وطن تناقش الإرشادات النفسية والتربوية للعودة الى لمدارس

خبيرة الإرشاد النفسي فتحية نصرو تناشد وزير التعليم عبر وطن لإعادة النظر في قرار منع خروج الطلبة إلى الساحات في فترة الاستراحة

03.09.2020 12:39 PM

رام الله- وطن- وفاء عاروري: ناشدت د. فتحية سعيد نصرو، أستاذة تصميم المناهج في جامعة بير زيت وتدريس الارشاد النفسي والمدرس، وزير التربية والتعليم، مروان عورتاني عبر وطن، بإعادة النظر في البروتوكول الصحي المدرسي، بما فيه قرار منع خروج الطلبة إلى الساحات في فترة الاستراحة، وتعديله ليتمكن الطلبة من الخروج للساحة العامة بالتناوب وصفاً تلو الآخر.

كما ناشدت الوزارة خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري، بإيلاء المزيد من الاهتمام للصحة النفسية للطلبة، في بروتوكول الوقاية من الفيروس، مبينة أن مراعاة الصحة الجسدية للطلبة لا يمكن أن تكون بالمطلق على حساب الصحة النفسية لهم.

وقالت: " ارجوكم يا وزارة التربية والتعليم ألا تتعاملوا مع الطلبة كمساجين من أجل الوقاية من الفيروس، بإمكاننا أن نحافظ على صحة الطلبة دون أن نحرمهم من أبسط حقوقهم في تناول وجبتهم بالهواء الطلق والنظيف.

وأضافت: علينا إعادة النظر في معنى إعادة الأطفال الى المدرسة، ضمن إجراءات تقيد حركتهم وتمنعهم من اللعب وممارسة حياتهم الطبيعية والتفاعل مع أقرانهم.

وتابعت نصرو -لديها خبرة تمتد إلى 55 عاما في الصحة النفسية- قائلة: الأفضل ألا تُفتح المدارس على أن نرسل أطفالنا إليها ليتعقدوا نفسيا، مشيرة الى أنها صُدمت تماما عندما سمعت أن البروتوكول سيمنع الطلبة من الخروج إلى الساحات واللعب والحركة.

وبينت أن الأطفال يتعلمون في الحركة بشكل أكبر بكثير من تعملهم وهم مقيدون وجالسون في مكان واحد، بالتالي فإن صحتهم لن تكون أفضل وفي أمان إذا تم تطبيق هذا البند في البروتوكول.

كما ناشدت نصرو المعلمين والمعلمات من أجل تغيير استراتيجيات التعليم، مشيرة ان هذه الاستراتيجيات فيها خلل من الأساس، فكيف عندما تكون مبينة على أساس التباعد الاجتماعي، منوهة أنه يجب أن يعاد بناؤها بطريقة تدفع الطلبة للتفكير وفي نفس الوقت تجعله مدربا وذكيا في الحفاظ على نفسه وأهله من الفيروس.

وخاطبت نصرو الأهالي من أجل تدريب أبنائهم جيدا على وقاية أنفسهم، وليس تلقينهم وإعطائهم التعليمات على حساب صحتهم النفسية، مشيرة أنه من الضرورة أن يفكر الطالب كيف يحمي نفسه لا أن نلقنه ونلغي تفكيره بالتعليمات.

وشددت على ضرورة عدم اجبار الأطفال ارتداء الكمامة، وإنما الحوار والنقاش معهم وتوعيتهم بأهمية ذلك، أما الإجبار فسيؤدي إلى نتائج غير محمودة خاصة للأطفال في سن "العناد" بين 6 إلى 9 سنوات، وهم في هذه المرحلة يكونون أطفال صانعين وماهرين ويريدون إثبات نفسهم.

ودعت نصرو الأهالي إلى عدم القلق والتوتر، لأن هذا القلق ينتقل إلى أطفالنا ويشعرون به، فيذهبون إلى مدارسهم وهم قلقين ومتوترين، ويؤثر ذلك على حركتهم وابداعهم وثقتهم بنفسهم.

