خليل التفكجي لوطن: نحن مقصرون جدا بحق الأغوار وليس لدينا استراتيجية واضحة لدعمها وأخطأنا باعتبار المناطق السكنية فيها تجمعات بدوية

15.06.2020 02:28 PM

رام الله- وطن: أكد مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس خليل التفكجي أن جزءاً كبيراً من الأراضي التي أعلن الاحتلال نيته ضمها، هي خاضعة بالفعل لسيطرته من خلال وسائل وطرق شتى مثل اعلانها مناطق تدريبات عسكرية، مناطق عسكرية مغلقة، ومحميات طبيعية، إلى جانب فرض القوانين والأوامر العسكرية لمصادرة الأراضي كقانون أملاك الغائبين وأملاك الدولة عليها، مبينا أن مساحة المناطق العسكرية وحدها تبلغ مليون دونم ، في حين تبلغ مساحة المحميات الطبيعية حوالي نصف مليون دونم، فيما تقدر مساحة المناطق التي تقع تحت السيطرة الفلسطينية بحوالي 80 ألف دونم فقط وتتداخل هذه المناطق فيما بينها بشكل كبير.

واكد التفكجي خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري، ان الاحتلال ضم الأغوار فعليا لكنه يريد قرار سياسي بذلك، موضحا أن المنطقة التي ينوي الاحتلال ضمها هي التي تمتد من كفار أدوميم قرب الخان الأحمر وتتجه شمالاً إلى مخماس، ومنطقة رمون وتياسير وبردلة وعين البيضا.

أخطانا باعتبار المناطق السكنية في الأغوار تجمعات بدوية

وبين التفكجي أننا كفلسطينيين أخطأنا باعتبار المناطق السكانية هناك تجمعات بدوية بدلاً من قرى فلسطينية وبالتالي سهلنا على الاحتلال عملية نقلها من مكان لمكان وأدركنا هذا الخطأ متأخراً عندما اعتبرنا الخان الأحمر قرية وشكلنا لها هيئة محلية.

وقال: الاحتلال يعمل على تنفيذ مشاريع استيطانية كبرى في هذه المنطقة أبرزها مشروع القدس الكبرى الذي يمتد لشمال البحر الميت ويتضمن إقامة مطار كبير في منطقة النبي موسى، أي أنه على أرض الواقع فإن كل هذه المناطق مضمومة وتخضع للسيطرة الإسرائيلية المطلقة من خلال الإدارة المدنية مع وجود بعض القرى الصغيرة مثل بردلة وعين البيضا ومرج نعجة والزبيدات وفصايل التي تنصف كمناطق " ب ".

واكد أن منطقة الأغوار ليست فقط المنطقة التي تنخفض 300 متر تحت سطح البحر، فبالنسبة للاحتلال هي تشمل الجبال المشرفة عليها من منطقة الطيبة ورمون والنبي موسى.

وبين التفكجي أن للأغوار أهمية كبيرة لنا بسبب انخفاضها عن سطح البحر، فهي تشكل سلة الغداء للدولة الفلسطينية المستقبلية وبالإمكان الاستفادة من مساحاتها الشاسعة في إقامة مدن تستوعب اللاجئين العائدين من الشتات، وكان هناك مشروعا لإقامة 15 مدينة ابتداء من الجنوب للشمال، وكان خطأ من الأساس أننا لم نقم باستثمارها، لأن الاحتلال استولى عليها بسهولة نظراً لوجود قلة من السكان في مساحاتها الشاسعة كما هو الحال في سيناء.

مخططات الاحتلال جزء من مشروع القدس الكبرى الاستيطاني

وتابع: أكبر مدينة موجودة في الأغوار هي أريحا وهناك بعض القرى الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها مجتمعة عن 65 ألف فلسطيني مقابل 25 مستعمرة إسرائيلية موجود فيها 11 ألف مستوطن.

وأكد التفكجي أن الضم الذي تتحدث عنه حكومة الاحتلال حالياً لا يقتصر على المنطقة المنخفضة تحت مستوى سطح البحر بل يأتي في سياق مشروع "ألون" الاستيطاني الذي أقر عام 1967 ضم الأغوار ومنطقة القدس الكبرى بما يشمل منطقة النبي موسى وعين جدي وبرية بيت لحم والقدس وطوباس وبيسان شمال لتبقي تحت السيطرة الإسرائيلية الدائمة.

