" حديقةٌ صامتةٌ " .... مساحة تعج بالحياة للفنان بشار الحروب
وطن للانباء : أزهار ونباتات صيفية صاخبة تهيمن على مقدمة المشهد حينا، وتختفي في الخلفية أحيانا مفسحة مكانا شاسعا لظلال الأزرق والأخضر والرمادي المتغيرة بحسب فصول السنة.
لم تكن العزلة الإجبارية التي فرضها كوفيد-١٩ مصدر الإلهام في هذه المجموعة، وإنما العزلة التي يشعر بها الفنان والتي جاءت نتاج عمل على مدار سنوات في حديقته ومرسمه في آن معا.
ويؤكد الفنان بشار الحروب الذي افتتح معرضه الفني في البيرة مساء السبت لوطن انه كرس الوقت للحوار مع نباتاته وأزهاره من خلال الرسم ، الأزهار الجديدة المتفتحة، والأوراق الخضراء الكبيرة، والظلال والتوليفات المتنوعة بتنوع الفصول، ينقلها الحروب على القماش بأسلوب انطباعي مستخدما ألوان الأكريليك والفحم ليذكرنا بأعمال مونيه وروسو.
ويؤكد الحروب أن الحديقة الصامتة، ليست طبيعة صامتة، وإنما مساحة تعج بالحياة وتثير ضجة لا نسمعها بل نراها ونشعر بها ، هروبا من شعور باغتراب اجتماعي وسياسي يتملك شعب محتل فقد القدرة، مؤقتا، على التغيير والتأثير في قضايا مصيرية تمس حياته ووجوده على هذه الأرض .
ويروي الحروب الى انه لجأ إلى حديقته كملاذ آمن يحاول فيه التغيير على نطاق ضيق مستكشفا ذاته من خلال حوار مع نباتاته وأزهاره، أثناء تبدل أشكالها خلال المواسم.
قد يكون تشابها ما بين أزهار ونباتات الحروب التي لا تنتمي إلى الطبيعة الفلسطينية، وبين الاغتراب الذي يشعر به في محاولته التكيف مع محيطه ، فهنا في هذه الحديقة لا نرى زيتونة أو ليمونة او شتلة زعتر، وانما نباتات تنتمي إلى جغرافيات ومناخات أخرى.
بصريا، يظهر الحوار جليا بين الفنان ونباتاته، فتنمو النباتات في اللوحات كبيرة وتمتد اعناقها إلى الأعلى كأن رؤوسها تمتد على مستوى نظره. تغمرنا النباتات الكبيرة المسيطرة في اللوحات ذات القطع الكبير وتشعرنا بأن هناك ضجة وأنها تبحث عن الفنان وكأنها تحولت إلى رفاق روحه ودربه.
ويشار الى ان الفنان بشار الحروب ولد في مدينة القدس عام 1978 وحصل على الجائزة الاولى في بينالي الفن الاسيوي الخامس عشر في بنغلادش ، بالاضافة الى جوائز أخرى محلية وعالمية .
كما عرض الحروب أعماله في فلسطين وعلى المستوى العالمي ما بين المتاحف ومهرجانات ومؤسسات مختصة بالفن المعاصر .