شقيق المرحومين الديك: نحن نرفض اتهام اللجنة المشكلة من المحافظ شقيقي بتحمل المسؤولية عما حدث وهذا ينم عن إخفاقهم بإظهار الحقيقة

دويك لوطن: تقرير تقصي حقائق الهيئة المستقلة اثبت تقصير وعدم جاهزية الدفاع المدني في حادثة وفاة الشقيقين عمار وضياء الديك

24.11.2020 11:05 AM

رام الله- وطن: أصدرت الهيئة المستقلة تقرير تقصي حقائق مواز بحادثة وفاة الشقيقين عمار وضياء الديك في بلدة كفر الديك، الذين توفيا في بئر قديم.

وتعقيبا على التقرير قال عمار دويك مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، بعد حادثة وفاة الشقيقين عمار وضياء الديك يوم 14/6/2020 بثلاثة ايام قام محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل بتشكيل لجنة تحقيق، مكونة من مدير الشرطة ومدير المخابرات ومدير الامن الوقائي ومدير الاستخبارات ومدير صحة سلفيت ومدير مستشفى الشهيد ياسر عرفات في سلفيت، ولم يكن في اللجنة اي مختص بالانقاذ او السلامة، او ممثل عن العائلة او جهات رقابية، وبعد ان انهت اللجنة عملها بعد شهر من الحادث، طالبنا بالحصول على نسخة من التقرير وحصلنا عليه بعد شهر من تشكيل اللجنة.

وتابع "اطلعنا على التقرير ووجدنا ان التقرير الرسمي لم يضع اصبعه على مواطن الخلل، بل خلص الى ان الخلل يقع على الضحيتين لانهما قاما بعمل خطر في بئر ولم يراعيا اجراءات السلامة، ولم يكن هناك تقصير من الدفاع المدني وانه وصل في الوقت المناسب وحاول ان ينقذ الشقيقين ولكن رغم خطورة المكان والتواجد الكثيف للناس وانعدام الاكسجين ونقص المعدات لدى الدفاع المدني قام بما يلزم".

وتابع دويك "استعنا بخبير في السلامة العامة واستعرضنا جميع مجريات الحادثة، وخلصنا الى الاستنتاجات التالية":

1- كان هناك بطء في الاستجابة من الدفاع المدني الذي وصل متأخراً، فحسب شهود العيان وصل بعد 45 دقيقة وليس كما ذكر تقرير لجنة التحقيق الاول المشكل من المحافظ والذي ذكر انه وصل بعد عشر دقائق.

2- عندما وصل الدفاع المدني لم يكن لديهم المعدات الخاصة بالانقاذ في الاماكن المغلقة، ولم يكن اي منهم يرتدي زي انقاذ خاص.

3- عندما بدأت الطواقم بالعمل كانت هناك حشود من المواطنين يفترض انه جرى تنسيق مع الشرطة لإبعاد المواطنين او تدريب خاص من عناصر الدفاع المدني أنفسهم للتعامل مع هذه الحشود.

4- استعان عناصر الدفاع المدني بأنابيب الاكسجين المتواجدة في سيارتي اسعاف وتبين ان احداها فارغة، وهذا يستدعي ان تقوم وزارة الصحة بالتفتيش على سيارات الاسعاف، كما ان استخدام الاكسجين لم يكن بالطريقة العلمية الصحيحة، وتم فتح الاكسجين داخل البئر وهذا امر خطير بحسب الخبير.

5- قام احد عناصر الدفاع المدني بربط احد الضحايا بشكل غير مُحكم، ولنقص الاكسجين في البئر خرج افراد الدفاع المدني وحاول شباب البلدة سحب الضحية ولكن ولأن احد الضحايا لم يكن مربوطا بإحكام فقد سقط بعد ان وصل لمنتصف الحفرة، وهذا ادى لإصابة بليغة وقد تكون احد اسباب الوفاة.

6- عندما بدأت عملية الانقاذ فأن طواقم الدفاع المدني وقفت عاجزة، وقد حضر مواطن مدني من البلدة وفي سيارته الخاصة وخلال 8 دقائق وببعض المواد البسيطة لديه استطاع ان ينزل للبئر ويربط الشقيق الاول ويخرجه ويعود لاخراج الثاني.

