التنمية الاجتماعية تتعهد عبر وطن بتلبية كل الاحتياجات الطبية لذوي الإعاقة في ظل الجائحة

وطن تفتح ملف أوضاع المؤسسات الإيوائية في ظل الجائحة.. "الشبان المسيحية" لـ وطن: حصل إشكال كبير في قرار تسريح ذوي الإعاقة إلى بيوتهم.. وجمعية الإحسان ترد: قرارنا بني على رؤية طبية

19.05.2020 01:39 PM

وطن- وفاء عاروري: قالت شذى أبو السرور مشرفة المناصرة في برنامج التأهيل في جمعية الشبان المسيحية فرع القدس، لـ وطن، إنه كان هناك إشكال كبير في قرار تسريح ذوي الإعاقة من جمعيات إيوائية كانوا يتلقون فيها الخدمات يوميا وعلى مدار الساعة أحيانا.

وأوضحت أبو السرور أن عدد كبيرا من أهالي ذوي الإعاقة الذهنية بالأساس غير متقلبين لهم ولوضعهم، إلى جانب أن هناك جزءا من العائلات لا تعرف أساسا كيف تتعامل مع ذوي الإعاقة الذهنية.

جاءت استضافة وطن لأبو سرور، خلال حلقة من برنامج شد حيلك يا وطن الذي تنتجه شبكة وطن الاعلامية، وتقدمه ريم العمري، حيث تم تخصيص الحلقة لفتح ملف أوضاع المؤسسات الإيوائية وظروف ذوي الإعاقة في ظل الجائحة.

وكانت جمعية الشبان المسيحية في القدس أجرت دراسة حول قرار تسريح ذوي الإعاقة من دور الإيواء في ظل حالة الطوارئ وإعادتهم إلى بيوتهم.

أبو سرور: نحن بحاجة إلى مأسسة الخدمات

وقالت أبو سرور: نحن بحاجة لمأسسة عملية توصيل الخدمات لمستحقيها في هذه القضية، خاصة وأن عدد الجمعيات التي تقدم الخدمات لذوي الإعاقة الذهنية أو المركبة، قليل جدا، والقدرة الاستيعابية لهذه الجمعيات والمؤسسات أيضا قليلة مقارنة مع عدد ذوي الإعاقة الذين يحتاجون هذه الخدمات، إلى جانب أننا بحاجة أيضا إلى أن يكون هناك رقابة من الجهات المختصة على عمل هذه المؤسسات.

وأشارت أبو سرور  إلى أن ذوي الإعاقة الذهنية هم الاكثر تهميشا في فلسطين والعالم كله، وصوتهم غير مسموع، لهذا السبب أخذت الجمعية على عاتقها إيصال صوت هذه الفئة من المجتمع.

وقالت: عدد كبير من أسر ذوي الإعاقة الذهنية هي أسر فقيرة، ولا تستطيع تغطية احتياجات أبنائها المعاقين، بالإضافة إلى أن بعض احتياجاتهم الصحية لا يغطيها نظام التامين الصحي الحكومي، ولا حتى وزارة التنمية الاجتماعية، في كورونا ولا غيرها من الأوقات.
وأضافت:  كان يجب أن تتم دراسة الموضوع بشكل أعمق، وأن يتم عمل عصف ذهني من قبل كل الجهات المختصة من أجل ضمان تقديم الخدمات لذوي الإعاقة دون تعريضهم او تعريض الطواقم التي تعمل معهم لخطر الإصابة بالفيروس.

واوضحت أنه كان الاجدر بهذه الجهات أن تناقش أي تدابير أو إجراءات أو خيارات أخرى ممكنة،

وأكدت أبو سرور أن جزءا بسيطا جدا لا يتجاوز 10 عائلات من ذوي الإعاقة قالت نعم هؤلاء أبناؤنا ولدينا القدرة والامكانية بأن نتحمل مسؤوليتهم في ظل الطوارئ، أما بقية العائلات فإما لا تعرف، أو ظروفها الاجتماعية والاقتصادية لا تسمح.

وحول الظروف الاجتماعية لفتت أبو سرور أن عددا لا بأس به من ذوي الإعاقة، يعيشون مع مسنين أو زوجات أب، او الأم غير موجودة، أو لديهم مرضى في عائلاتهم، ولكن قرار التسريح أيضا شملهم ولم يستطيعوا فعل أي شيء إزاء ذلك.

