الشرطة لوطن: التحقيقات في القضية لا تزال جارية وتوصلنا لبعض الخيوط التي تكشف هوية الفاعل

الجنيدي لوطن: استهداف مزرعتنا هو استهداف للاقتصاد الفلسطيني.. والزراعة لوطن: هذه سابقة خطيرة لم تسجل في تاريخ القطاع الزراعي

11.08.2020 01:16 PM

وطن- وفاء عاروري: قال مشهور ابو خلف، مدير عام شركة الجنيدي لصناعة الألبان لوطن ان الاعتداء المسلح الذي تعرضت له مزرعة الوفاق التابعة للشركة، في قلقس جنوبي الخليل،  ليس استهدافا للشركة فحسب وإنما للاقتصاد الفلسطيني وقطاع الحليب القائم بذاته، والذي ازدهر بشكل كبير في الأعوام الماضية وأصبح لديه اكتفاء ذاتي، وبات يسد احتياجات اقتصادنا من منتج غذائي أساسي.

وقال خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الاعلامية، وتقدمه ريم العمري: هذا القطاع جرى استثمار مئات ملايين الدولارات فيه، ويعيل عشرات الاف الاسر، وهو مهم جدا لنا ولأمننا الغذائي وبالتالي فإن أي اعتداء عليه هو اعتداء على المواطن والدولة.

وبين أن منتجات الألبان الفلسطينية تشكل نحو 75% من السوق، في حين لا تزال 25% من المنتجات الإسرائيلية والأجنبية تغزو أسواقنا، مشيرا أن هذا الاكتساح يدل على قناعة مواطنينا بمنتجاتنا وأنها أكثر جودة من المنتجات الاسرائيلية وهو يقتنيها بقناعة تامة وليس بعاطفة.

أبو خلف: الحادثة أثرت على إدرار الأبقار للحليب

كما بين ان الحادثة أثرت على ادرار الأبقار للحليب فقد انخفضت نسبة الحليب الذي تدره البقرة الواحدة من 40 لتر الى 15 و20 لتر يوميا، مشيرا إلى أن البقر يحتاج إلى هدوء وموسيقى لزيادة ادرار الحليب، لذلك فإن تأثير الحادثة على المزرعة كان مباشرا وغير مباشر.

وقال إن مزارع الجنيدي وعددها ثلاثة، واحدة في قلقس، وأخرى في زيف "قرب يطا"، والثالثة في أريحا، تنتج يوميا 60 إلى 70 ألف لتر حليب، وهي تدار وفق نظام الكتروني كامل، بحيث تعرف المزرعة كمية الادرار والحالة الصحية لكل بقرة، كما يتم حلبها الكترونيا، وهذا يعطي جودة كبيرة جدا للمنتجات النهائية، كما أن شركة الجنيدي تتعامل مع 24 مزرعة أخرى حديثة ونموذجية في الخليل، والتي تورد الحليب إلى مصانع الشركة.

تفاصيل الحادثة..

وحول تفاصيل الحادثة أوضح أبو خلف، يوم الجمعة الماضي قرابة الساعة الواحدة والنصف فجرا، تعرضت المزرعة الى اعتداء مسلح من قبل اشخاص لا دين ولا ضمير لهم، والذين قتلوا  63 رأس بقر، كما اصيبت 40 بقرة أخرى بالرصاص، بعضها يخضع للعلاج من قبل أطباء بيطرين، وبعضها الآخر يتماثل للشفاء.

وقال إنه بمجرد ما تم الاعتداء تم التواصل مع الأجهزة الأمنية والنيابة العامة وتم تقديم الشكاوى وحضرت الأجهزة الأمنية فورا الى المزرعة وقاموا بالبحث والتفتيش حول المزرعة وجمع كل الدلائل التي تشير الى منفذ الجريمة، من خلال اخذ الرصاص "الصفري" والبحث عن كيفية الهروب الانسحاب.

