"الديمقراطيون يسعون لتصفية القضية الفلسطينية خطوة خطوة بينما ترامب يريد إنهائها دفعة واحدة"

هاني المصري لـوطن: الرهان على الانتخابات الأمريكية خاطئ لأن أمريكا مرتبطة بعلاقة عضوية مع دولة الاحتلال

05.11.2020 12:22 PM

 

وطن: قال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري إنه من المبكر الاحتفال فوز بايدن او ترامب في الانتخابات الأمريكية، لأن الأصوات متقاربة بينهما، كما أن اللجوء الى المحاكم قد بدأ، وقد يتم إعادة فرز الأصوات في بعض الولايات إذا أخذت محكمة العدل العليا بهذه الطعون، خاصة أن المحكمة مكونة من 9 قضى 6 منهم من المحافظين.

وأضاف المصري خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، أنه في حال حصل بايدن على أصوات ولاية نيفادا سيكون هو الفائز، الى حين البت في الطعون.

وأكد أن الرهان على الانتخابات الأمريكية رهان خاطئ، قائلاً: على الرغم من أهمية الانتخابات الأمريكية على القضية الفلسطينية وعلى العالم، لكن الرهان على مرشح معين هو رهان خاطئ، وقمنا بتجربة الرؤساء من الطرفين، ورغم أننا دفعنا ثمن هذه الانتخابات كنا ننتظر الانتخابات الامريكية والانتخابات الاسرائيلية.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية مرتبطة بعلاقة عضوية مع دولة الاحتلال، ومن غير المتوقع أن تأخذ أمريكا موقف معادٍ منها.

وتابع: هناك خلافات داخل أمريكا كما هي داخل إسرائيل بشأن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الفلسطينيين، هذه المرة يوجد مسألة استثنائية وهي أن ترامب كان أكثر عدائية، واذا فاز بايدن سيطالب في أحسن الأحوال العودة الى المفاوضات سابقا وهي مفاوضات بدون حل ، ويوافق على اللاءات الاسرائيلية مثل عدم الانسحاب من القدس المحتلة، ورفض ازالة المستوطنات بل ضم ضمها لإسرائيل، رفض حق العودة، ورفض اقامة دولة فلسطينية على حدود 67 كاملة السيادة، ورفض الوحدة الفلسطينية إلا بشروط.

ولفت المصري إلى أن بايدن لا يمكن وصفه بأنه من معسكر الأصدقاء بل من الأعداء، فهو وافق على الغزو الأمريكي للعراق، وموقفه من الوضع في سوريا وليبيا سيء جدا.

واعتبر المصري أن سبب سعادة السلطة من بايدن في حال تأكد فوزه، يعود لعدة أسباب منها أنه سيعطي للسلطة اكسير الحياة، وسيعيد المساعدات لها، وسيعيد العلاقات الامريكية معها وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، وسينهي صفقة ترامب، لكن في المقابل سيكون هناك صفقة بايدن التي تدافع عن مصالح "إسرائيل" وتفوقها الامني، ودعمها كدولة يهودية وهذه المواقف التي عبر عنها الرؤساء الديمقراطيين سابقا.

كما اعتبر أن الديمقراطيين يريدون تصفية القضية الفلسطينية خطوة خطوة، وليس دفع الأمور نحو الهاوية، بينما ترامب يريد تصفيتها مرة واحدة.

وقال: لو فاز ترامب سيستكمل خطته وقد يعلن خطة إسرائيل الكبرى او يقوم بتهجير جديد للفلسطينيين ، لان وجود 7 مليون فلسطيني على ارض فلسطين يضرب الحلم الصهيوني في أن تكون اسرائيل دولة يهودية. مؤكداً أن وجود 7 مليون فلسطيني على ارض فلسطين بمثابة قنبلة ديمغرافية في الحلم الصهيوني وهو ما يجب أن يبنى عليه للتحرير.

وأشار إلى وجود تسريبات بأن أزمة المقاصة سوف تفرج في الشهر الجاري، وكذلك العودة إلى طاولة المفاوضات وهذا يدلل على أنه مرتبط في الانتخابات الامريكية، لكن السؤال هل العودة للمفاوضات سيكون على اساس الشرعية الدولية؟ . مضيفا: بل إنها ضربت الشرعية الدولية في الصميم.

وقال المصري إن سياسة التنازلات كطريق لتحقيق الحقوق فشلت، بل أم تقوية انفسنا وتحقيق انتصارات وتراكمات على الارض هي التي سوف تؤدي الى حل يستجيب للحقوق الفلسطينية، أما عقد مؤتمرات دولية سوف يؤدي بنا الى منصة المفاوضات مباشرة التي ستكون فيها "إسرائيل" قوية وتتحكم بها، خاصة بعد وجود دول عربية تساعدها في ذلك بعد التطبيع.

وأضاف: سواء جاء ترامب أو بايدن فإن الضم الفعلي والزاحف مستمر، لكن يبقى الضم "القانوني" وهو الأخطر وهو يزيد في فترة ترامب في حال نجح، وفي حال خسر يمكن تطبيق جزء من خطة الضم خلال فترة ما تبقى من حكمه.

وحول سيناريو نجاح ترامب، قال المصري إنه للأسف لا السلطة ولا اي طرف فلسطيني مستعد لهذا السيناريو، وقد يؤدي الى الاستسلام للأمر الواقع والنزول عن الشجرة.

وأضاف أنه اذا جاء ترامب سيحاول الأمريكيون استبدال القيادة الفلسطينية اذا لم تستجب لهم، أو أن يقوموا بتقسيم القادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية، لانهم يريدون تفتيت القضية. مؤكداً أنه رغم ذلك ورغم الاحباط، لايزال الشعب حياً يريد تحقيق حقوقه لكنه بحاجة الى رؤية واستراتيجية جديدة.

وأكد على ضرورة اعتماد استراتيجية جديدة ومسار جديدة نؤثر فيه بالعالم ونجعلهم يأتون الينا ، فمثلا لو كانت انتفاضة عارمة سوف يركض خلفنا العالم ويضطرون للتعامل مع الطرف الفلسطيني، لكن نحن نهدد ولا نحدث شيئا على أرض الواقع.

تصميم وتطوير