وأكدت أبو سرور أن كل هذه الظروف دعت جمعية الشبان المسيحية من أجل دراسة أوضاع ذوي الاعاقة الذهنية في ظل جائحة كورونا، وبعد اتخاذ هذا القرار،  لرصد الاحتياجات، وتقديم توصياتها لكل الجهات المختصة والمسؤولة عن هذا الأمر.

وبينت أبو سرور أنه تم رفع توصيات الدراسة إلى الجهات ذات العلاقة، ولكن وزارة الصحة لم تحرك سكانا ولم ترد على هذه التوصيات.

التنمية الاجتماعية تتعهد بتلبية كل الاحتياجات

أما وزارة التنمية الاجتماعية فتعاملت بشكل إيجابي معها، حيث تعهد داوود الديك وكيل وزارة التنمية الاجتماعية خلال لقائه مع وطن، ان كل التوصيات سيتم دراستها.

وقال: نحن نتابع الدراسة باهتمام أول خطوة سنقوم بها هي توثيق كل الاحتياجات الطبية التي وردت بملحق الدراسة، وتلبيتها قريبا جدا.

وأضاف: وسنتستكمل العمل على بقية الاحتياجات من خلال تقديم الدعم المالي للعائلات التي لديها ذوي إعاقة ذهنية شديدة، لأن لديهم احتياج مالي كبير.

وحول قرار تسريح ذوي الإعاقة من دور الإيواء قال: كل القرارات التي اتخذت في ظل الجائحة بحاجة إلى إعادة تقييم، وسنتعلم الدروس من هذه التجربة.

وأضاف حول إجراء التسريح: نحن طلبنا أن يتم ترتيب الخروج للأشخاص الذين لديهم أسر قادرة على استقبالهم، أما من لا يوجد لديه أسر قادرة على استقباله من ذوي الإعاقة فليبقى في المركز، ويتلقى الخدمات منه، ولكن محافظ الخليل استبق الأحداث وقرر تسريح كل النزلاء من ذوي الإعاقة إلى بيوتهم.

جمعية الاحسان: سرحنا النزلاء بتوصية من كادرنا الطبي وبالتنسيق مع المحافظة

من جهته، قال سميح الدويك رئيس مجلس إدارة جمعية الإحسان لرعاية وتأهيل المعاقين، إن الجمعية رفعت توصية للمحافظ منذ اليوم الأول  من إعلان حالة الطوارئ، بتسريح النزلاء إلى بيوتهم، بناء على رؤية طبية وخوفا من تعريض حياتهم للخطر في ظل هذا الوباء.

وأوضح أن الجمعية تضم مركز إيواء ومدرسة تأهيل وتعليم، وهي عبارة عن ساحات وليس غرف منفردة لكل شخص، فقد يكون هناك  40 شخصا في ساحة واحدة، ولا يوجد إمكانية عمل بيئة عزل لهؤلاء الاشخاص، خاصة وأن مناعتهم قليلة وهناك خطورة عليهم في ظل الجائحة.

وقال: فور اعلان حالة الطوارئ في الخامس من آذار أجرينا اجتماعا مع كادرنا الطبي في الجمعية وأبلغونا باستحالة توفير عزل طبي للأشخاص في ظل الفيروس، لذلك تم أخذ قرار بتسريح النزلاء بالتنسيق مع محافظ الخليل، ورئيس اتحاد الجمعيات الخيرية.

وأضاف: وبناء عليه تم تسليم النزلاء لذويهم، مشيرا إلى أنه بعد يوم واحد صدر بيان من محافظ الخليل بتسريح النزلاء من كل دور الإيواء في المحافظة.

وقال: نحن وضعنا الجمعية بكادرها الفني والإداري تحت تصرف المحافظ، وتعهدنا بمتابعة ظروف ذوي الإعاقة من بيوتهم.

وأوضح الدويك أن الجمعية تضم 160 طالبا في مدرسة التعليم والتأهيل النهارية التي تقدم خدماتها لـ 4 فئات من ذوي الإعاقة إلى جانب 120 نزيلا متواجدون في مركز الإيواء ويتلقون خدماتهم ليلا نهارا.

وأشار الدويك إلى أن الجمعية أنشئت عام 1983 وتهتم بتأهيل وإيواء وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الاعاقة المركبة عقلية مع حركية، لافتا إلى أن هذا أحد شروط الدخول والإيواء لتقديم رعاية على مدار الساعة لهم.

وأكد دويك أنه كان من المستحيل إجراء حجر صحي على مدار شهور ولمدة زمنية غير معروفة، ل 80 شخص من كادر المؤسسة، إلى جانب 120 من ذوي الإعاقة.

