إبداع المعلم: على الوزارة فتح حوار مجتمعي حول ذلك.. التربوي حسن عبد الكريم: هذا "بعد عن التعليم" وليس تعليما عن بعد!

التربية لـوطن: قررنا التعليم المدمج لكل الصفوف بما فيها الأساسية حفاظا على صحة الطلبة وبطلب من اتحاد المعلمين.. وأهالي يحتجون عبر "وطن"

26.08.2020 12:39 PM

وطن- وفاء عاروري: أوضح صادق الخضور الناطق باسم وزارة التربية والتعليم، لوطن أن قرار إلغاء التعليم الوجاهي للمرحلة الأساسية واستبداله بالتعليم المدمج، جاء بناء على توصيات من أكثر من جهة ذات علاقة بأن الأمان الصحي يتوفر أكثر إذا كان هناك تعليم مدمج لكل الفئات، وبمطلب من اتحاد المعلمين.

وأشار خلال برنامج شد حيلك يا وطن الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، أن الوزارة قالت مرات عديدة إن الموعد الافتراضي لبدء العام الدراسي سيبقى كما هو، ولكن الموضوع وأسلوب التعليم سيخضعان للتقييم.

وبين أن التراجع عن قرار التعليم الوجاهي للمرحلة الأساسية بنظام الورديتين جاء نتيجة تقديرات صحية بأنه سيكون هناك اختلاطا كبيرا، وأيضا سيصعب تعقيم الصفوف والمدرسة بأكملها بين الورديتين.

وقال: إلى جانب ذلك فإنه سيكون هناك عبئا كبيرا على المعلمين الذين سيضطرون لإعطاء المادة ذاتها مرتين في نفس اليوم، ولن يكون ذلك بنفس الأداء ونفس الطاقة عندما يعطي المعلم ورديتين في نفس اليوم وعلى مدار أسبوع.

وأوضح أنه حسب القرار الجديد فإن جزء من الصف سيداوم ثلاثة أيام في الأسبوع والآخر يومين فقط، وفي الأسبوع اللاحق يتم التبديل بينهما لتغطى المادة لجميع الطلبة.

الوزارة: أبقينا الباب مفتوحا أمام التعليم الوجاهي لمن يستطيع 

وعقب الخضور على إعلان بعض المدارس الخاصة بأن التعليم للمرحلة الأساسية سيكون وجاهيا، قائلا إن الوزارة أبقت الباب مفتوحا لمن يستطيع من المدارس توفير غرف صفية واسعة تساعد على تطبيق البروتوكول الصحي، بإمكانية عمل الدوام وجاهيا.

واكد الخضور أن ما يسري على المدارس الحكومية يسري على الخاصة، وإذا أعلنت بعض المدارس الخاصة أنها ستعمل بالتعليم الوجاهي، فسيكون الامر أيضا خاضعا للتقييم، مبينا ان الوزارة لا تصدر التعليمات فقط، وانما تتحقق من الالتزام بالشروط.

وقال: ليس المدارس الخاصة فحسب، بل أيضا المدارس في المناطق المهمشة، والتي عدد الطلبة فيها قليل جدا، سيكون بإمكانها الالتزام بالتعليم الوجاهي، خاصة انه في المناطق المهمشة لا يوجد بيئة مناسبة للتعليم الالكتروني.

وحول المسؤولية عن صحة وسلامة الطلبة مع بدء العام الدراسي الجديد، أوضح الخضور أن الجميع يتحمل المسؤولية عن سلامة الطلبة، لأن ولي الامر الذي يعرف أن ابنه مخالط وتظهر عليه أعراض، هو أيضا مسؤول ألا يرسله إلى المدرسة.

وقال: علينا أن نغادر مربع تحميل المسؤوليات لتحمل المسؤوليات، مؤكدا ان الوزارة لن تتخلى عن مسؤوليتها عن الطلبة في أي مرحلة من المراحل.

وأشار إلى أهمية تفعيل الأنشطة اللامنهجية في هذه الفترة، وأوراق العمل وغيرها من أجل إنجاح عملية التعلم عن بعد للطلبة.
وأكد أن القناة التعليمية ستبدأ بثها في السادس من أيلول المقبل، وستقدم دروسا للطلبة من الصف الأول حتى الثاني عشر، مشيرا إلى أنه في غضون ثلاثة أيام سيتم الإعلان عن التفاصيل الخاصة بها.

