ناشد بإقرار إجراءات مشددة

مصطفى البرغوثي لوطن: هناك خطر حقيقي من انفجار الفيروس في كل المناطق ونظامنا الصحي لا يحتمل!

29.06.2020 12:19 PM

رام الله-وطن: قال رئيس جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، د. مصطفى البرغوثي، إننا في مرحلة صدام حقيقي مع الفيروس، ولم نغادر الموجة الأولى من الوباء بعد، وإنما كنا على أطراف الجائحة واليوم نحن في صدام مباشر معها.

موضحاً أنه خلال بضعة أيام فقط تم تسجيل 1800 إصابة، في حين أنه طوال المرحلة الأولى لم يكن لدينا سوى 400 إصابة فقط.

وبيّن البرغوثي لبرنامج "شد حيلك يا وطن"، الذي تقديمه ريم العمري عبر شبكة وطن الإعلامية، أن الخطورة في الأمر أنه في المرة الأولى كانت غالبية الإصابات تأتينا من الداخل المحتل، أما اليوم فالعدوى تأتينا داخليا، وهذا أخطر بكثير، لأن كل مُصاب ممكن أن يعدي 30 أو 40 شخص آخر، خاصة في بعض المناسبات كالأعراس وبيوت العزاء واي تجمعات داخل أماكن مغلقة...

وقال: الوضع خطير فعلا، ويجب مواجهة خطورته بإجراءات جدية وحقيقية ومشددة، لأنه إذا لم نشدد من إجراءات الوقاية، فهناك خطر حقيقي أن يحدث انفجار في كل المناطق ونحن وضعنا الصحي لا يحتمل ذلك بتاتا.

وأضاف: المسألة لا تقتصر على الخليل، فهناك إصابات في بيت لحم ورام الله والعيزرية وجنين وغيرها، مشيرا إلى أنه ليس لدينا سوى 300 جهاز تنفسي في كل الضفة و87 في غزة، وإذا لم تتخذ إجراءات الوقاية بسرعة سنضطر إلى تنفيذ إغلاق شامل.

وتابع: نريد حماية أنفسنا واقتصادنا لذلك يجب أن نأخذ الأمور على محمل الجد، والإجراءات لا تكلفنا شيئا وبالمقابل فإن الاستخفاف بها يكلفنا الكثير، ويعرض حياتنا وحياة أطفالنا ومسنينا للخطر.

وأورد البرغوثي بعض الحقائق العلمية التي نشرها مركز الأمراض في أمريكا أول أمس حول الفيروس، ومنها أن الإنسان حتى يصاب بالفيروس عليه أن يلتقط ألف جزيء منه، موضحا أنه إذا جلس بمكان وتنفس ممكن أن يخرج منه 200 جزيء من الفيروس بالدقيقة وإذا تحدث يخرج 200 جزيء أيضا، أما إذا سعل أو عطس فيطلق 200 مليون فيروس تبقى عالقة بالهواء لساعات.

وأضاف: اليوم هناك اثباتات حقيقة على أن الفيروس يعيش على البلاستيك 5 أيام، وعلى الأسطح لمدة تصل إلى 7 أو 8 أيام إذا لم يتم تعقيمها، أما أكبر خطر على الإطلاق فهو التجمع في أماكن مغلقة وبأعداد كبيرة دون استعمال أساليب الوقاية، فمعظم الإصابات نتيجة التجمع بالأفراح وفي بيوت العزاء.

وشدد على أن وسائل الوقاية لا غنى عنها، وأهمها الكمامات، خاصة عند الاحتكاك مع الآخرين، حيث ثبت علميا أنه إذا تعامل شخص مصاب ولا يرتدي كمامة مع شخص غير مصاب ولا يرتدي كمامة، فإن نسبة الإصابة في هذه الحالة تكون 90%.

وتابع: أما إذا كان غير المصاب يرتدي كمامة والمصاب لا يرتدي فتكون النسبة 70%، وإذا كان المصاب يرتدي كمامة وغير المصاب لا يرتدي فتكون 9%، وإذا كان كلاهما يرتديان كمامة فتنزل إلى 1.5%.

وقال: الكمامة ليست زينة، ولها وظيفة وهي أن تمنع خروج أو دخول الفيروس، وبالتالي ارتدائها بالطريقة الصحيحة والسليمة هو فقط ما يحمينا، مؤكدا على ضرورة تبديلها كل 4 إلى 5 ساعات على الأكثر.

وحول التباعد الجسدي أوضح البرغوثي أنه يجب أن يكون هناك تباعد بمسافة مترين على الأقل بين الشخص والآخر، والنقطة الثالثة التي أثارها البرغوثي هي غسل اليدين لمدة 20 ثانية وبشكل فعال، والتعقيم المستمر عند لمس الأسطح.

وحول أهمية ارتداء القفازات من عدهما، بيّن البرغوثي، أن ارتداء القفازات لا يعفينا بتاتا من التعقيم المستمر، كما لا يجوز بتاتا لمس الوجه أثناء ارتداء القفازات.

وأورد البرغوثي بعض التصرفات المجتمعية الخطرة التي قد تؤدي إلى تفشي الفيروس مثل رمي الكمامات والقفازات على الأرض، ففي إحدى الفعاليات ضد الضم كان هناك قرابة 500 كمامة على الأرض بعد انتهاء الفعالية.

وأكد أن المنجاة الوحيدة للإنسان في ظل هذا الوباء هي أن يتعامل مع الكل على انه مصاب ومع الآخرين كأنهم مصابين.

وناشد البرغوثي المواطنين بالالتزام بهذه الإجراءات، مؤكدا على خطورة الفيروس وآثاره الشديدة على الجهاز التنفسي، حيث من الممكن أن يؤدي إلى جلطات في مختلف أعضاء الجسم، لذلك فالاستهتار والاستخفاف خطير للغاية.

وأكد البرغوثي أنه لا يوجد أي علاج قاطع حتى الآن لهذا الفيروس، ولكن فهناك علاجات مساعدة، ولكن علاجا مباشرا لم يتم التوصل إليه حتى الآن.

كما أوضح أن هناك 9 معامل في العالم تعمل بخطة مشتركة لإنتاج لقاح، ومن المتوقع أن يكون جاهزا في شهر ديسمبر المقبل، حيث يمكن أن يكون لدينا مليارات اللقاحات التي ستحل المشكلة، ولكن أيضا يبقى لدينا خوف من أن يكون لهذا اللقاح مضاعفات كبيرة.

تصميم وتطوير