغاية

المحررة ميس أبو غوش تروي لوطن تفاصيل اعتقالها والتحقيق معها

06.12.2020 12:05 PM

وطن - وفاء عاروري: كانت تقاوم نعاسها أمام الكتاب بكوب قهوة ساخن، بينما يغط أفراد عائلتها في نوم عميق، قبل أن تفسد خفافيش الليل سكينتهم وتقتحم بيتهم، وتحول هذا البيت الآمن إلى ثكنة عسكرية، الصالون أصبح غرفة تحقيق لها ولوالدها، بينما استخدمت إحدى الغرف للتحقيق مع شقيقها الأصغر، وغرفة أخرى سجن فيها بقية أفراد العائلة، إلى حين الانتهاء من التحقيق.

وبغصة استذكرت الأسيرة المحررة ميس أبو غوش، أثناء حديثها لبرنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري، عبر شبكة وطن الاعلامية، اللحظات الأولى من تقييدها واعتقالها، من بيتها في مخيم قلنديا شمال رام الله.

الاحتلال الذي حرم ميس من تقديم امتحانها الجامعي الذي كانت تسهر استعدادا له، حرمها أيضا من جامعتها وعائلتها وأصدقائها، لمدة 15 شهرا، لكنها تنسمت الحرية قبل أيام، وخرجت من السجن تحمل هدفا ورسالة، فأما الهدف، أن تستكمل دراستها الجامعية وتنال شهادتها، وأما الرسالة فهي رسالة الأسيرات الصامدات داخل السجون، بأن نتذكرهن دائما.

تقول ميس: "بعد اقتحام بيتنا، جرى التحقيق معي ومع والدي وشقيقي الأصغر المعتقل حاليا في سجن عوفر، وتم تفتيش أجهزتي الإلكترونية، وتفتيشي تفتيشا عاريا من قبل المجندات، ثم قيدوني من الخلف وغطوا على عيني، واقتادوني إلى حاجز قلنديا العسكري".

تتابع: "على الحاجز كانت إحدى المجندات توجه لي الشتائم، وثلاثة مجندات قمن بتفتيشي تفتيشا عاريا، رفضتُ في البداية ولكن قبلت بعد ذلك كي لا يعتقدن ان هذه نقطة ضعفي فيتم استخدامها ضدي دائما".

في زنزانة المسكوبية..

وأكدت أبو غوش انه تم تحويلها إلى مركز تحقيق المسكوبية، وقد استطاعت معرفة ذلك من قصر المسافة، مشيرة أن الأسير  يعتمد على حاسة السمع واللمس لمعرفة أين هو.

تقول: "وضعوني في زنزانة صغيرة كانت أول زنزانة أدخلها، وكنت اسمع من خلالها صوت المعتقلين الذين يجري تعذيبهم في الغرفة المجاورة".

تتابع: "بعد عدة ساعات أحضروا لي الفطور ورفضته، وكان يطرح عليّ في الساعات الاولى من التحقيق اسئلة عادية، ثم بدأ يسألوني أسئلة كبيرة جدا، وكانوا يتعمدوا أن يسمعوني صوت الاسرى في التعذيب، أو يدخلون عليّ محقق بعد لحظات من تعذيبه لأحد الأسرى."

وتشير ميس أنه بعد أيام من اعتقالها تم تحويلها للتحقيق العسكري، وكان يتم الصراخ عليها واللعب على العامل النفسي، وضربها، وتعذيبها وشبحها إما بالقرفصاء أو على شكل "الموزة"، مبينة ان نحو 30 محقق أجرى التحقيق معها.

وبينت أن التحقيق العسكري معها استمر ثلاثة أيام، وقد كان متعبا جدا وطويلا واستخدمت فيه أساليب شبح وتعذيب مختلفة، وكانت ترفض وجبات الطعام بحضور المحققين، فتم حرمانها من وجبات الطعام.

وتشير إلى أن وضعها النفسي كان سيئا جدا، فقد كانت تفكر بشقيقها وصديقتها، اللذين تم اعتقالهما بعد يوم واحد من اعتقالها، من اجل الضغط عليها.

أبو غوش: أنوثتي كانت تعاقبني!

تقول: "إلى جانب ذلك كله فقد كنت أشعر ان انوثتي تعاقبني، حيث تم اعتقالي وأنا في فترة "الحيض"، ومن المعروف أن الفتاة تكون بحاجة إلى الراحة وبحاجة إلى بعض الأمور في هذه الفترة، ولكن تم حرماني منها".

وعن وضع الأسيرات داخل سجون الاحتلال، أوضحت ميس لوطن أن الأسيرات يعانين ظروفا صعبة للغاية، مبينة أنه عند أي خطوة تتخذها الأسيرات يتم سحب الانجازات التي تم تحقيقها في الإضرابات السابقة.

وأشارت إلى أن علاقتها مع الأسيرات طيبة جدا، خاصة الأسيرات من ذوات الأحكام العالية، وقد وعدتهن بألا تنساهن بعد التحرر، لذلك ستتابع دراستها الجامعية، وستعمل على نقل معاناة الاسيرات والأسرى للعالم.

وأوضحت أن الأسرى والأسيرات لديهن الكثير من المطالب، أهمها تركيب الهواتف العمومية، خاصة في أقسام الأسيرات والمرضى والأشبال وكبار السن.

أبو غوش: أوضاع الأسيرات صعبة للغاية

وأكدت أن هناك معاناة كبيرة أيضا لدى الأسيرات نتيجة تركيب كاميرات المراقبة التي تنتهك خصوصيتهن، خاصة وأن معظمهن محجبات، بالتالي لا يستطعن ممارسة الرياضة بحرية.

وقالت إن وضع سجن الدامون سيء جدا، والغرفة فيها رطوبة عالية، كما أن السجن المجاور للأسيرات هو سجن مدني، فيه مغتصبين وقتلة ، وهذا أدى إلى تعرض الأسيرات للتحرش اللفظي، رغم أن الخلط بين المدني والأمني ممنوع قانونيا.

وأضافت أن الحمامات خارج الغرف، ووضعها مزري والمياه فيها ضعيفة جدا، لذلك فالأسيرات يقمن بتنظيم الدور على الاستحمام، ما يضطرهن للحجز أحيانا قبل بيوم واحد من الاستحمام.

وأشارت إلى أن الإدارة عرفت من خلال الزيارات بوجود تعليم جامعي في السجون، من خلال الكتب فاجرت تفتيشا على الكتب وصادرتها، لأن التعليم ممنوع في السجون.

كما بينت أن الوضع الصحي عند عدد من الأسيرات صعب، وهناك اهمال طبي بحق الجميع، مستذكرة الأسيرة إسراء جعابيص التي تعاني كثيرا وبحاجة لإطلاق سراحها، والأسيرة روان أبو زيادة التي لديها مشكلة في العمود الفقري ، وكانت لا تستطيع القراءة وتعاني في المشي.

وذكرت أيضا أن الأسيرة نورهان عواد لديها رصاصة مستقر ببطنها، والأسيرة مرح بكير لديها بلاتين تم ربطه بالأعصاب بالتالي إزالته قد يعرض يدها للشلل، والأسيرة أمل طقاطقة وغيرها من الأسيرات.

 

تصميم وتطوير