"العائلة تناشد بمحاسبة المقصرين"

عائلة الشابة نوال سحويل تنفي عبر "وطن" رواية الصحة حول وفاتها بكورونا.. وتروي ما حدث معها

12.08.2020 11:00 AM

وطن- وفاء عاروري: "خليك جنبي خايف يصيرلي إشي" كانت هذه آخر كلمات الشابة نوال نافز سحويل (21 عاماً)، من قرية عبوين شمال غرب رام الله، قبل أن تودع الحياة تاركة خلفها دموع والدها الذي بالكاد كان يستطيع رؤية ما حوله، قبل أن تزداد الحياة ظلمةً في عينيه بفقدها، وقلب والدتها الذي سقط من مكانه لحظة صعدت روحها إلى السماء، حتى قبل أن يصلها خبر وفاة ابنتها.

العائلة التي فجعت بوفاة ابنتها، حمّلت خلال "برنامج شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، المسؤولية عن وفاة ابنتها لأطباء في مجمع فلسطين الطبي، خاصة وأن العائلة طالبت بتشريح الجثة، ليأتي الرد من الأطباء بأن المتوفاة كانت مصابة بكورونا، ولا يوجد إمكانية لتشريحها، علما بأن الفتاة لم تجرِ فحص الكورونا وفقا لتأكيدات العائلة.

وبصوت أب مكلوم على ابنته التي رحلت في ربيع شبابها، أوضح نافز سحويل والد المتوفاة، أن ابنته دخلت مشفى مجمع فلسطين الطبي أول أمس، في مراجعة اعتيادية، لمريضة تعاني من أمراض منذ اثني عشر عاما، وترتاد إلى المشفى بين الانتكاسة والأخرى، لأخذ العلاج.

الفتاة أجرت فحص الحرارة و4 فحوصات أخرى وكانت نتائجها جيدة

ويضيف: أجرينا فحص الحرارة لي ولها على باب المجمع، وكانت عادية جدا "36.8"، وعليه أدخلت إلى قسم الطوارئ في المجمع، وأجري لها أربع فحوصات مختلفة، كانت جميعها جيدة، وفقا لتأكيدات الأطباء.

وأضاف: ثم طلبوا منا إجراء صورة طبقية، وحدثت مناوشة بيني وبين مختص الأشعة لأنني ضعيف البصر ولا يمكنني مساعدة ابنتي وحدي لوضعها على جهاز الطبقية، فطلب مني إحضار الطبيب لمساعدتنا وقد حضر بالفعل.

وتابع: وبعد إجراء الصورة تبين للأطباء أن لديها "لون أبيض" على الرئتين، ونفسها ضعيف، فقرروا وضعها على جهاز التنفس، وهو إجراء عادي وفقا للأطباء من أجل مساعدتها على إعادة التنفس إلى طبيعته.

وأوضح سحويل أنه بعد دقائق من إدخال الفتاة إلى الغرفة، حضر 3 أطباء وطلبوا منه الخروج فورا، وبعد 3 دقائق بدأ جهاز ضربات القلب بالتصفير، ووالدتها بدأت ترتجف وتبكي وتقول "راحت البنت"، ففتح الأب الباب وكانت الشابة متوفاة فعلا والدم يرشق من أنفها وفمها في أنحاء الغرفة.

والدة الفتاة: حتى الحادية عشر ليلا لم يأخذ أحد خزعة من الفتاة

وقال: بعد دقائق قال لنا مسؤول التخدير، ابنتكم توفيت، وخرج، ولحقه الأطباء مهزومين، وتركوا ابنتي عارية، ونحن غطيناها ونقلناها إلى الثلاجة، وبقينا معها حتى الحادية عشر والنصف ليلا، وحتى ذلك الوقت لم يكونوا قد أخذوا خزعة من ابنتي "لفحص كورونا" أو غيره بالمطلق.

وتابع: هم من تسببوا بقتل ابنتي وذهبوا وتركوها عارية، بأي منطق وأي حق يحدث هذا، مشيرا إلى أن كل من كان في القسم شاهد على ما حدث.

وناشد والد الفتاة الجميع بالوقوف إلى جانبه من أجل محاسبة المسؤولين عن وفاة ابنته، وقال: إذا القانون لم يحاسبهم فأنا سأحاسبهم.

من جهته أكد عم الفتاة نافز سحويل أن وكيل النيابة والشرطة والطبيب الشرعي المكلّف من وزارة العدل أخذوا إفادة العائلة فور وقوع الحادثة، ولم يكن هناك طرح بالمطلق لموضوع كورونا، ولم يزعم الأطباء أبدا أن الفتاة معها كورونا، وهي فتاة مقعدة لا تخرج من البيت كما أن أهلها جميعهم غير مصابين بالفيروس.

