الجبهة الشعبية لوطن: على القيادة الفلسطينية مغادرة دوائر السياسة العقيمة التي أثبتت فشلها في أوسلو

01.07.2020 01:58 PM

وطن- وفاء عاروري: جدد القيادي في الجبهة الشعبية، عمر شحادة، دعوته للقيادة الفلسطينية من أجل التكاتف في مواجهة صفقة القرن ومخططات الضم، ودحر الاحتلال عن أرضنا، وذلك عبر مغادرة دوائر السياسة العقيمة التي أثبتت فشلها في أوسلو، ومواكبة التطورات والاحتياجات السياسية والتنظيمية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، وفقا لقوله.

وقال شحادة، خلال مشاركته في الموجة المفتوحة التي تقدمها شبكة وطن الإعلامية بعنوان "الوطن في مواجهة الضم"، إن هذه الدعوة للقيادة تأتي في لحظة باتت فيها كورونا تهدد حياة أبناء شعبنا في فلسطين وخارجها، وفي الوقت نفسه حالة الانقسام التي نعيشها تهدد القدرة على مواجهة الاحتلال ومخططاته، والموقف الصهيوني الأمريكي الرامي إلى تصفية قضيتنا.

3 مهمات كبرى أمام منظمة التحرير والقوى الفلسطينية

وقال: نحن اليوم كمنظمة تحرير وقوى وطنية وإسلامية أمام 3 مهمات كبرى: المهمة الأولى وضع نقطة النهاية لأوسلو وثقافتها وتفكيرها العقيم والتزاماتها وكل شيء متعلق بها، وفي الوقت نفسه اعتبار نقطة النهاية في أوسلو هي نقطة البداية للوحدة الوطنية، حيث يجب أن تكون المرحلة الحالية هي نقيض للمرحلة السابقة.

وبين شحادة، أن الاستراتيجية الجديدة لمنظمة التحرير يجب أن يكون جوهرها الوحدة، وعدم الرهان على المجتمع الدولي والإدارة الامريكية لأن ذلك لن يجدي نفعا في تحصيل الحقوق.

مبينا أنه لو كان المجتمع الدولي فعلا يستطيع تحصيل حق تقرير المصير للشعوب لما ظهرت حركات التحرر في العالم، ولبقيت الشعوب تنتظر تحريرها حتى اليوم، مشددا على أن البكاء على عتبة المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي لن يجدي نفعا.

وأوضح شحادة أن المهمة الثانية للفصائل هي عقد مجلس وطني جديد يستطيع عكس إرادة 13 مليون فلسطيني على الأقل، متواجدين داخل الوطن وخارجه بشتى قواهم السياسية والاجتماعية بما في ذلك حقهم في تقرير المصير.

مؤكداً أنه لا يوجد استعداد وطني شامل لوضع نهاية أوسلو، وهذا نابع من جانبين؛ الأول استمرار الاتهامات بين فتح وحماس وعدم وجود نية للوحدة الوطنية، والثاني استمرار تعليق الآمال على المفاوضات والمجتمع الدولي.

وقال: نحن قلنا ولا زلنا نؤكد أنه يجب تفعيل الحراك الشعبي للضغط على طرفي الانقسام، ومواصلة التأكيد على رفض صفقة القرن.

شحادة: هناك أزمة داخل منظمة التحرير قطبيها فتح والشعبية

وأكد شحادة وجود أزمة داخل منظمة التحرير قطبيها فتح والجبهة الشعبية، فالشعبية تقول إن منظمة التحرير يقتصر دورها الآن على قرارات هنا وهناك تصب في خدمة رؤيا ثبت فشلها يوما بعد آخر، وشكلت غطاء لما يجري على الأرض، لذلك يجب على القيادة الفلسطينية أن تنفذ قرارات المؤسسات الفلسطينية الوطنية، ومن بينها أن الاجتماع الأخير للمجلس الوطني هو آخر اجتماع يعقد في رام الله.

وبين أنه يجب أيضا التوافق عبر حوار وطني شامل وسياسي لكل القوى الوطنية، أما استمرار الاستفراد بمنظمة التحرير فهذا لا يحل المشكلة، إنما سيعمق الانقسام، كما أنه يفتح الباب لتوسَُع الاحتلال والاستيطان وسيفكك مكونات المشروع الوطني الفلسطيني، ما يهدد بتقويض السلم الأهلي من أطراف داخلية وخارجية.

وأكد أن هناك استمرار لنهج الفوضى والاضطراب الذي تعيشه القيادة، وغياب للعمل المؤسسي وطغيان العمل الفردي، وهناك حالة من الارتباك نشأت من دوس الاحتلال والإدارة الأمريكية على مشروع أوسلو والسلطة، وبالتالي القيادة تجد نفسها شبه تائهة

وأكد أن استمرار القيادة في إدارة الظهر للجبهة الشعبية واستمرار عنادها، واستمرار الحديث عن وحدة دون أي شيء على أرض الواقع، سيعمق الأزمة السياسية التي تعيشها منظمة التحرير، التي باتت عبارة عن أداة للسلطة لا أكثر.

وشدد على ضرورة الكف عن تفصيل المصالح الشخصية على المصالح الوطنية، بالاستجابة للقوى ولأصدقاء شعبنا في العالم الذين يناشدون وينادون بالكف عن الانقسام.

شحادة: الضم شكل من أشكال "الدوس" على القانون الدولي!

