أكد أنّ الموقف الأردني ثابت وقائم على قرارات الشرعية الدولية

نائب أردني لـوطن: اتفاق الإمارات مع دوله الاحتلال "خيانة".. وتأجيل "الضم" ادعاء كاذب

17.08.2020 12:03 PM

وطن- وفاء عاروري: أكد عضو مجلس النواب الأردني، فوزي طعيمة، أن ادعاء وقف مخطط الضم وتأجيله بعد اتفاق الإمارات مع دولة الاحتلال باطل ولا قيمة له، مؤكداً أن هذه التصريحات التي جاءت عقب الإعلان عن الاتفاق عبارة عن تخدير وتهدئة للشعب الفلسطيني، وهذا أمر لا يمر علينا، ومن يدعي أنه أوقف الضم مقابل اتفاقيات سلام هو كاذب.

وقال طعيمة لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، إن الخداع والحجج الواهية تُبث من أجل تمرير التواطؤ مع خطط  العدو الصهيوأمريكي في تنفيذ مخططاته على الأرض الفلسطينية، فهذه الاتفاقية هي عبارة عن تخلي كامل عن حقوق الشعب الفلسطيني وهذا أمر مرفوض ولن يقبله لا الأردن ولا السلطة الفلسطينية، ولن يقبلها الشعب الأردني أو الفلسطيني، وهي بقاموسنا "خيانة" لقضيتنا الأولى، قضية فلسطين.

مشدداً على ضرورة عودة البوصلة العربية إلى القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الأردن يدعو باستمرار إلى موقف عربي موحد، وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وتمكين الجبهة الداخلية الفلسطينية، ويدعو كذلك إلى تطبيق الشرعية الدولية، وقرارات هيئة الأمم المتحدة، مؤكدا أن المجتمع الدولي مسؤوليته كبيرة في فرض عقوبات دولية وعدم الانصياع لإملاءات أمريكا.

وأكد طعيمة أن الأردني يقف موقفاً ثابتاً ومعلناً من مخططات الضم ولن يهادن في هذا الموقف، وهو موقف قائم على الحق وعلى قرارات أممية، وهي قرارات هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن 242 و338 والموقف ينطلق أساسا من شرعية دولية تقضي بالانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967.

وقال: هذه القضية ليست بحاجة فقط إلى موقف دولي، إنما لموقف عربي موحد، ولكن للأسف ما نراه من تهاون ومهادنة على مستوى بعض الأقطار العربية أمر من أخطر ما مرت به لقضية الفلسطينية، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الإشادة بموقف دولة الكويت، هذا الموقف القومي الأصيل الذي يعبر عن التزام الكويت وتمسكها بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس.

وأضاف: هذا هو الموقف العربي الذي يجب أن يلتف حوله كل الدول العربية وليس هناك مجالا للتراخي مع العدو والهدنة معه، فقوتنا وشرعيتنا ليست خاضعة للمساومة وحقوق الشعب الفلسطيني يجب ألّا تخضع لمساومة أحد أو أية صفقات، سواء من دول عظمى كالولايات المتحدة أو من أي جهة من الجهات.

وتابع: ليس هناك مجال لفرض أية حلول لا تحقق ولا تلبي مطالب الشعب الفلسطيني، وهذا موقف أردني راسخ.. موقف قيادة وموقف حكومة، والشعب الأردني رافض للتطبيع ورافض لاتفاقية الغاز وكل يوم يعلن رفضه لاتفاقية وادي عربة، لأننا نتعامل مع عدو لا يحترم أي اتفاقيات، ولا يقوم في علاقته مع الأطراف العربية التي دخلت باتفاقية سلام معه على أي مبادئ أو اخلاق، وهذا أمر يعيه الشعبان الاردني والفلسطيني.

وقال: ولكن للأسف بعض الأنظمة العربية لا تعيه، ولا تعي خطورة بعض الأهداف البعيدة التي ترمي إليها حكومة نتنياهو، التي تنفذ بصمت ما أعلنه ترمب من مخططات، وبدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تعقيبه على اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، قال طعيمة: على ما يبدو أن بعض الجهات لا تفهم حتى اليوم العقل الإسرائيلي ولا تفهم سياسات هذا العدو الغاصب للأرض الفلسطينية العربية ولا تفهم استراتيجياته.

وتابع: القول بإن نتنياهو سيوقف ضم الأراضي والأغوار، مقابل اتفاق سلام، هذا كلام لا ينطلي على أبسط العقول، فكيف ينطلي على قادة وحكام في الوطن العربي؟ كيف يمكن لعربي أن يعقد اتفاقية سلام مع مستعمر؟ مع محتل لأرض؟ مع استعمار يشرّد الإنسان؟ مع عدو يرتكب كل يوم جرائم ضد الشعب الفلسطيني ويمارس كافة أشكال العقوبات الجماعية بحقه، وينهتك حقوق الإنسان على أرض الشعب الفلسطيني، ويحاصر حقوق الإنسان.

وتساءل: كيف يمكن لحاكم عربي أن يعقد اتفاق سلام مع عدو يجاهر ويقوم بكافة أشكال العنف ضد شعب مسالم؟ هذا أمر لن يقبله لا الشعب الفلسطيني ولا الأردني، ولن تقبله قيادات الأردن وقيادات فلسطين، هذه الحجة مردودة على صاحبها، وإسرائيل ماضية في تنفيذ سياساتها على الأرض، وماضية في ضم الأراضي وماضية في مصادرتها بالقوة، وماضية في فرض واقع جديد يهدد بتهجير الانسان من أرضه.

وبين طعيمة أن ما ورد في تقارير الأمم المتحدة من جرائم إسرائيلية ترتكب كل يوم، شاهد على نقيض ما يدعيه البعض من أن هكذا اتفاقيات يمكن أن تردع إسرائيل عن ضم الأراضي، هذا أمر ليس من طبيعة العدو، الذي لن يهادن على أهدافه الاستراتيجية البعيدة، لاحتلال فلسطين التاريخية.

وقال: الجبهة العربية مخترقة وهذا ما يعيه الشعب الأردني والفلسطيني، وهذا من العوامل التي تجعلنا نتخذ مواقف صلبة سواء على مستوى التمثيل البرلماني أو الأحزاب أو الشعب.

وأوضح أن موقف دولة الأمارات مؤسف، وعلى كل العرب أن يقفوا خلف هذا الموقف الأردني الفلسطيني الصامد المكافح، ضد غطرسة هذا العدو.

وحول العلاقة الأردنية الفلسطينية، أكد طعيمة، أنها علاقة مصير مشترك ووجود مشترك، فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن هي قضية العربية الإسلامية الأولى، وليس هناك ما يفصل قضايا الشعب الأردني عن قضايا الشعب الفلسطيني.

وأضاف: قضيتنا واحدة، وكل الشعب الاردني يحمل في وجدانه وعقله هذا الهم، والحقوق الوجودية للفلسطينيين مقدس بالنسبة لكافة الأردنيين، مؤكداً أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم، فالأردن حكومة وشعبا وقيادة عليا يقفون صفا واحدا مع الشعب الفلسطيني وهم الشعب الفلسطيني.

 

 

تصميم وتطوير