هاني المصري لوطن: الاتفاق سيضعف الموقف الفلسطيني أكثر ودول عديدة ستحذو حذو الإمارات

ردا على تطبيع الامارات .. الجبهة الشعبية لوطن: الوحدة وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال أول خطوة على القيادة أن تتخذها .. وفتح: العمل مستمر لإنهاء الانقسام

16.08.2020 11:08 AM

وطن- وفاء عاروري: توجه القيادي في الجبهة الشعبية، عمر شحادة  بنداء إلى حركة فتح وقيادتها، لكي تسعى وتقدم الغالي والرخيص لوضع حد لهذه العقبات "المصطنعة أو الحقيقية" في وجه إنهاء الانقسام، من أجل استعادة الوحدة الوطنية ومكانة منظمة التحرير الفلسطينية، والإدراك الحقيقي أننا بتنا أمام مرحلة تتطلب العبور من الرهان على أوسلو ومفاوضاتها والتزاماتها، إلى مرحلة جديدة هي مرحلة تحرر وطني حقيقي واستراتيجية جديدة تقوم على الانتفاضة والمقاومة والشراكة والوحدة.

وقال خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الإعلامية، وتقدمه ريم العمري، إن أول خطوة على القيادة الفلسطينية أن تأخذها ردا على التطبيع الاماراتي، وإذا كانت جادة في موقفها من الصفقة هو اعلان سحب الاعتراف بدولة الاحتلال، الامر الذي يضع كافة الفلسطينيين والعرب أمام تحديات وامتحان لحقيقة التعامل مع الاحتلال، او التعاطي معه.

وأشار أن هذه الخطوة ستفتح الباب امام كل أبناء الشعب لتوحيد الصف في مواجهة الاحتلال، الذي سيبدو ضعيفا أمام وحدتنا مهما تظاهر بالقوة.

شحادة: نحن بحاجة ماسة إلى قيادة جديدة

وبين شحادة أننا بحاجة ماسة إلى مجلس وطني جديد تنتخب قيادة فلسطينية جديدة، تشتق برنامجا وطنيا جديدا ينتظم فيه كافة أبناء الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، ليشكل قوة رادعة لكل من يفكر بالعبث بالحقوق الفلسطينية من أرض ومقدسات وإنسان، وقوة رادعة لكل من يحاول التحالف مع الاحتلال في سبيل تصفية حقوقنا.

وقال: هذا هو المدخل الحقيقي الذي يفتح الباب أمام حكومة وحدة وطنية جديدة بديلا لحكومة فتح في إطار استراتيجية وطنية جديدة وفي إطار إعادة بناء منظمة التحرير، كقائد وممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، مضيفاً "هكذا ينتظم كل أبناء الشعب داخل الوطن وخارجه نحو هدف واحد، ويعدو هذا البرنامج سلاحا في يد كل فلسطيني وفي يد حلفاء ابناء شعبنا وكل الرافضين لهذه المهانة والخيانة، والمناصرين للعدالة والتحرر والاستقلال وحق تقرير المصير."

وأكد شحادة أن أوضاعنا المتدهورة داخليا هي أحد الدوافع والاسباب لإقدام ترمب على "اتفاق السلام مع الامارات العربية"، القائم على أساس خيانة الحقوق الوطنية والعربية والإسلامية، وفي نفس الوقت التحول لأداة رخيصة بيد الحركة الصهيونية وترمب والإمبريالية العالمية، موضحا " بهذه الخطوة كشفوا عن موقفهم الحقيقي باعتبارهم جزءا من المعسكر المعادي للشعب الفلسطيني والشعوب العربية واهداف التحرر والديمقراطية والاستقلال."

شحادة: اجتماعات القيادة بشكلها الحالي لم تعد تجدي نفعا

وحول موقف القيادة الفلسطينية قال شحادة "اعتقد ان ما سمي باجتماعات القيادة الأخيرة، التي لم نشارك فيها كجبهة شعبية هي نموذج مكرر لاجتماعات تتضاءل فيها أعداد المشاركين مرة تلو الأخرى، حيث غابت عنها الشعبية والصاعقة، والقيادة العامة من داخل المنظمة، بالإضافة إلى حماس والجهاد الإسلامي من خارجها."

وأوضح أن هذه الاجتماعات باتت شكلا من اشكال الالتفاف على أهمية عقد اجتماع قيادة فلسطينية حقيقية عرفت في التاريخ على أنها تتكون من الأمناء العامين للفصائل، وأعضاء اللجنة التنفيذية، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني، اما هذه الاجتماعات فلم تعد تجدي ولم يعد يحملها شعبنا على محمل الجد.