وأكد دويك، أنه يجب استخلاص العبر من الحادثة، فجهاز الدفاع المدني وصل متأخرا وبدون معدات ومن الواضح انه لا يوجد بروتوكولات للعاملين في الجهاز للتعامل مع حالات الانقاذ المختلفة، كما ان اعداد وتدريب الجهاز المدني لم يكن بالمستوى الكافي، كما ان المواطن الذي اتصل وبلغ عن الحادثة لم يعط تفاصيل عن الحادثة وبالتالي فأن طواقم الدفاع المدني خرجت ولم يكن معها المعدات وهذا يثبت الخلل لدى من يستقبل الشكاوى والمكالمات الهاتفية بحيث لم يحصل على معلومات كافية عن الحادث قبل تلبيته الاتصال.

واضاف خلال حديثه لبرنامج " شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية: "يفترض بعد هذه الحادثة ان يقوم جهاز الدفاع المدني بلجنة للتحقيق، واللجنة التي شكلت من المحافظ جاءت للتغطية على التقصير والخلل".

ولفت الى ان الهيئة وقبل اصدار ونشر تقرير لجنة التحقيق المشكل من قبلها ارسلت نسخة منه الى الرئيس ورئيس الوزراء ومستشار الرئيس لشؤون المحافظات ومحافظ سلفيت ولم يرد منهم اي ملاحظات على التقرير وبالتالي قمنا بنشره، مضيفاً، نتمنى من الجهات ذات العلاقة ان تدرس الملاحظات والتوصيات الواردة في التقرير وخاصة الدفاع المدني ووزارة الصحة لان هناك توصية لوزراة الصحة بالتفتيش على سيارات الاسعاف، وان يقوم جهاز الدفاع المدني بتحقيق داخلي ذاتي.

ودحض دويك الاشاعات التي صدرت عقب وفاة الشقيقين بأنهما كانا ينقبان عن الاثار، معتبرا ان تلك الاشاعات تمثل شكلا من اشكال نزع التعاطف مع الضحية، ومن خلال تحقيقنا اثبتنا أن هذا غير صحيح، خاصة ان البئر موجود في ساحة منزل العائلة ويستخدم بشكل دوري من العائلة وكل اريع سنوات يجري تنظيفه بهذا الشكل.

وأكد دويك، أنه لو تم اخراج الاخوين خلال الدقائق الاولى ووضعهم في منطقة جيدة التهوية وتزويدهم بالأكسجين المُركّز لكان الامر مختلف وبقوا على قيد الحياة.

من جانبه، ثمّن علاء الديك شقيق الضحايا، التقرير الذي صدر عن الهيئة والذي ينم عن عمل مؤسساتي بنّاء، مؤكدا التزامهم كعائلة بنتائج التقرير وماورد به.

وتابع، "نحن كعائلة نريد استخلاص العبر والدروس من الحادثة، مؤكدا على انه يجب الاهتمام بالانسان الفلسطيني، ففي الحادثة اخفق جهاز الدفاع المدني وحملناه مسؤولية التقصير بالحادث الذي اودى بحياة شقيقي، ولم نكن راضيين عن تقرير اللجنة المشكلة من المحافظ لانها حمّلت المرحومين مسؤولية العمل رغم خطورته وأن الخلل يقع على الضحية وهذا يشكل ضرب بعرض الحائط لكل المبادئ الانسانية تجاه افراد شعبنا وشقيقي."

وقال: "اللجنة اخفقت بالتحقيق في ظروف الانقاذ، ونحن نرفض اتهام اللجنة المشكلة من المحافظ شقيقي بتحمل المسؤولية عما حدث والعمل رغم الخطورة."

وأردف، لم يهتم جهاز الدفاع المدني بتقرير الهيئة ونتائجه وتوصياته او حتى محافظ سلفيت، وهذا ينم عن اخفاقة بإظهار الحقيقة للرأي العام والعمل على طمس الحقيقة لإنقاذ الدفاع المدني من التقصير، كما ان هناك تقصير من الجهات الرسمية في رام الله ، فلم نشعر كعائلة بالوقوف معنا فلم يتصل بنا اي من المؤسسات الرسمية بعد اعلان الهيئة المستقلة لتقريرها وهو ما يعني انهم غير مكترثين للحدث.

تصميم وتطوير