أبو خلف: جهات عديدة تواصلت معنا

وتابع أن الأجهزة الأمنية قامت بدورها على أتم وجه، والتحقيقات جارية حاليا للوصل إلى الفاعل، مؤكدا أن جهات عديدة تواصلت مع الشركة، سواء من الرئاسة أو الوزراء، او الحكومة أو المحافظ، والغرفة التجارية، ومؤسسات مدنية وعسكرية، وبذلوا مجهودا كبيرا، متمنيا أن تؤدي هذه التحقيقات الى معرفة الجناة وتقديمهم الى العدالة.

وأوضح انه فور وقوع الحادثة حضر الأطباء البيطريون واجروا عمليات جراحية لاستخراج الرصاص من الأبقار، ومنها ما مات، ومنها ما شفي ومنها لا يزال يعالج حسب موقع الرصاصة.

وأكد أنه في المزرعة هناك 580 رأس بقر، وبعض الأبقار المصابة لم تكتشف إصابتها إلا بعد حضور الأطباء.

الزراعة: هذه سابقة خطيرة لم تسجل في تاريخ القطاع الزراعي

من جهته أكد طارق أبو لبن وكيل مساعد القطاع الاقتصادي في وزارة الزراعة أن هذه سابقة خطيرة لم تسجل في تاريخ القطاع الزراعي الفلسطيني او الاقتصاد برمته، ولم يسبق ان كانت هناك مثل هذه الاعتداءات بشكل منظم فهي جريمة منظمة تحت جنح الظلام، مبينا ان هذه الأعمال كانت فقط في أيام العصابات الصهيونية التي كانت تهاجم المزارع قبل قيام دولة الاحتلال، فحتى قطعان المستوطنين لهم اعتداءات بين الفينة والأخرى على قطعان أغنام ولكن ليس بهذا الحجم.

وقال ابو لبن ان ما حدث هو جريمة بحق شركة رائدة في قطاع الألبان وانتاج الحليب، هو قطاع فرعي مهم جدا في قطاع الثروة الحيوانية، فالاستثمار في مزارع الالبان لا يستطيع مزارع صغير ان يقوم به، مشيرا أن الجنيدي بادرت منذ فترة طويلة لتكون رائدة في قطاع الحليب والالبان وتوفر انتاج الحليب من حيث الكمية والجودة الكافية للمواطن الفلسطيني، وكانت واحدة من الاستثمارات الضخمة في فلسطين.

الزراعة: الحادثة استهداف للاقتصاد الزراعي ونهيب بالشرطة وضع يدها على الفاعلين

وأكد أبو لبن أن هذه الجريمة ليست استهدافا لشخص الشركة فحسب، ولكنها استهداف للاقتصاد الزراعي برمته، مهيبا بالشرطة ان تضع يدها على الفاعلين .

وقال إن هذه الجريمة كانت موجهة لضرب الاقتصاد الفلسطيني، وسنبحث ونعمل بكل طاقتنا لدعم هذه الشركة والشركات الأخرى من اجل ان تستعيد قدراتها، مشيرا أن الجنيدي هي شركة مسجلة لديها وتتلقى الخدمات البيطرية، وهي رائدة في مجال عملها وفي التكنولوجيا المستخدمة لديها.

من ناحية أخرى أكد أن قطاع الابقار، قطاع مستحدث منذ 25 سنة في القطاع الزراعي، حيث بدأ الاستثمار فيه وهناك تنامٍ كبير فيه من حيث الكمية والجودة، مبينا أن محافظة الخليل لديها نصيب الأسد من هذا القطاع في الضفة، حيث تملك  50% من الابقار والمزارع، في حين أن 48% موزعة على باقي المحافظات.

ما دور الوزارة تجاه هذا القطاع؟

وحول دور الوزارة تجاه مربي الثروة الحيوانية، أكد أن الوزارة لها دور كبير في الصحة الحيوانية البيطرية، فجميع هذه المزارع مسجلة للخدمات البيطرية من اجل التأكد من سلامة القطيع وخلوه من الأوبئة ومتابعته بأخذ التطعيمات المناسبة، وفي مرحلة أخرى تقديم الخدمات الصحية التي تقوم عليها وزارة الزراعة، خاصة في ظل الأوبئة.

