موظفو مستشفى الهلال الأحمر بطولكرم يدفعون ثمن تقديمه لصالح علاج مصابي كورونا.. وإدارة الهلال ترد عبر "وطن" على شكواهم

08.07.2020 01:24 PM

وطن- وفاء عاروري: قال رئيس نقابة العاملين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فيصل أبو حرب، إن مستشفى الهلال الأحمر في طولكرم، وبقرار من وزارة الصحة، تم تخصيصه في الخامس من آذار المنصرم، لعلاج المصابين بكورونا خلال فترة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة الفلسطينية لمواجهة انتشار الوباء، مبينا أن الصحة تعهدت باستمرار صرف رواتب الموظفين لحين الانتهاء من حالة الطوارئء المعلنة وتسليمه إلى إدارة الجمعية.

وقال أبو حرب خلال برنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقدمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، إن الموظفين في المشفى تلقوا بالفعل رواتب شهر آذار ونيسان، أما راتب شهر أيار وما تلاه فلم يتلقاه الموظفون حتى اليوم.

وأوضح أنهم تفاجأوا في السابع عشر من شهر حزيران الماضي بكتاب رسمي من إدارة المقر العام للهلال الأحمر ممثلة برئيسها يونس الخطيب، بإعادة تسليم المستشفى للفرع في محافظة طولكرم.

وقال: هذا معناه أن إدارة المقر العام لا تريد إغلاق المشفى، ولا تريد التخلي عنه بطريقة مباشرة، وهو دليل على أن الإدارة تريد تسريح الموظفين بطريقة غير مباشرة، بالإضافة إلى أنها أنهت عقود 5 أطباء في المشفى خلال الفترة الماضية.

الإدارة ترد

من جهته عقّب مأمون العباسي، نائب المدير العام في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني للمحافظات الشمالية، أن مشكلة المشفى غير جديدة وهي قديمة وتتدحرج منذ أعوام، بالتالي لا يمكن الحكم على تجربة الإدارة في هذا الفرع من آخر شهرين فقط.

وقال: نحن نعاني من أزمة وإشكالية كبيرة مع هذا الفرع وحاولنا على مرحلتين استلام زمام الأمور في المشفى إداريا وماليا، من أجل تطويره، لكننا واجهنا أكثر من اشكالية.

وتابع: وبالمناسبة، فإن المسؤول الأول والأخير عن المشفى هو الهلال الأحمر فرع طولكرم، ولكن تدخلاتنا إداريا على مرحلتين كانت من أجل إبقاء المشفى والحفاظ عليه، ومعلوم أنه كان لدينا إشكالية كبيرة مع القسم الجراحي في المشفى، ولا زال لدينا قضايا في المحاكم معه، ومع ذلك قلنا أنه لا بد من تطوير إمكانيات المشفى ليزدهر ولكن للأسف الشارع الكرمي لم يساعدنا.

مشيرا أنه كان على الكرميين اتخاذ قرار باغلاق قسم الجراحة في المشفى، وإخراج المستفيد منه على حساب الموظفين وعلى حساب الناس.

وأضاف: السهام مسلّطة على الإدارة العامة رغم أن دورنا وتدخلنا كان لاستنهاض المشفى، موضحا أن أزمة كورونا وتداعياتها خلقت لديهم كإدارة تحديات ومتطلبات كبيرة.

الإدارة: طالبنا وزارة الصحة بتغطية نفقات المشفى في ظل الجائحة

وأكد العباسي أن المشفى يقوم بدوره في كل المناطق، أما في طولكرم فطواقمهم لا تعمل بسبب تخصيص المشفى لوزارة الصحة خلال الجائحة، وقد طلبت إدارة الهلال من وزارة الصحة تغطية نفقات المشفى منذ شهر آذار/مارس إضافة كادره لكادر الصحة، فأزمة كورونا قد تستمر لفترة طويلة ولا يعقل أن تدفع إدارة الهلال رواتب الموظفين في ظل استغلال الوزارة المشفى لصالح علاج المصابين في الجائحة.

وأوضح أن الإدارة العامة وفي جلسات متعددة حاولت توجيه فرع طولكرم والهيئات المحلية من أجل الحصول على تمويل من صندوق وقفة عز، لتطوير المشفى، وكان لديهم اجتماع قبل أقل من شهر بحضور القوى الوطنية وتم نقاش هذا الموضوع بشكل مستفيض، ولكن لم يحصل شيء.

وبيّن العباسي أن إدارة الهلال حريصة كل الحرص على حقوق موظفيها وأنها على استعداد لشراء سنوات الخدمة المتبقية من الموظفين الذي لديهم سنوات طويلة من العمل في الهلال، وكي لا تضيع حقوقهم.

الموظفون: الإدارة صدّرت لنا أزمة لسنا طرفا فيها

من ناحية أخرى أكد أبو حرب أن إدارة المقر العام لجأت بين حين وآخر إلى تصدير أزمات، الموظفون ليسوا طرفا فيها، خاصة مشكلة أو قضية المركز الجراحي الذي عُقدت اتفاقية بين جمعية الهلال الأحمر وبعض المستثمرين من أجل إنشائه.

متسائلاً: من فوّض الجمعية لالتوقيع على هذه الاتفاقية المجحفة التي ألحقت الضرر الكبير بالمشفى وموظفيه؟ ومن قام بافتتاح القسم الجراحي؟ مشيرا في ذات الوقت إلى أن بعض الشركاء في المركز الجراحي وصلت أرباحهم إلى 17 مليون شيكل للموظف الواحد! ومتسائلا أيضا: ما ذنب الطبقة المسحوقة من الموظفين والتي وقفت مع الإدارة ضد هؤلاء الأشخاص.

وأكد أن من وقع اتفاقية إنشاء هذا المركز الجراحي بالتعاون مع مستثمرين هي إدارة الفرع في طولكرم، وبتفويض رسمي من الإدارة العامة، والموظفون ليس لهم أي ذنب فيها.

الإدارة: حريصون على حقوق موظفينا

وعقّب العباسي أن هناك خلط في الأوراق والمفاهيم، مبينا أنه لا يوجد أي إشكالية مع الموظفين في المشفى، وأنه ليس لهم علاقة بهذه الأزمة ومن يتحمل المسؤولية هي إدارة الفرع .

وأضاف: الأموال التي يتم الحديث عنها نحن لم نحصل عليها، والمستفيد منها هو القسم الجراحي  في المشفى، والموظفون هم المتضررون، مشيرا إلى أن الإدارة طالبت الشارع الكرمي بوضع حد لهذا المستثمر ولم يتم مساعدتهم بذلك.

وأضاف: راتب شهر أيار قامت الإدارة العامة بتحويله ولكن الفرع في طولكرم لم يقم بصرفه للموظفين، مشيرا إلى أن الموضوع متشعب والإشكالية كبيرة ويجب التعاون على حلها من الجميع.

وأكد أن الإدارة استعدّت للمساعدة في إنهاء موضوع من أشرفوا على التقاعد، وطالبت الصحة بضم بقية الموظفين وعددهم 21 لها، أما موظفو العقود فكانوا على عقود محدودة بمدد زمنية وانتهت هذه المدد، والعقود ليست مُلزمة لأي مؤسسة أن تقوم بتجديدها.

 

تصميم وتطوير