وقال شحادة إن "الجبهة الشعبية كقطب رئيسي في منظمة التحرير وقطب في الصراع مع قيادة منظمة التحرير الرسمية، ستبقى وفية لبرنامج الشعب الفلسطيني التي تعتبر أن حمايته هي حماية لوحدة الشعب ووحدة الأرض والقضية، وذلك بالحيلولة دون استمرار الرهان والانتظار والاوهام التي تأتي من وراء المحيط والانتخابات الامريكية وغيرها، ووضع حد لمسيرة أوسلو."

وأكد ان تلاحم أبناء الشعب الفلسطيني ونضاله في الضفة وغزة والداخل المحتل والشتات كافيا لإعادة الردع الحقيقي للبرنامج الوطني الفلسطيني، وقوة الشعب الفلسطيني ستضع في الزاوية كل متامر وخائن للقضية وحتى الاحتلال وأسياده في واشنطن.

شحادة: الاتفاق كان متوقعا

وعلى عكس ما جاء في البيان الرسمي للقيادة الفلسطينية، حول هذا الاتفاق والذي تحدث عن انها خطوة مفاجئة، أكد شحادة أن هذه الخطوة متوقعة في ضوء التطورات السياسية في الآونة الأخيرة من انهيار متواصل للوضع الرسمي العربي إلى جانب الانقسام الفلسطيني.

وبين أن هناك ثلاثة دوافع لهذا الاتفاق: الأول هو تعزيز الموقف والخطاب الانتخابي للرئيس ترمب في هذه الفترة، وتعزيز الموقف لنتنياهو في ضوء التطورات الداخلية في دولة الاحتلال، ومن حيث الجوهر هو جزء لا يتجزأ من صفقة القرن، وترجمة لهدف امريكي واضح في تقويض الموقف الرسمي الوطني الفلسطيني والموقف العربي من اجل تطبيق قانون القومية.

من ناحية أخرى أكد شحادة أن اتفاق السلام بين الامارات ودولة الاحتلال، هو استغلال لحالة التفتت والتشتت التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مشيرا أن هذه الخطوة يجب ان تشكل ليس محطة انذار فقط بل الفرصة الأخيرة لكل من يريد أن يمضي قدما في دحر الاحتلال والحرية، مضيفاً "هذه الخطوة هي ضربة قاضية "لأيتام السادات وأيتام أوسلو"، وهي تقوض كل أوراق التوت التي كانوا يستخدمونها والتي قامت على ما يسمى بمبادرة السلام العربية و"خرافة" حل الدولتين، وهي كانت بمثابة الصاعقة لكل المراهنين على التسويات والحلول الامريكية."

وأضاف: أن القادة العرب الضالعين في هذه المخططات وحكام الامارات ومحمد بن زايد باعتباره القائد الفعلي والحاكم الفعلي للإمارات، هم جميعا نموذج لطغاة باعوا روحهم وكرامتهم الوطنية والقومية وباعوا القدس وفلسطين، وباعوا عروبتهم وإسلامهم بهذه الخطوة، وكشفوا عن أنفسهم أنهم مجرد دمى في أيدي أسيادهم في أمريكا، وهم يقومون بدور خدماتي لا يمكن التعويل عليه، ولا يمكن اعتبارهم قادة فهم لم يكونوا يوما صناع حرب وكذلك هم ليسوا صناع سلام.

وتابع أن هذ الاتفاق بمثابة خطوة كاريكاتيرية يسعى ترامب ونتنياهو لتوظيفها في خدمة أهدافم، وفي الوقت نفسه هي جزء من التنفيذ الحقيقي والعملي لما سمي بقانون القومية وصفقة القرن القائمة على تصفية الحقوق الوطنية القومية، وإحلال ما يسمى بالصراع العربي الفارسي بديلا للصراع العربي الصهيوني وجوهره القضية الفلسطينية.

فتح: العمل مستمر لانهاء الانقسام

من جهته أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، جمال محيسن، أن العمل مستمر من أجل انهاء الانقسام لافتا أن الموقف اليوم من كل التنظيمات هو موقف موحد في مواجهة الاحتلال، مشيرا أن الشعب الفلسطيني بكل قواه وشرائحه ضد التطبيع مع الاحتلال.