عم الفتاة: طلبنا إجراء تشريح للجثة فكان الرد بأن ابنتنا مصابة بكورونا!!

وقال إنه بعد ساعة من خروج العائلة من المشفى وفي تمام الساعة الواحدة ليلا، تلقى اتصالا من تنظيم فتح في قرية عبوين، طلبوا منه النزول إلى ساحة البيت للحديث معه، فنزل إليهم وكانوا يرتدون ثيابا واقية من الفيروس، وقد طلبوا منه الحديث معهم عن بعد، وهو متفاجئ مما يحدث، ليقولوا له أن ابنة أخيه كانت مصابة بكورونا، وقد أبلغهم النائب العام أكرم الخطيب بذلك.

ويضيف: كدت أن أضحك من الصدمة، وأكدت لهم أن ابنة اخي لم يؤخذ منها خزعة أساسا، كي تظهر النتيجة أنها مصابة، ولم يصدقوا ذلك، فطلبت من الأخ موفق سحويل أمين سر حركة فتح في محافظة رام الله، وهو ابن القرية أن يتصل بالنائب العام ويفتح سماعة الهاتف ليتأكد من ذلك، ففعل.

يتابع: وكانت النتيجة أن الخطيب أكد له أن الخزعة أُخذت من الفتاة بعد وفاتها، وهي توفيت تحمل أعراض كورونا وليست مصابة بها، متسائلا متى سحبت الخزعة من ابنة أخيه ومتى تم فحصها وكيف ظهرت النتائج بعد نحو ساعتين!

وأكد انه وجه سؤالا لأمين سر حركة فتح، لماذا لم يتم تشريح الفتاة رغم أن العائلة طلبت ذلك، فكان رد سحويل بناءً على ما أخبره النائب العام، أنه لا يوجد إمكانيات لدى الصحة لتشريح مصاب كورونا.

عم الفتاة: تسلمنا جثة الفتاة بشكل عادي ولم يتم حجر أي مخالط أو إغلاق قسم الطوارئ كما ادعوا!

وأوضح أن تنظيم فتح طلب منهم عمل حجر صحي على أنفسهم، وأكد لهم أن كل من تعامل مع المتوفاة دخل إلى الحجر وقسم الطوارئ تم إغلاقه، ولكنه عند ذهابهم في صبيحة اليوم التالي إلى المشفى وجدوا أن الشرطي الذي قدموا لديه الشكوى لا يزال على رأس عمله، وجزء من الطاقم الطبي كذلك، وقسم الطوارئ مفتوح.

وتابع: كنا نتوقع ان تحدث مشاكل بسبب نيتنا استلام ابنتنا وتغسيلها، ولكن ما حدث أن الشرطي قال امهلوني بعض الوقت وسأجهزها لكم، وبعد 10 دقائق تم تسليمنا الجثة بشكل عادي.

وأكد أن الفتاة تم نقلها إلى بيتها بسيارة اسعاف وتم تغسيلها من قبل عائلتها، ودفنها أيضا بطريقة عادية وعمل جنازة لها.

وتساءل: لماذا لا يتم محاسبة المقصرين في عملهم، ولماذا تسمح الوزارة بأن يتم إغلاق ملفات الأخطاء الطبية بهذه الطريقة وكيف سنردع المهملين والمقصرين في عملهم إذا لم يكن هناك محاسبة.

وتتوقع العائلة أن تكون ابنتها توفيت نتيجة التخدير، لأنه بعد دخول أخصائي التخدير حدث ما حدث، مشيرا إلى أن الفتاة تأخذ العديد من الأدوية وقد يكون لديها حساسية من بعض المواد كما أن ملفها الطبي بالكامل موجود لدى المشفى.

الصحة اكتفت ببيان حول الحادثة ورفضت التعقيب عبر وطن

يشار إلى أن وطن حاولت التنسيق مع وزارة الصحة لأخذ ردها على ادعاءات العائلة ولكنها اكتفت بالبيان الذي نشرته على وسائل الاعلام، والذي أكدت فيه أن الفتاة مصابة بكورونا، وحذرت من أن تداول أي معلومات غير التي أعلنتها بشكل رسمي، يندرج ضمن إطار الشائعات ويعرض مروجها للمساءلة القانونية، للاطلاع على البيان يرجى الضغط هنا.

كما تواصلت وطن مع مدير مجمع فلسطين الطبي أحمد البيتاوي وكان رده بأن الموضوع عند الوزارة، ورفض التعقيب على الحدث، كما تؤكد وطن بأن منبرها مفتوح أمام أي مسؤول في وزارة الصحة من أجل التعقيب على الحادثة والوقوف على أسباب وفاة الفتاة.

تصميم وتطوير