وقال عمر شحادة إن الضم والاستيطان والاحتلال، كلها عناوين لجريمة كبرى يحاسب عليها القانون وهي شكل من أشكال الدوس على القانون الدولي وإحلال لقانون الغاب الإسرائيلي والأمريكي بديلا للشرعية الدولية.

وأكد أنه يصعب الحديث عن استعدادات حقيقية وجادة من قبل منظمة التحرير ومن قبل السلطة وكافة القوى الوطنية والاسلامية في ظل الوضع السياسي القائم وهو استمرار التعلق الرسمي السياسي بما يسمى "حل الدولتين" والمفاوضات وغيرها التي رأينا بماذا انتهت، وفي ظل حالة الأزمة التي تعيشها منظمة التحرير من جانب، والازمة الكبرى على الساحة الفلسطينية من جانب آخر.

وقال: بالتالي إذا ما تجاوزنا منطق ردود الأفعال السياسية والإعلامية والجماهيرية، لا يمكن الحديث عن برنامج وطني شامل لمواجهة الضم، وهو حصيلة مسيرة سياسية وتحولات في السياسية الأمريكية والسياسة الإسرائيلية وبرنامج الحكومة الإسرائيلية، بالتالي نحن نعاني تحولات كبيرة في الوقت الذي لا زالت القيادة تدور في فلك أوسلو وفي مرحلة عمليا انتهت.

شحادة: قرارات المركزي والوطني تضرب بعرض الحائط

وتساءل شحادة عن سبب عدم تطبيق قرارات المجلس المركزي السابقة وضربها بعرض الحائط، قائلا: يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه قبل الضم، كانت المؤسسات الرسمية الفلسطينية ابتداء من عقد اجتماع المجلس المركزي عام 2015، والذي قيّم كل المرحلة السابقة واتخذ قرارات بإجماع وطني شامل داخل المجلس المركزي وبقبول وطني عام، إلا أن هذه القرارات لم تأخذ طريقها إلى التنفيذ، وبالتالي الضم لم يسقط من السماء وهو محصلة لمسار سياسي على الصعيد المحلي والعربي والدولي.

وأضاف: ورغم الضجيج القائم الآن حول الضم، علينا أن نرى أن وحش الاستيطان وهو الاسم الحركي للضم، منفلت من عقاله على كل بقعة من الضفة الغربية، في القدس وفي كل المناطق تحت شتى المبررات، هو يشكل جوهر السياسة الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الانفلات الاستيطاني هو الخطر الأكبر الذي نعاني منه كفلسطينيين ويجب إبداء الاستعداد له.

وقال: والخطر الثاني هو التطبيع والثالث تعمق الانقسام والأزمة، ورغم ذلك لم نرَ أي تحرك جدي لعلاج المخاطر كلها.

شحادة: وحدتنا ضد صفقة القرن رد فعل وليس اشتقاق لاستراتيجية جديدة!

وبيّن شحادة أننا متحدون في وجه صفقة القرن وضد الضم، ولكن هو في إطار رد الفعل وليس اشتقاقا لاستراتيجية جديدة، مشيرا إلى أننا في مخاطر كبرى تنبع من احتضار مرحلة أوسلو التي تأسست على أكبر عملية غش وخداع دولي من قبل الولايات المتحدة ودولة الاحتلال، فقد تأسست هذه المرحلة على إلزام القيادة الفلسطينية بالاعتراف بحق الاحتلال بالوجود الآمن على ما يقارب 80% من أرض فلسطين ونبذ الكفاح الفلسطيني المسلح على اعتبار انه أحد أشكال الإرهاب وليس النضال المشروع ضد الاحتلال.

وأكد أن المرحلة الحالية تحتضر نتيجة للطرفين الرئيسين؛ أمريكا وإسرائيل، اللتان خرجتا من هذه المرحلة إلى صفقة القرن والاستيطان الزاحف، لذلك ما بقي من سياسات فلسطينية استمرت تدور حول نفسها في فترة أوسلو ولم تواكب أي تطور عربي ودولي.

شحادة: الرفض الدولي لصفقة القرن لا يعني الموافقة على الحقوق الفلسطينية

وأوضح أن الرفض الدولي لصفقة القرن أمر هام جداً، لكن يجب أن ننتبه لأمرين؛ الأول أن هذا الرفض لا يعني الموافقة المسبقة على الأهداف والحقوق الفلسطينية، وإنما فقط يدعو للعودة لمفاوضات ثنائية مباشرة في وقت  يجري فيه تنفيذ المشروع الاستيطاني الإجرامي، ومن جانب آخر يجب ألا ننسى أنه على أرض الواقع يجري تقويض الثوابت والمقومات الفلسطينية عبر استمرار العبث في برنامج منظمة التحرير والتحرك من تنازل إلى تنازل، بما في ذلك الرسالة التي أرسلت إلى الرباعية والتي تراوح في مستنقع المفاوضات وتندرج في سياق تقديم تنازلات جديدة لا تسمن ولا تغني من جوع من حيث التنفيذ الميداني على الأرض.

وأكد أن الضم بالنسبة للاحتلال يمثل تقويض ودوس على مرحلة أوسلو ومفاوضاتها، والانتقال إلى مرحلة أعلى من برنامج صهيوني يقوم على تقويض حقوق الشعب الفلسطيني واختصار حقوقه على حقوق سكانية ومدنية بسيطة.
 

تصميم وتطوير