وأشار إلى أن الوزارة تلعب دورا كبير في وضع اتفاقات من اجل مساعدة المزارعين الصغار على توريد حليبهم وإيجاد أسواق لديهم، مؤكدا أن الجنيدي كانت من الشركات المتعاونة جدا بهذا الجانب.

وقال إن الوزارة تعمل على إيجاد بيئة ملائمة للازدهار بالقطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي، وتحاول دائما إيجاد مشاريع مشتركة بينها وبين الشركات المستثمرة، كما تركز أيضا في قطاع الحليب على المحافظات الجنوبية في غزة لأن المستوى في الضفة أفضل بكثير في هذا القطاع، وتحاول ان تنقل التجربة الى المحافظات الجنوبية، رغم الحصار وما يقوم به الاحتلال تجاه المحافظات الجنوبية.

الجنيدي: الحادثة لن تزيدنا إلا إصرار على التطور

من جهته شكر أبو خلف كل الجهات التي تضامنت مع الشركة سواء عبر الاتصال أو الحضور إلى مقر الشركة، بالإضافة إلى وسائل الاعلام التي غطت الحدث بكل جوانبه، مشيرا أنه كان هناك تعاطفا كبيرا وهذا ساعدهم على تقوية عزيمتهم من اجل الوصول إلى تغطية السوق بشكل كامل والوصول الى الأسواق الخارجية.

وقال: هذا لن يزيدنا الا إصرارا على التطور، لأن هذا قطاع مهم جدا ودائما الاقتصاديات المتقدمة تبدأ بالقطاعات الأساسية مثل قطاع الالبان من اجل الاستغناء عن كل المنتجات الأجنبية في سوقها، وهو مهم أيضا للأمن الغذائي الفلسطيني.

وأكد أن الشركة تسعى دائما إلى التطوير والتحديث فكل فترة هناك منتجات أخرى من منتجات الألبان، مشيرا أن الشركة حريصة على أن تكون سلتها الغذائية متناسبة مع احتياجات المواطن الفلسطيني.

الشرطة: التحقيقات لا تزال مستمرة وتوصلنا إلى بعض الخيوط التي تكشف هوية الفاعل

بدور أكد العقيد لؤي ارزيقات المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية، لوطن أنه منذ اللحظة الأولى التي ابلغت الشرطة والأجهزة الأمنية عن قيام عدد من المساحين بإطلاق النار على مزرعة ابقار تعود للجنيدي في الخليل ونفوق ما يزيد عن 50 راسا من الابقار واصابة عدد منها.

وأوضح أن المزرعة هي في قلقس جنوب الخليل وهي منطقة نائية وبعيدة، وفور وصول البلاغ تحركت المباحث العامة وبدأت بجمع المعلومات والاستدلالات والتحقيق في هذه الجريمة.

وقال إن التحريات لا زالت مستمرة وجهود كبيرة تبذلها الأجهزة الأمنية حتى اللحظة للوقوف على تفاصيل ما جرى، مشيرا أن هناك بعض الخيوط التي تدلل على من قام بهذه الجريمة غير المسبوقة في المجتمع الفلسطيني، ولكن التحقيقات لم تنته بعد.

وأضاف: أنه لأول مرة يتم استهداف حيوانات بهذا الشكل، وهو ما قد يصب في ضرب الاقتصاد الوطني ولكن الأجهزة ستنجح بمساعدة المواطنين في كشف هوية المرتكبين للجريمة.

وبين أن عدد من قاموا بالجريمة غير معروف لأن المنطقة كانت خالية من الكاميرات بشكل كامل ولكن هم عدة اشخاص وفقا لمجريات التحقيق، مشيرا أن هذه الأمور تبقى غير معروفة حتى انتهاء التحقيقات، متمنيا على الجميع التروي وعدم اعطاء التفاصيل حتى انتهائها

وكان طاقم وطن أعد تقريرا مفصلا حول تفاصيل وقوع الحادثة للاطلاع عليه يرجى الضغط هنا.

تصميم وتطوير