ولفت الدويك إلى أن المؤسسة استمرت بتقديم خدماتها لذوي الإعاقة خلال السنوات الماضية رغم أنها تمر بضائقة مالية منذ عام 2018، نتيجة عدم تحويل مخصصاتها من وزارة المالية، عن اتفاقية شراء الخدمة لعام 2018.

مضيفا أن وزارة التنمية الاجتماعية لم توقع عامي 2019 و 2020 اتفاقية شراء خدمة مع الجمعية، ولكن رغم شح الامكانيات استمرت بتقديم الخدمات.

كما أوضح أن الجمعية قامت بتوفير أغطية وملابس وطرود غذائية ومعقمات ووجبات غذائية وغيرها خلال الطوارئ وإيصالها لذوي الإعاقة في بيوتهم.

وأكد الدويك أن كل النزلاء الذي تم تسريحهم بحاجة لكراسي متحركة مثلا أو أسرة طبية أو حتى فرشات هوائية طبية كما أن هناك نقص في الأدوية المتوفرة لذوي الإعاقة، موجها نداء لوزارة الصحة الفلسطينية بضرورة توفير أدوية الأعصاب لوجود شح كبير فيها.

من جهتها، تحدث أبو سرور عن قضية التأمين الصحي وإدراج الادوية المهمة لذوي الإعاقة في التامين الخاص بهم، وهي قضية يناضلون من أجلها منذ سنوات طويلة، مشيرة إلى أنه مطلوب من وزارة التنمية الاجتماعية أن تضغط لتحقيق مطالب ذوي الإعاقة في هذا الجانب.

وأكدت أبو سرور أنه في كل مرة يتم فيها المطالبة بتعديلات للقوانين والأنظمة الخاصة بذوي الإعاقة، تتدخل وزارة المالية وتوقف أي قوانين عليها تكلفة مالية، وهذا يجعل ذوي الإعاقة أكثر تهميشا وأكثر حاجة.

مناشدة من والدة 7 معاقين

وخلال الحلقة ناشدت المواطنة فاطمة موسى وهي والدة 7 أشخاص من ذوي الإعاقة، اثنين منهم منتمون لجمعية الإحسان و تم تسريحهم خلال فترة الطوارئ، الشؤون الاجتماعية وأهالي الخير، لمساعدتها في تجهيز وتأهيل بيتها ليكون مناسبا لذوي الإعاقة.

وقالت: لم أعان طيلة حياتي كما عانيت خلال هذين الشهرين في ظل وجود كافة أبنائي المعاقين في البيت، وعدم تأهيل مرافقه لتكون مطابقة لاحتياجتهم كذوي إعاقة، وعدم وجود ما يلزمهم من أجل بقائهم في البيت كل هذه الفترة.

وأضافت: لدينا ضغط شديد في البيت وهم بحاجة إلى رعاية كبيرة وأنا امرأة مريضة ووالدهم مسن يبلغ 78 عاما ولا أستيطع إعالتهم وتلبية احتياجتهم وحدي.

ولفتت موسى إلى أنها طالبت جهات مختلفة مرارا وتكرارا بتأمين أسرّة طبية لأبنائهم كي يساعدها ذلك في رعايتهم ولكن لم يتم تأمين الأسرة مع الأسف، رغم الوعودات المختلفة.

وأكدت موسى أيضا وجود نقص في أدوية ذوي الإعاقة فهي تحصل على بعض الأدوية من الصحة والبعض الآخر تلجأ لشرائه بالدين.

كما أوضحت أن أحد أبنائها المعاقين تجرحت قدميه وتورمتا، بسبب محاولته الوصول إلى الحمام "حبوا" ، مشيرة أنه لا يوجد لديها أي وسائل راحة في البيت لهم.

وتعقيبا على ذلك، قال الدويك: مطلوب أن يكون هناك خطة وطنية شاملة لرعاية ذوي الإعاقة من بيوتهم، مضيفا: منذ 4 سنوات وانا أنادي من أجل تجهيز نظاك عمل لتقديم الخدمة لذوي الإعاقة في بيوتهم، وعملنا على هذا البرنامج لفترة طويلة بالشراكة مع وزارة التنمية والاتحاد الاوروبي،

وختم الدويك بالتأكيد على وجود خطة لإدخال 47 نزيلا إلى الجمعية قريبا، وقد كان هناك اجتماع أمس (الإثنين) مع وزارة الصحة والمحافظة لهذا الهدف، متمنيا ألا يعرقل تصاعد أعداد المصابين في الخليل من تحقيق ذلك.

تصميم وتطوير