ورفض محيسن عبر وطن، كل الاتهامات الموجهة للقيادة بأنها السبب بانجرار العرب للتطبيع مع الاحتلال، قائلاً "هناك أناس تنطلق من أحقادها على منظمة التحرير وعلى السلطة عندما تُقيم الامر بهذا الشكل"، مضيفا "القيادة عندما عقدت اتفاق عقدته من اجل طرد الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا، بينما التطبيع من اجل جلب الإسرائيليين للدول العربية."

وأكد محيسن أن الظرف الذي كانت تمر به منظمة التحرير، اضطرها بالذهاب لعقد مثل هذا الاتفاق الذي كان ينص على أن تقام دولة فلسطينية في غضون 5 سنوات.

فتح: علينا أن نشيد بموقف القيادة لا أن نشن هجوما عليها

وقال محيسن: آن الأوان أن نخرج من الأحقاد الشخصية ونشيد بموقف القيادة الفلسطينية التي ترفض صفقة القرن، وترفض أي نقاش حولها، داعيا إلى عدم محاولة شن الهجوم على منظمة التحرير في ظل أي ظرف سياسي نمر فيه.

وأكد محيسن أن هذا الاتفاق لم يكن مفاجئا بل متوقعا، بانتظار التوقيت، وهذا هو التوقيت المناسب، من أجل الانتخابات الامريكية المرتقبة في نوفمبر المقبل، وفي ظل المظاهرات التي تحدث في "إسرائيل" ضد فساد نتنياهو وربطه بموضوع الضم، مشيرا أن الاحتلال كان سيضم الأرض الفلسطينية في بداية تموز ولكنه لم يقدم على هذه الخطوة نتيجة عدم التوافق داخل المجتمع الإسرائيلي على ذلك، وأيضا عدم إعطاء الإشارة من ترمب بعد لتنفيذ المخطط.

فتح: الشعوب العربية لا تزال إلى جانبنا

وأوضح أن هناك مؤامرة كبيرة تتعرض لها الامة العربية تحت شعار ما يسمى "بالربيع العربي"، وهذا أوجد مشاكل في كل الدول، مشيرا أن الشعوب العربية دائما تقف مع فلسطين ولكن الأنظمة العربية في ظل معادلة الصراع على مواقع السلطة فإنها باتت تعي أنه من كان مع أمريكا يبقى في موقعه، ومن يخالفها يتم الإطاحة به من خلال المظاهرات وهذا كله لضرب القوة العربية.

وأكد أن هذا الأمر أضعف القضية الفلسطينية، التي لا تزال حية لدى الشعوب، مبينا أنه حتى وإن أقدم محمد بن زايد على هذه الخطوة، فهذا لا يعني ان شيوخ الامارات كلهم موافقون على ذلك، ولا يعني أن كل الشعب الاماراتي موافق أيضا.

وأشار أن هناك محورا يتم الترتيب له في المنطقة وهو محور امريكي إسرائيلي ومعه بعض الدول العربية، مبينا أن أمريكا باتت موجودة في كل المنطقة، فالقواعد الامريكية في كل المنطقة العربية، وهي تعيد صياغة الوضع في المنطقة بما يخدم المخططات الامريكية الإسرائيلية وما يخدم مشروع صفقة القرن.

فتح: أمريكا تستغل الوضع العربي لتنفيذ مخططاتها

وأوضح أن أمريكا تستغل الوضع العربي القائم، فدول الخليج صغيرة ولديها إمكانيات كبيرة، وأمريكا تبتزها من خلال "بعبع" إيران"، ومصر تعاني من مشاكلها الداخلية، مؤكدا أن الامة العربية تفتقد لزعيم فلا يوجد زعيم على المستوى العربي يلملم هذا التمزق والانقسام العربي.

واستهجن محيسن موقف مصر التي باركت هذا الاتفاق، بدلا من أن تستنكره، او على الأقل أن تلتزم الصمت، لافتا أن القيادة دائما تعول على مصر لأنها العمود الفقري للأمة العربية.

وقال: رهاننا على انفسنا وعلى شعوبنا العربية "فإسرائيل" يوجد لها سفارة في عمان ولكن لا يوجد تطبيع مع الشعب الأردني بالمطلق، ويوجد سفارة لها في القاهرة ولكن لا يوجد تطبيع مع المصريين، بالتالي هذا فرض ضمن ظروف دولية ولكن لن يؤثر على النضال الفلسطيني، وعلى تضامن الشعوب العربية مع قضيتنا.

وأضاف: مطلوب من الشعوب العربية أن تأخذ موقفا ضد حكامها الذين ينزلقون في هذا المنزلق الخطير، فالاتفاق طعنة بظهر الفلسطينيين، ولا نستغرب أن يلحق بالامارات المزيد من الدول.