وأشارت إلى أن الأطفال سيذهبون بعد أيام إلى المدارس، جزء منهم متحمس لعودتها وشعر بالملل من الجلوس في البيت، وهؤلاء يجب أن نتفاعل معهم بإيجابية ونكون قريبين منهم ونمنحهم الفرح والتفاؤل، وجزء آخر يشعر بالخوف، لأن عائلته في البيت تشعر بالخوف، ولأنه عاش فترة "دلال" استمرت 6 شهور بالتالي لا يريد خسارة هذه الرفاهية بالعودة إلى المدرسة، وهؤلاء يجب تخفيف القلق لديهم وتشجيعهم على العودة للمدرسة.

وعبرت نصرو عن قلقها إزاء الصحة النفسية للطلبة، قائلة: ما قيمة أن يتعلم القراءة والكتابة هذا الطفل، إذا كان سيخرج من المدرسة مكتئب وخائف من التفاعل مع زملائه او خائف من الحياة؟

مضيفة: نحن بهذه الطريقة نقتله وأنا ضد توقيف اللعب وحركة الأطفال من أجل صحتهم الجسدية، متمنية أن تصل رسالته إلى وزير التربية والتعليم ويسارع إلى تعديل هذا البروتوكول.

وأوضحت ان تقييد الحركة للأطفال يولد شعور بالغضب والكره داخله، فأن تربط طفلك أو تحبسه أسوأ بكثير بالنسبة له من أن تضربه وتعنفه، مشيرة الى أنه على عكس ذلك فإن التقارب والتفاعل يولد شعورا بالحب لدى الأطفال، أما الصراخ عليه فيولد شعورا بالخوف داخله.

الاخصائية أريج عياش لوطن: على الوزارة تدريب وتأهيل المعلمين على التعامل مع الجانب النفسي للطلبة 

من جهتها أكدت د. أريج عياش، وهي أخصائية نفسية، على ضرورة أن يكون هناك نوعا من التفاؤل لدى الأهالي، رغم القلق الذي يعيشونه، خاصة وأن الدراسات والاحصائيات العالمية تشير إلى أن الأطفال هم الأقل إصابة بالفيروس، ونسبة الوفيات بينهم قليلة جدا مقارنة مع باقي الفئات العمرية.

وبينت عياش أن هناك دورا كبيرا اليوم للإرشاد النفسي في المدارس، سواء كان مع الطلبة أو مع المعلمين أو حتى الأهالي.

وشددت على ضرورة منح الأطفال مساحة ووقت للتفريغ عن نفسهم والتعبير عن رأيهم، خاصة وأنهم خارجون من مجموعة كبيرة جدا من الضغوطات، وسيكونون بحاجة إلى اللعب والتفاعل مع أقرانهم.

وقالت: نحن لا نحاول التقليل من حجم الأزمة، وندرك أن هناك أزمة ووباء عالمي، ولكن نقول أن البروتوكول الطبي يجب ألا يهمش الصحة النفسية للطلبة، ويجب أيضا أن يشمل كيف يتعامل المعلمين نفسيا مع طالب أصيب على سبيل المثال، حتى لا تؤثر هذه التجربة على صحته النفسية سلبا، خاصة إذا أصيب طالب لا سمح الله بنوبة ذعر نتيجة انتشار الوباء، كل هذه الأمور يجب أن يراعيها البرتوكول الطبي.

وتساءلت عياش حول ما إذا كان المعلمون الذين تم تدريبهم على التعليم عن بعد، قد تلقوا أي نوع من التدريبات النفسية وكيف يتعاملون مع الطلبة في هذا الجانب أم أنه ظل مهملا من قبل الوزارة، داعية إلى تدريب المعملين وتأهيلهم نفسيا من أجل التعامل مع طلبتهم بطريقة صحيحة.

تصميم وتطوير