وأوضح الخضور أن المرحلة المقبلة ستتطلب تغيير نمط حياتنا وتعليم أبنائنا، لأنه ظرف استثنائي نمر به.

كيف ستصرف الـ 40 مليون شيكل التي خصصتها الحكومة لقطاع التعليم؟

وحول الـ 40 مليون شيكل التي خصصتها الحكومة لتأهيل البنية التحتية للمدارس كي تكون صحية وآمنة في ظل الظرف الذي نمر به، أوضح الخضور أنه فعلا تم تجهيز المدارس لتكون ملائمة لاستقبال الطلبة وحمايتهم في ظل الجائحة، كما سيتم تعقيم كافة المدارس بشكل يومي.

وقال: نحن نخطط لعام دراسي كامل وليس لأسبوع أو شهر، والحكومة خصصت هذه المبالغ لتأمين الأولويات، مشيرا إلى أنه في البداية سيتم توزيع الكمامات على الطلبة وستكون قابلة للغسل وإعادة الاستخدام، وسيكون على الاهل عمل ذلك والحرص على ارتدائها من قبل الطلبة.

وأضاف: أيضا جزء من هذه الأموال ستخصص للتمكين التكنولوجي للمدارس، مشيرا إلى أنه أيضا تم عمل مسح شامل لكافة المدارس ومرافقها، وعمل اللازم لتكون صحية وآمنة للاستخدام.

مجلس أولياء أمور رام الله يحتج عبر وطن

من جهته، عبر عضو مجلس اولياء الأمور في محافظة رام الله والبيرة، عبد الرحمن الكيلاني عن تخوفات أولياء الأمور من هذا القرار الذي يبدو وكأن وزارة التربية والتعليم تطالب من خلاله، الأهالي بمحو أمية الكتروني، وتضع أمامهم الكثير من العقبات، خاصة لما لديه مجموعة أطفال في نفس الوقت، أو تلك الأسر التي يكون فيها الأب والأم عاملين، بالتالي قد يضطران إلى إنفاق المزيد على وضع اولادهما في مكان، او وضع أحد للجلوس معهم، مشيرا إلى أن هذا التخبط لدى الوزارة يضع تحديات وأعباء كبيرة أمام الأهالي من أجل علاجها وحيدين، وفق قوله.

وقال: منذ 25 عام إلى اليوم دخلت أموال كثيرة للقطاع التعليمي، ولكنها مع الأسف لم تذهب لتطوير العمل التربوي بشكل حقيقي، وقد انكشف هذا الامر جليا وبشكل واضح في ظل أزمة كورونا.

كما دعا الكيلاني وزارة التربية والتعليم للاستفادة من تجربتنا في الانتفاضة الأولى، التي أغلقت خلالها الكثيرة من المدارس، ولكنها اتسمت بارتباط وثيق بين المعلمين والطلبة والأهالي، وتحولت كل البيوت في القرى والمدن والبلدات إلى مدارس، ونحن لدينا الكثير من الأدوات لاستخدامها ولكن ذلك يحتاج إلى قرار فقط.

إبداع المعلم: على الوزارة فتح حوار مجتمعي حول الموضوع

من جهته أكد رفعت الصباح، مدير عام مركز إبداع المعلم رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني، أن النقاش حول مدى إمكانية التعليم عن بعد للمرحلة الأساسية، بدأ مع بداية الجائحة، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذ بالأمس بإقرار التعليم المدمج للمرحلة الأساسية كبقية المراحل، جاء نتيجة التوجس الكبير لدى وزارة التربية والتعليم، بأنه إذا اكتشفت إصابات كورونا بين الطلبة في المرحلة المقبلة سيكون من الصعب جدا حصر الوباء، في ظل عدم إمكانية ضبط أطفال في هذا العمر.

وأشار إلى أن النقاش كان طويلا مع اتحاد المعلمين بسبب مطالبتهم بتأجيل افتتاح العام الدراسي شهر على الأقل، لأن 20% من المدرسين من أعمار كبيرة، ولديهم أمراض ضغط وسكري وغيره، بالتالي فإن احتمال اصابتهم بالفيروس شديدة.

وقال: ومن حق الاتحاد أن يحافظ على حياة معلميه، ولكن في ظل وجود إشكالية كبيرة باعتماد التعليم عن بعد لهذه الفئة، نتيجة صعوبة بالتعامل مع الأجهزة الذكية، خاصة إذا كان هناك عددا من الأطفال الطلبة في بيت واحد، فقد قررت الوزارة العمل بنظام التعليم المدمج مع هذه الفئة من الطلبة أيضا.