وقال التفكجي: بعد انتهاء حرب عام حزيران عام 1967 وضعت اسرائيل يدها على منطقة الأغوار بأكملها وحاولت استغلال مساحتها الشاسعة التي تبلغ مليون و600 ألف دونم أو ما يعادل 27% من مساحة الضفة الغربية، بمقدار ثلث الضفة.

وأشار التفكجي إلى المشكلة التي يواجهها أهالي الأغوار في العيش والزراعة وهي شح المياه، مبينا أن المياه تتوزع في الأغوار باتجاهي الشرق والغرب، ففي الشرق هناك مجموعة واسعة من الينابيع المائية الكبيرة والأحواض المائية الهامة التي يسيطر الاحتلال عليها بالمطلق من خلال حفر الآبار، ويسمح للفلسطينيين باستعمال بعض هذه الينابيع مثل نبع العوجا وعين السلطان والديوك، فيما يقوم بسرقة مياها بواسطة شركة مكروت الإسرائيلية ويبيعها للفلسطينيين هناك.

وقال: لدينا الحق باستخدام مياه نهر الأردن باعتبارنا شريك في حوضه أسوة بالأردن التي تستفيد من مياه بحيرة طبريا، والاحتلال يتذرع بالمخاوف الأمنية للاستمرار بالسيطرة الكاملة على الأغوار والبحر الميت للاستفادة منها اقتصاديا وسياحيا بشكل كبير.

التفكجي: نحن مقصرون جداً وليس لدينا استراتيجية واضحة لدعم الأغوار

وأضاف: لم يبدأ الاهتمام الجدي من قبلنا بالاغوار بها إلا عندما بدأت إسرائيل بترحيل البدو في الخان الأحمر وغيرها من المناطق، وكان يجب دعم سكانها اقتصاديا وزراعيا وليس ترك السكان في مهب الريح.

وقال: كان هناك خطأ استراتيجيا للسلطة الفلسطينية بعدم الاهتمام بالقضايا الزراعية والحجرية المتمثلة بالكسارات التي يستفيد الاحتلال منها اقتصاديا بشكل كبير جداً، وذهبنا بدلا من ذلك بالاهتمام بالوظائف العمومية، ونحن مقصرون جداً وليس لدينا استراتيجية واضحة، بل إن كل ما نقوم به هو إطفاء حرائق وردود فعل، ومن أجل الحفاظ على الأغوار يجب أن يكون لدينا استراتيجية واضحة.. هل نحن دولة اقتصادية زراعية أم نعتمد على المعونات الخارجية؟

التفكجي: مزارعو الأغوار تركوا وحيدين!

وحول المبادرات التي انطلقت مؤخراً لدعم المزارعين في الأغوار أشار التفكجي إلى أن هناك وكلاء للمنتوجات الإسرائيلية يعملون على ضرب المزارع الفلسطيني، ويغرقون الأسواق بمنتجات الاحتلال ومستوطناته، فيما يحصل المزارع الإسرائيلي على كافة أشكال الدعم من حكومة الاحتلال من تعويضات ومنح زراعية في حال تعرض لكارثة اقتصادية، ونحن اليوم نزيد افقار المزارعين واحباطهم من خلال التخلي عنهم وعدم الالتفاف حولهم ودعهم وتركهم وحيدين، ففي أواخر شهر رمضان ارتفعت درجة الحرارة بمستويات كبيرة في الأغوار ما أدى إلى تساقط ثمار الحمضيات فدعمت "إسرائيل" المستوطنين فيما لم نقم نحن بذلك.

هكذا سيكون حال سكان الأغوار بعد الضم

وبين التفكجي أن الاحتلال وضمن مخططاته، لن يمنح السكان الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية ولا حتى الإقامة الدائمة ولن يعطهم حقوق المواطنة الكاملة، وسيكونون رعايا بدون أي امتيازات اقتصادية، وستصادر جميع أراضيهم، فيما سيكون الدخول والخروج تحت سيطرة الاحتلال المطلقة من خلال بوابات تفتح وتغلق في أوقات محددة، لأن الاحتلال يخاف من أن تتزايد أعداد السكان في تلك المناطق بشكل كبير كما حدث في مدينة القدس التي زاد عدد سكانها من 70 ألف إلى 340 ألف نسمة حاليا، الأمر الذي يكلفهم مليارات الدولارات سنويا.

تصميم وتطوير