صاحب الصورة التي جابت العالم.. خيري حنون لوطن: دافعت عن طفل وتمسكت بعلم فلسطين فداسني الجندي حتى فقدت الوعي!

13.09.2020 02:57 PM

وطن - وفاء عاروري: كمن يتشبث بطفل من أطفاله، لحمايته من بنادق الاحتلال، هكذا تشبث الناشط الشعبي والأسير المحرر خيري حنون بعلم فلسطين، على أراضي قرى طولكرم المهددة بالمصادرة، عزيمته وإصراره على التمسك بعلم فلسطين ورفضه التخلي عنه، دفع جندي من جيش الاحتلال للدوس على رأسه، جعلت حنون يلتقط أنفاسه الأخيرة.

الصورة التي عمت الفضاء الأزرق، وجابت العالم من شرقه إلى غربه، أعادت الى الذاكرة حادثة جورج فلويد، الذي قتل تحت قدمي شرطي أمريكي، لتثبت أن أمريكا و"إسرائيل" وجهان لعملة واحدة.

اليوم وخلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، روى حنون لوطن تفاصيل الحادثة، فقال: عقب إعلان الاحتلال نيته مصادرة نحو 800 دونم زراعي من أراضي قرى الشوفة والرأس في طولكرم، انطلقت حملة شعبية قادتها مؤسسات وفصائل العمل الوطني، للوقوف ضد المشروع الاستيطاني وإيقاف الجرافات التي تعتدي على أراضي مزارعينا وبيوتهم، وذهبنا بشكل جماعي إلى الموقع، لإيقاف عملية المصادرة والاستيلاء على الأراضي.

وأوضح أنه في مثل هذه المسيرات، يكون المتظاهرون من كبار السن في المقدمة، من أجل حماية الشباب الصغار، وتفويت الفرصة على الاحتلال كي لا يسوق أي مبررات لإطلاق نار عليهم.

وقال: بمجرد وصولنا للموقع بدأ جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الصوت والغاز تجاهنا، ولكننا لم نتراجع ومشينا إلى نقطة الصفر تجاههم ليفهموا أننا أصحاب حق وجئنا لان هذه الأراضي هي لنا ونملك وثائق رسمية بها.

وأضاف: ضباط الجيش قالوا هذه أراضي مصادرة وأنتم لا تعرفون في القانون، هناك محاكم اذهبوا وارفعوا قضايا لديها.

وتابع: أصرينا على البقاء فهددونا إذا ما تراجعنا سيطلقون النار تجاهنا خلال 5 دقائق، وبالفعل فإن أحد الجنود كان سيقتل طفلا يقف في ساحة بيته على مقربة من الحادثة، فحاولت ابعاده عنه والتصدي له وحماية الطفل.

وأوضح أن الضابط تلقى اتصالا هاتفيا، أمره مسؤوله فيه بقتلي فقام بتثبيتي أرضا، حتى كدت أن أختنق وأستشهد.

حنون كان يعتقد أن العلم هو الهدف الذي أراد الجندي اقتلاعه، ولكن الحقيقة ان المستهدف هو بنفسه، فقد بين لوطن أنه طوال فترة تثبيت الضابط له كان يعتقد أنه يريد أن يسحب منه العلم، ولم يكن يعرف أن بنيته قتله، ولكن أحد الموجودين سمع تلقيه للأمر على خط الهاتف بالعبرية قبل أن يقوم بتثبيته وخنقه.

وأكد حنون أنه خلال الحادثة فقد وعيه وقدرته على التنفس، ولكنه في نفس الوقت كان يستنشق تراب وطنه ويدافع عن أرضه، وهذا ما أعطاه العزيمة والإصرار.

وقال: نقاوم بأرضنا وندافع عن إرث ابائنا واجدادنا ولسنا سالبين ومزورين لهذه الأرض، فهي تعرفنا وتعرف ابائنا وأجدادنا.

وبين حنون أنه نفسه عندما شاهد صورته المنتشرة على مواقع التواصل لم يخطر بباله إلا جورج فلويد ووجه الشبه بين العنصرية الامريكية والإسرائيلية.

وأشار إلى أن والدته التسعينية عندما شاهدت هذه الصورة بدأت بالصراخ وهي لا تعرف ان ابنها من داس الجندي على رأسه وهو يدافع عن أرضه ويتمسك بها.

حنون هو ستيني من مواليد، 1959 أنهى دراسته الثانوية العامة وخرج للخارج لإكمل دراسته، وتنظم وانتمى لحزب سياسي هو حزب البعث العربي الاشتراكي، وهو يفتخر بهذا الحزب وقوميته العربية.

وأوضح حنون أنه عندما عاد إلى فلسطين قرر أن يخدم وطنه وتعرض للاعتقال وحكم عليه 20 عاما، ثم خرج بتبادل أسرى عام 1985، ثم أعيد اعتقاله من جديد ليصل مجموع الفترة التي قضاها في السجون 8 سنوات ونصف.

تصميم وتطوير