"تخوفات الأردن قد تشكّل ضغطا كبيرا لوقف ضم الأغوار"

خليل التفكجي لوطن: على السلطة تشكيل إقليم مستقل في الأغوار يتبع للرئيس مباشرة لتسهيل العمل فيه

01.07.2020 02:40 PM

وطن- وفاء عاروري: طالب مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة، خليل تفكجي، السلطة الفلسطينية بالعمل على تشكيل إقليم منفصل مستقل بذاته في غور الأردن، يتبع للرئيس مباشرة ويكون تحت قيادته، بدلاً من أن تكون الأغوار مقسمة إداريا بين عدة محافظات، وهي طوباس وأريحا والأغوار ونابلس.

وقال خلال مشاركته في الموجة المفتوحة التي تبثها شبكة وطن الإعلامية، بعنوان "الوطن في مواجهة الضم" إنه يجب أن يكون غور الأردن إقليم متكامل يديره شخص واحد ويتبع للرئيس مباشرة، ويخصص له ميزانية منفصلة من أجل تنميته والعمل فيه.

وناشد التفكجي بضرورة منح التجمعات البدوية كما التجمعات السكانية في الأغوار أسماء قرى، بدلا من أن تمنح اسم البدو، لأن مفهوم البدوي في العالم كله هو المتنقل الذي ليس له مكان.

وقال: حقيقة هذا الموضوع يجب أن نركز عليه بشكل كبير جداً، وأكثر من مرة تم طرحه دون تحقيق نتائج، مشيرا إلى أن ما كسبناه في معركة الخان الأحمر عندما تشكل التجمع وكان هناك صمود عالي ووقوف في وجه مخططات الاحتلال، يجب أن يكون في كل الأغوار، لأن صمود أهالي المنطقة ومؤازرتهم من كافة أطياف الشعب، إلى جانب تشكيل هيئات محلية لهم هو ما يحمي الأرض ويفرض على إسرائيل الاعتراف بها وبأصحابها.

وأشار التفكجي إلى أن الاحتلال نشر، صباح اليوم الأربعاء، خارطة جديدة لعملية الضم، وبيّن خلالها وجود عملية تبادل أراضي مع الفلسطينيين داخل الضفة الغربية نفسها، بمعنى أنه يقول لنا "ما لكم هو لي ولكم".

وبين التفكجي أن عملية تبادل الأراضي تأتي على أرض معترف بها بقرارات الأمم المتحدة أنها أراض فلسطينية خالصة.

وقال: إذا نظرنا الى قضية الأغوار اليوم نرى أن الجانب الإسرائيلي يفكر ليس بالمنطقة المنخفضة فقط وإنما أيضا تشمل الجبال المطلة على الأردن، والمستعمرات الإسرائيلية الموجودة في هذه المنطقة.

وأوضح أن المساحة التي يتم الحديث عن ضمها تعادل ثلث مساحة الضفة الغربية، وهناك 11 ألف مستوطن إسرائيلي فيها مقابل 70 ألف فلسطيني.

وقال: الاحتلال ينظر اليها على أنها أرض خالية من السكان ولكنها في الحقيقة تعتبر سلة عذاء فلسطين.

وأضاف: الخطير أن ما أعلنته الصحافة العبرية في الآونة الأخيرة وما حاولت ترويجه في أن النيّة من ضم الأغوار تنبع من أهداف أمنية، مشيرة إلى أنها ضبطت خلية تهريب أسلحة بكميات كبيرة، محاولة أن ترسل رسالة للأردن أنها هي من تحمي الحدود وليس الأمن الدولي ولا غيره.

وقال: هناك عملية تضخيم إعلامي كبير للوصل الى الأهداف الاستراتيجية التي تسعى لها.

وأكد أن الأردن متخوفة بشكل كبير من قرارات الضم والسبب أولا هو طول الحدود الأردنية الفلسطينية حيث تبلغ 420 كم تبدأ من بيسان الى الجنوب، والأمر الثاني هو أن تكون مخططات الاحتلال هدفها تحويل الشعب الفلسطيني ليكون تحت الولاية الأردنية.

وأردف: خاصة وأن الاحتلال على الدوام لا يتحدث عن دولة فلسطينية إنما دولة بديلة، إذً هي عميلة تحويل بديلة تجاه الأردن، بحيث يكون الوطن هو الأردن.

وأكد أن تخوفات الأردن هذه تستطيع أن تضغط على الاحتلال بشكل كبير جدا ولكن يجب أن يكون هناك ضغط عربي أيضا.

ورغم أن الأراضي التي تحدث الاحتلال عن ضمها هي مضمومة لسيطرته فعليا، إلا أن التفكجي بيّن أن الضم سينقل أمر الأغوار من وزير الدفاع ومن حكومة إدارة مدنية في بيت إيل إلى سلطة الاحتلال.

وقال: عملية الضم تعني نقل السلطات من الحكم العسكري في بيت إيل الى السلطات المدنية الاسرائيلية وهي أراضي خصبة جداً، وذات ثروة اقتصادية من الدرجة الأولى وثروة سياحية علاجية في البحر الميت وثم في الزراعة المبكرة بالإضافة إلى ما يطلق عليه زراعة النخيل والتي هي مستثمرة بشكل كبير جدا في الأغوار.

وأكد أن الخارطة الجديدة التي نشرها الاحتلال اليوم فيها سيطرة أكبر على الشوارع الفلسطينية، فقد وضعت كل الشوارع داخل الضفة بيد الاحتلال، كي يستطيع إغلاقها متى شاء، وقطع الأوصال فيها متى شاء، مشيرا إلى أنه في صفقة القرن كان جزء من الشوارع معنا كفلسطينيين، أما اليوم فقد تم تعديل المخططات لتصبح كل الشوارع في قبضة الاحتلال.

ووفقا للخارطة الجديدة، فقد أعطت سلطت الاحتلال بديلا عن هذه الأراضي في المنطقة الصحراوية ليكون الأمر تبادل أراضي داخل الضفة، كما أوضح في السابق.


 

تصميم وتطوير