وحول مناشدات أولياء الأمور، وجه الصباح نصيحة ورسالة إلى وزارة التربية والتعليم بأن تفتح حوارا مجتمعيا حول هذا الموضوع، لأنه بدون حوار مجتمعي وبدون شراكة مجتمعية سيقف المواطنون ضد الوزارة في عملها، وسيكون هناك إشكاليات كبيرة مع الأهالي في المرحلة المقبلة.

وأشار الى أن هذه الأزمة هي فرصة من اجل إحداث ثورة وتغيير في نظام التعليم الفلسطيني، لأن هناك خلاف بالأساس حول مدى جودة مخرجات التعليم الوجاهي التقليدين بالتالي قد تكون هذه فرصة جيدة من اجل إعادة النظر في التعليم التقليدي، وتجربة مهمة لنظام تعليمي جديد، يركز على قدرات الطلبة ومهارات وابداعهم ويبتعد عن التلقين" الذي يغلب على طابع التعليم الوجاهي.

تربوي: هذا "بعد عن التعليم" وليس تعليما عن بعد!

بدوره عقب د. حسن عبد الكريم أستاذ التربية في جامعة بيرزيت، خلال البرنامج، قائلا: إن التعليم عن بعد أو التعليم المدمج خاصة لهذه المرحلة هو "بعد عن التعليم"، مشيرا إلى أنه لا يوجد ثقافة تعليم الكتروني وتعليم عن بعد في فلسطين، مشيرا إلى أن نجاح التجربة في مدرسة أو مدرستين لا تعكس بالمطلق مدى نجاحها في كافة مدارسنا على امتدادها.

وقال: هذا الأمر بحاجة إلى نقلة نوعية في أساليب التدريس لدى المعلمين، ولا يمكن للوزارة أن تضمن ذلك، داعيا إياها إلى أن يكون قرار التعليم المدمج بمثابة مرحلة تجريبية تحت الاختبار، وقابلة لتعديل وتغيير القرار، وفقا لنتائج التجربة.

وأوضح عبد الكريم حسب تحليله، أن قرار الوزارة بالتعليم المدمج حتى للمرحلة الأساسية جاء بضغط من اتحاد المعلمين، في ظل ازمة الرواتب، حيث قد لا يكون لدى جميع المعلمين القدرة على الالتزام بالدوام الكامل في ظل عدم صرف الرواتب، فكان الحل الأمثل هو دوام ساعتين في اليوم فقط على مدارس الأسبوع، تبقي الفرصة متاحة للمعلمين من أجل تدبر أمورهم الحياتية، في ظل الأزمة.

وأشار إلى أن هناك تخبطا واضحا من وزارة التربية والتعليم في القرارات، ولكن هناك علاقة وثيقة بين هذا التخبط وبين الظروف السياسية والاقتصادية التي نمر بها، بالتالي لا بأس أن يتم تطبيق قرار التعليم المدمج في هذه المرحلة، على أن تتم إعادة دراسته باستمرار.

وحول تصريح اتحاد المعلمين عبر وطن، بأنه تم تدريب أكثر من ألفين معلم على التعليم الإلكتروني، تساءل عبد الكريم في المقابل ما عدد المعلمين الذين لا يعرفون وليس لديهم خبرة أو دراية بهذا النوع من التعليم؟

ما الحل؟

وحول ضرورة كسر الجمود في التعليم التقليدي وابتكار أساليب أدوات جديدة، عقب عبد الكريم أن هذا الكلام لا غبار عليه، ولكن نخشى ألا يكون لدينا وقت من أجل تغيير هذه الثقافة لدى الطلبة والمعلمين بالسرعة المطلوبة، بالتالي يجب البحث عن حلول أخرى لهذه الأزمة.

واقترح عبد الكريم أن يتم الاستفادة من المعلمين المتقاعدين، او خريجي التربية الذين يتقدمون سنويا للامتحان وعددهم عشرات الآلاف، وان يتم تشغيلهم ولو بعقود لفترات قصيرة، واستغلال الكوادر المؤهلة لدينا، متسائلا إذا لم يتم الاستفادة من هذه الكوادر في الوقت الحالي، إذا متى سنستفيد منها؟

تصميم وتطوير