" المباني التاريخية " ... هدمٌ تحت جنح الظلام ، من المسؤول ؟؟

04.08.2020 03:13 PM

وزارة السياحة لوطن : هدم المباني القديمة جريمة ، وجهات منظمة تعمل على سرقة الاثار بدعمٍ من الاحتلال .

مجلس قروي " ابو فلاح " لوطن : اشخاص متنفذون يشكلون درعا حاميا لكل من يهدم المباني القديمة في القرية.

مركز رواق لوطن : اكثر من خمسين الف بيتٍ قديم يوجد في الضفة الغربية وغزة وجميعها تواجه خطر الهدم والسرقة .

وطن للانباء بين ليلة وضحاها تحول هذا المبنى القديم في قرية " ابو فلاح " شرق رام الله الى كومةٍ من الحجارة بعد ان قرر صاحب المبنى هدمه دون اكتراثٍ لاهميته التاريخية والوطنية .

صاحب المبنى الذي أُخطر في المرة الاولى عندما حاول هدمه من قبل وزارة السياحة والاثار ، أعاد الكرّة مرة أخرى وهدمه تحت جنحٍ الظلام وفي ساعاتٍ متأخرة من الليل .... حاولنا في وطن ان نأخذ تعليقٍ من صاحب المبنى لكن محاولتنا اصطدمت برفضه واصراره على عدم الظهور امام الكاميرا.

وزارة السياحة : هدم المباني القديمة جريمة يعاقب عليها القانون

وزارة السياحة التي حضرت طواقم التفتيش التابعة لها الى المكان  ، اكدت لنا ان ماحدث يمثل جريمة يعاقب عليها القانون ، وأن الوزارة اعدت تقريرا كاملا حول ما حدث ورفعته للجهات ذات الصلة من اجل اتخاذ المقتضى القانوني  .

واكد مفتش الاثار في وزارة السياحة والاثار شفيق شبانة لوطن انه وبناءاً على معلومات وصلت الوزارة  توجهت طواقمنا الى المكان برفقة رئيس المجلس القروي والشرطة حيث قام صاحب المبنى في وقتها بهدم جزئي من المبنى ، وخلال زيارتنا اكدنا لصاحب المبنى انه لم يحصل على اية تراخيص من قبل الوزارة بالسماح لهم بالهدم وكذلك لم يحصل على اية موافقة من المجلس القروي بذلك .

ويكمل شبانة انهم تفاجؤوا في اليوم التالي بهدم ما تبقى من المبنى في الليل ، وهذا يؤكد ان كل ما قام به غير قانوني وهو جريمة .

كما اكد شبانة ان وزارة السياحة تسعى دائما الى حث المواطنين على الحافظ على البيوت القديمة والتي تعكس هويتنا الثقافية ، مشيرا في الوقت ذاته على سبيل المثال هنا في قرية " ابو فلاح " وفي نفس موقع الهدم " يوجد  مبنى تم ترميمه واعادة الحياة له من جديد وهذا يعكس الوعي لدى صاحب هذا المبنى ولكن للاسف وبجانب هذا المبنى المرمم تم هدم المبنى القديم ودون اي اكتراث .

كما اكد شبانة ان وزارة السياحة تعمل بالتنسيق مع البلديات والمجالس القروية في مساعدة المواطنين على ترميم بيوتها ، ولكن مشكلتنا الاساسية ان الكثير من المواطنين لا يتوجهون للجهات الرسمية من اجل ترميم البيوت .

كما اكد مفتش الاثار انهم يواجهون هجمة شرسة من قبل لصوص الاثار ومن قبل الاحتلال باستهداف الاثار الفلسطيني وهدم البيوت القديمة بخاصة في القرى ، حيث تعرضنا لتهديدات من قبل الاحتلال وتم توقيفنا اكثر من مرة ووجه السلاح نحونا ، وهناك جهات منظمة تعمل على سرقة الاثار الفلسطينية.

مجلس قروي " ابو فلاح ": هناك اشخاص متنفذون يشكلون درعا حاميا لكل من يهدم المباني القديمة

هدم المبنى الذي يمتد عمره لاكثر من مئة وثلاثين عاما شكل ايضا خطرا على حياة العائلة التي تقطن الجهة الشمالية من المبنى ، بخاصة وان  الهدم تم بشكلٍ مفاجئ ودون اخطار احد .

بدوره لم يخفِ رئيس مجلس قروي " ابو فلاح " ايمن حمايل غضبه وسخطه على من قام بعملية الهدم بخاصة وان المجلس حاولا جاهدا منع الهدم لكن كل محاولته باءت بالفشل ، مؤكدا لوطن بأن جهاتٍ لها نفوذا في السلطة تقف سدا حاميا امام من ارتكب هذه الجريمة .

واكد حمايل انهم كمجلس قروي يوجد لديهم في القرية عدة مبانٍ في البلدة القديمة تم ترميمها ونحن كمجلس قروي توجهنا للجهات ذات العلاقة حيث تم ترميم مجموعة من البيوت ، وايضا هناك مواطنين قاموا بترميم بيوتهم على نفقتهم الخاصة .

مركز رواق : اكثر من خمسين الف بيتٍ قديم يوجد في الضفة الغربية وغزة وجميعها تواجه خطر الهدم والسرقة .

ووفقا للقرار بقانون رقم " 11 " لعام 2018 بشأن التراث الثقافي المادي فإنه يحظر على أي شخص القيام بأي فعل من الطمس أو التشويه أو التخريب أو التغيير أو التدمير أو التأثير على أي عنصر من عناصر التراث الثابت أو مكوناته  .

واكدت مديرة مركز رواق للمعمار الشعبي شذى صافي لوطن ان هذه القوانين تبقى ناقصة في ظل ضعف قوة الجهات التنفيذية وكذلك غياب الوعي الثقافي عند الكثير من المواطنين ، وايضا نقص التمويل الخاص بترميم المباني التاريخية القديمة .

كما أكدت صافي ان الاحتلال ينظر الى فلسطين من زاوية الموارد ، فهو يحاول سرقة كل الموارد ، وبالتالي المباني القديمية التاريخية هي من اهم الموارد الفلسطينية التي يحاول الاحتلال سرقتها بشتى الوسائل من اجل تزوير الرواية الحقيقية للقضية الفلسطينية وكذلك ايضا يتم تزوير الكتابات التي تبرز على الحجارة .

واشارت صافي الى ان مركز رواق يعمل منذ عام 1991 وهو من اول المؤسسات التي اهتمت في موضوع الحفاظ على التراث المعماري لاسيما انه مفصلي في صراعنا مع الاحتلال الاسرائيلي ، حيث تم توثيق وتسجيل جميع المباني التاريخية في الضفة وغزة والقدس من عام 1994-2004 ، حيث تم تسجيل اكثر من خمسين الف مبنى اثري في اكثر من ثلاثمئة قرية فلسطينية .

وبانتظار اتخاذ الجهات الرسمية اجراءات صارمة بحق الذين يقومون بهدم البيوت القديمة وسرقة حجارتها  فإن ما حدث في قرية " ابو فلاح" وبرأي المختصين يدق ناقوس الخطر حول مستقبل الالاف البيوت القديمة التي تواجه الهدمة والسرقة وتسريب حجارتها او بيعها للاحتلال الذي يحاول جاهدا طمس الهوية الثقافية والوطنية للشعب الفلسطيني .

تصميم وتطوير