تأجيل اجتماع الامناء العامين يعكس حالة التردد لدى فتح وحماس تجاه حسم الامور التي تغلّب المصالح الوطنية

"الشعبية" لوطن: التطبيع هزيمة وفشل وافتضاح لـ"سلام الانظمة وسلام مدريد-اوسلو وسلام المبادرة العربية"

25.10.2020 11:55 AM

رام الله- وطن: قال عمر شحادة، القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إن عمليات التطبيع للدول العربية مع الاحتلال، والتي كان آخرها التطبيع السوداني، هي هزيمة وفشل وافتضاح ما سمي بسلام الانظمة، وسلام مدريد-اوسلو، وسلام المبادرة العربية، وتعني أننا امام استراتيجية يتضح مدى فشلها وهزيمتها والحاجة لدفنها، وولوج استراتيجية بديلة طالما طالبت بها الجبهة الشعبية والقوى المناهضة للامبريالية والصهيونية.

وقال إن خطوة السودان التطبيعية، هي ليست مجرد طعنة وخذلان للشعب الفلسطيني، بقدر ما هي في حقيقة الامر رِدّة وخيانة لثورة الشعب السوداني، وهذه الرِّدة بدأت ملامحها من (عبد الفتاح) البرهان وعصابته صبيحة اليوم الثاني للاطاحة بالبشير، وهو ما يؤكد ان الشعب السوداني مستمر بمعركته الوطنية والديمقراطية والقومية تجاه هذه العصابة، ومن جانب اخر نحن على ثقة بأن الجماهير السودانية اول من سيسقط التطبيع من بين الجماهير العربية.

وأشار شحادة، الى أن موقف الشعب السوداني هو حصيلة الدور الطليعي لشعب السودان وهو ثمرة النضال التاريخي للشعب السوداني على المستوى الوطني والاجتماعي، ولطالما كان في طليعة الشعوب المناضلة من اجل تحررها واستقلالها ومن اجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة، وخطوة التطبيع السودانية الى جانب الامارات والبحرين الذين انضموا لجوقة ترامب في اهدافه المباشرة بتحسين موقعه الانتخابي، اعتقد بأنها ستكون نذير شؤم لترامب وانه سيهزم في الانتخابات.

جاء حديث شحادة خلال استضافته في برنامج " شد حيلك ياوطن" الذي تقدمه ريم العمري، ويبث عبر شبكة وطن الاعلامية.

وأضاف أن هذا الموقف يعكس استراتيجية وسياسة ومشروعا امبرياليا صهيونيا في جوهر صفقة القرن القائم على بناء ناتو صهيوني امريكي عربي لمواجهة ثقافة المقاومة وروح المقاومة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني، ومازالت تتمسك بها الشعوب العربية رغم كل الظروف المجافية، وأرى أن هذا السلوك الرجعي العربي هو شكل من اشكال الانتقام من الكفاح المسلح الذي انطلق ردا على هزيمة الجيوش العربية ومانراه اليوم هو اشبه بهزيمة جديدة لهذا النظام الرسمي العربي.

اجتماع الأمناء العامين 

وقال شحادة: نحن اليوم امام حصيلة كارثية لنتائج المسيرة السياسية التي امتدت مايقارب 3 عقود، وهذه المسيرة باتت تفرض على كل وطني فلسطيني ان يعيد النظر في السياسة، الامر الذي بدأ كمحاولة في اجتماع الامناء العامين، وكان بمثابة استجابة اولية للحاجة الماسة لمغادرة الرهانات العقيمة على المفاوضات واوسلو وعلى التزاماته، واعتبرها البعض خطوة الى الوراء.

وأضاف: يجب وقف الرهان على اية تجديد لمسيرة المفاوضات واوهام حل الدولتين، وبدون الحسم القاطع لذلك، لا يمكن ان نتقدم خطوة واضحة.

وتابع: نحن كجبهة شعبية قلنا ان الانتخابات بحد ذاتها ليست هدفا، بل هي جزء من رؤية واستراتيجية سياسية وتنظيمية وكفاحية، لن تعطي الثمار المرجوة، من هنا دعونا للاعلان الواضح من اللجنة التنفيذية والرئيس بالاعلان عن انهاء اوسلو وسحب الاعتراف، وفي الوقت نفسه البدء بتفعيل لجنة الانتخابات المركزية واللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني في الخارج.

وأردف شحادة "نحن بحاجة لعقد مجلس وطني جديد قائم على الانتخابات ليتاح لابناء الشعب الفسلطيني ان يقرروا مواقفهم وقياداتهم بأنفسهم".

و قال إننا بحاجة ماسة لعقد اجتماع الامناء العامين في القاهرة او اي مكان اخر، من اجل اقرار النتائج التي توصل اليها وفدا فتح وحماس في تركيا، ويعد هذا الاتفاق الثنائي خطوة اولى في سياق اتفاق وطني شامل، تتفق فيه القوى الوطنية والاسلامية على استراتيجية جديدة.

ومضى بالقول "وفي الوقت نفسه الاعداد لتمثيل مرحلة التحرر الوطني وبناء مؤسساتها القادرة على تصويب السياسة والنضال وفتح الطريق للنضال ببعده الشعبي الجديد والعربي والدولي على قاعدة مواجهة الناتو الامريكي الصهيوني العربي من جانب، وعلى قاعدة التمسك ببرنامج وثيقة الوفاق الوطني في دحر الاحتلال والاستيطان والتمسك بالحرية والاستقلال والعودة".

وقال شحادة: اليوم نحن نتوجه لحركتي فتح وحماس بالكف عن الدوران في دوائر المراوحة والتسويف والتردد، وتغليب المصالح الوطنية والحيوية والعليا للشعب الفلسطيني على مصالح السلطة في غزة ورام الله.

وعن تأجيل عقد مجلس الامناء العامين، أكد شحادة أن هذا يعكس حالة التردد في داخل حركتي فتح وحماس اتجاه حسم الامور التي تغلّب المصالح الوطنية على المصالح السلطوية.

وحذر القيادي شحادة من ضغوط وتدخلات خارجية بهدف اجهاض اي تقدم في الوحدة الفلسطينية، باعتبارها المهمة التي لا تتقدم عليها اي مهمة اخرى.

تصميم وتطوير