أخصائي أمراض معدية لوطن: الموسم القادم من الانفلونزا سيكون قوي جداً وسيصعب التمييز بينها وبين كورونا

16.07.2020 12:09 PM

وطن- وفاء عاروري: أكدّ رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى المطلع، د. علي سباتين، أن الموسم القادم من الانفلونزا سيكون قوي جداً، وسيصعب علينا  تشخيص الفرق بين كورونا والانفلونزاً، موضحا أن أعداد المصابين بالانفونزا هذا العام كانت قليلة جدا بسبب التباعد الاجتماعي منذ شهر آذار حتى اليوم بالتالي فإن المجتمع لن يأخذ لقاحه هذا العام ضد الانفلونزا، ما سيجعلها أقوى جدا العام المقبل.

ونصح سباتين خلال برنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه ريم العمري، كل الفئات العمرية فوق عمر عامين أن تأخذ لقاح الانفلونزا السنوي من أجل حماية أنفسهم العام المقبل من فيروس الانفلونزا.

وأكد أن الحل الوحيد لهذا الوباء هو التعايش مع الفيروس من خلال اتخاذ إجراءات وقائية، والتحلي بالمسؤولية الفردية، فالشخص الذي تظهر عليه أعراض الإصابة بالفيروس عليه أن يفحص ويحجر نفسه، وعلينا تجهيز المراكز الطبية ومراكز الحجر للفترة القادمة، مشيرا أن الأعداد المتصاعدة من الإصابات تفرض على الحكومات التوجه نحو الإغلاق، ومجتمعنا الطبي ليس لديه القدرة على استيعاب أعداد ضخمة من المصابين. 

وأكد سباتين أن الفيروس الموجود لدينا هو نفسه الذي انتقل من الصين لكل العالم ومن بينها فلسطين، ولكن الفرق الذي حدث لدينا هو أن الشعب الفلسطيني معظمه شعب فتي، ففي إيطاليا معظم أعمار السكان فوق الـ 60 عاما وأعلى، وهذه الفئة من البشر إن أصابها الفيروس تكون أكثر عرضة للوفاة والمضاعفات من غيرها من الفئات، مشيرا إلى أن السيناريو الذي حدث في إيطاليا تعلّم منه العالم ضرورة الاهتمام بالكادر الطبي.

وبيّن أنه من المبكر الحكم على قوة مناعة مجتمعنا تجاه الفيروس لأنه في بداية الجائحة قبل 3 شهور، كانت أعداد الإصابات والوفيات ليست بالكبيرة جدا و شعرنا بأن الفيروس لا يؤثر على مجتمعنا والشرق الأوسط، ولكن ما حدث بعد شهور كان عكس ذلك، مؤكدا أن تزايد الاصابات والوفيات سيجعلنا في دائرة الخطر.

وأوضح أن مصاب الكورونا يؤثر على نفسه والمجتمع الذي يمكن أن يصله الفيروس، مبينا أنه على كل شخص تظهر عليه الأعراض أن يحجر نفسه من منطلق الحرص على صحة من يختلط معهم، مشيرا أنه لا يوجد حتى الآن علاج قادر على القضاء على الفيروس، بل هناك أدوية يمكن أن تساعد الشخص السليم والمصاب في تقوية الجهاز المناعي فقط.

وقال إن انتشار فايروس كورونا في فلسطين أصبح انتشاراً مجتمعيا وعلى نطاق واسع للأسف، والفيروس أصبحنا نراه ينتقل من محافظة لمحافظة ومن فئة لفئة من خلال التواصل الاجتماعي بين الناس و الذي يوفر فرص انتقال سريعة للفيروس.

وأوضح أن الاكتظاظ الكبير وكثرة الناس وعدم التهوية الجيدة توفر الظروف الملائمة لانتقال الفيروس بشكل سريع بين الأشخاص المصابين والسليمين، وهذا ما حدث في موسم الأعراس والمهرجانات لدينا كما هو الحال في مدينة الخليل و قرية تفوح التي سجلت اصابات عديدة نتيجة المخالطات في الأعراس.

وقال: المطلوب أن نهتم بتهوية الغرف المغلقة حتى لو كان الأشخاص الموجودين فيها يلبسون كمامات، أما بالنسبة للكمامة فهي الوسيلة الأكثر نجاعة في حصر الفيروس وانتقاله حتى الآن.

وأضاف: أنا لا أقول أنها ستمنعه، ولكنها تحد من سرعة انتشاره بشكل فعال وتقلل المنحنى الوبائي وتخفّض عدد الإصابات اليومية، لذلك يجب علينا أن نجعلها جزءا من أجزاء الجسم لأهميتها القصوى.

وأوضح أنه، بشكل عام الفيروس توطّن لدينا ولم يعد مصدر انتقاله لنا  هو الأجانب أو المخالطة مع أشخاص من الداخل المحتل أو العمال الذين يعملون هناك، ولذلك علينا الحذر بشدة من التجمعات، لأنها إذا حدثت سيكون هناك إصابات جديدة، لافتا إلى أنه يجب علينا العمل لتغيير سلوكنا بسلوكيات جديدة تناسب الوضع الراهن مثل الاعتياد على لبس الكمامة.

وقال: نحن في مرحلة تتطلب منا اتخاذ إجراءات جديدة كي نتجنب سيناريوهات كارثية على المستوى الصحي، واليوم الكل مسؤول عن نفسه وعائلته ومحيطه، والمؤسسات يجب أن تطبق برتوكولات وزارة الصحة داخلها، مشيرا إلى ضرورة عدم الاكتراث بالنظريات التي تشاع حول كون الفيروس مشابه للأنفلونزا والتقليل من خطورته، وبالتالي عدم لبس الكمامة قد يجعل أي فرد مصدر لإصابة شخص قد  يتوفى في النهاية.

تصميم وتطوير