من جهته أكد المحلل السياسي، ومدير مركز مسارات هاني المصري أن الاتفاق الاماراتي - الاسرائيلي هو إعلان خطير لأن الامارات ليست لها حدود مع فلسطين، ولا يوجد حالة حرب بينها وبين اسرائيل لتقوم بتطبيع كامل مع العلاقات وتستعد لاستثمارات واسعة معها، في المقابل "إسرائيل" قامت بتعليق مؤقت لقرارات الضم وهو ما أكده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

وقال: أن توافق دولة عربية على تعليق الضم معناه أنها وافقت على الضم بحد ذاته، لافتا أن هذه ورقة التوت التي أرادت الامارات ان تغطي بها عورتها، وقد سقطت، مؤكدا أن الاتفاق يمثل طعنة في ظهور الفلسطينيين وسيضعف الموقف الفلسطيني أكثر، لافتا أن الامارات منذ فترة تحضر لهذه الاتفاقيات وهناك مؤشرات كثيرة على ذلك.

المصري: دول عديدة ستحذو حذو الإمارات قبل نهاية العام

وأكد ان هناك دول عربية عديدة ستحذو حذو الامارات، قبل نهاية العام، منها البحرين والسعودية والسودان وعُمان والمغرب، وفق ما أعلنته عدة جهات، متسائلاً عن مكاسب الامارات من هذا الاتفاق، في ظل مكاسب إسرائيلية واضحة وكثيرة بالمقابل.

واضاف المصري في حديثه عن الاماراتيين "هم يعتقدون أن "إسرائيل" وأمريكا ستحمي الخليج من الخطر الإيراني، ولكن هذا لن يحدث، ولن يحرك أحدهما ساكنا."مضيفاً  "المتغطي بامريكا بردان"، وهذا ليس ادعاء فقد سارت مصر بطريق السلام فهل اصبحت أفضل حالا؟ والأردن وفلسطين ساروا في طريق السلام فهل أصبحوا أفضل حالا؟

وأكد أن إرجاء الضم لم يكن بالمطلق نتيجة هذا الاتفاق لأن الإدارة الامريكية أساسا مترددة في موضوع الضم، ومن غير المستبعد أن يعلن ترمب تنفيذ المخطط قبل يوم واحد من الانتخابات.

وبين المصري أن الانتظار والتعويل على نتائج الانتخابات الأمريكية ليس في صالحنا، وعلينا أن نتعلم من تجاربنا التي خضناها بدمائنا، ودفعنا ثما كبيرا لها، مؤكدا أن هذا الاتفاق سيشجع "إسرائيل" على مزيد من الاعتداءات على الفلسطينيين.

المصري: الأسوأ من الاتفاق هو ما تلاه!

وقال: الأسوا من الاتفاق هو ما تلاه، فمصر باركت الاتفاق فورا، والكثير من الدول التزمت صمت القبور، ومنذ اعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال لم نجد دعما عربيا ماديا او معنويا، وتتساقط امامنا الدول العربية دولة تلو الأخرى، في حين نكتفي نحن بمطالبة عقد اجتماع للجامعة العربية، التي لم تعد قرارتها ذو تأثير.

وانتقد المصري عدم وجود أي نتائج مثمرة عن جهود المصالحة حتى اليوم، متسائلا: هل وجدنا دعوة للقاء فلسطيني على مستوى عالي مثلا من أجل الرد على الضم وقرارات الاحتلال، والتطبيع!؟ حتى على مستوى وحدة ميدانية لم نجد اجتماعا واحدا.

وقال: هذا عيب وخطير، فنحن بحاجة ماسة لبعضنا البعض رغم صراعنا وتنافسنا وإذا ما سارعنا بالوحدة على أساس برنامج وشراكة، فإننا سنساهم بزيادة المخاطر ودفع اثمان أكبر.

وأضاف: يجب أن نجلس على طاولة ونفكر مع بعضنا البعض حتى نتوصل الى قواسم مشتركة تجمعنا معا للرد على كل ما يحدث، لأنه إذا لم تتجاوب القيادة ستنتج سلطة أخرى، مبينا ان الاحتلال يحاول تغيير السلطة، أو عمل سلطات متعددة، لا تحدث ضجة ولا مقاطعة ولا أي شيء، ونحن لدينا أسلحة كثير ونستطيع المواجهة ولكننا بحاجة إلى الوحدة.

تصميم وتطوير