هاني المصري لـ وطن: القيادة لا تأخذ قرار الاحتلال بضم الأغوار على محمل الجد.. ونحن بحاجة للوحدة والمقاومة من أجل الوقوف في وجه هذه الخطة

10.05.2020 12:28 PM

وطن- وفاء عاروري: قال الكاتب والمحلل السياسي، هاني المصري لـ وطن، الأحد، إنه حتى الآن لم تأخذ القيادة الفلسطينية قرارات الاحتلال بضم الأغوار على محمل الجد، رغم أن الضم سيطبق بعد أسابيع قليلة فقط، وقد أعطي رئيس حكومة الاحتلال الصلاحية الكاملة من أجل ضم الأغوار مع بداية شهر تموز، متسائلا: فهل استعددنا نحن فلسطينيا لذلك؟  وقال: يجب أن نستعد كي نواجه، فهل القيادة مستعدة؟

وأضاف المصري خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تقدمه ريم العمري، عبر شبكة وطن الاعلامية: يكفي أن القيادة تقول إنها ستتخذ اجراءات بعد الشروع بالضم، ما يعني أننا ننتظر تطبيق القرار على أرض الواقع كي تكون اجراءاتنا رد فعل على هذا الضم، متسائلا: ماذا عملنا منذ ان تم الإعلان عن هذا القرار، هل اجرينا الاستعدادت اللازمة لمواجهة هذا التطور الخطير؟

وأضاف: القيادة تقول أنها شكلت لجنة واللجنة ستجتمع لدراسة القرار، ووضع خطط، ونحن نعلم انه في فلسطين إذا أردت أن تميت موضوعا فشكل له لجنة.

وأشار المصري إلى تصريحات الرئيس محمود عباس بأنه إذا تم تطبيق القرارات فإن القيادة ستلغي الاتفاقات هذه المرة، او أنها ستكون في "حل من الاتفاقيات"، الموقعة مع الاحتلال.

واعتبر أنه من ناحية الاجراءات، فإن "اسرائيل" قتلت كل الاتفاقيات الموقعة بيننا منذ زمن بعيد، وهي تتصرف على هذا الأساس، وعلى أساس أن الضفة الغربية أرض مسيطر عليها من طرفهم، وهو موقف تدعمه الولايات المتحدة الأمريكية.

وقال نحن كذلك: الانقسام لا يزال يفرقنا، والكل  الفلسطيني في خطر سواء كانوا حماس أم فتح أن غيرها، وخطة ترمب تستهدف الشعب والهوية والتاريخ، ورغم ذلك لا نزال متفرقين.

وأشار المصري إلى أن القيادة كانت تجتمع من قبل من أجل مناقشة مثل هذه القرارات، ولكن اليوم لا يوجد حتى اجتماعات لمناقشتها، والسبب هو شعور القيادة بالعجز عن المواجهة.

وأكد المصري أن الإدارة الأمريكية ستتطرف أكثر وأكثر بعد اليوم في قراراتها العنصرية تجاه الفلسطينيين، والسبب هو فشل ترمب في مواجهة كورونا في بلاده، بالتالي سيكون بحاجة إلى اسرائيل من أجل إبراز إنجازاته من جديد.

وأشار المصري إلى أن وزير الخارجية الامريكية سيزور "اسرائيل" الأربعاء المقبل، من أجل المضي قدما في تنفيذ هذه خطة ضم الأغوار، وسيضغط على الفلسطينيين من أجل قبول المفاوضات في الفترة المقبلة، والفلسطينيون يراهنون على سقوط ترمب بالانتخابات الأمريكية وعلى العامل الزمني في تطبيق القرار.

وأكد المصري لـ وطن أنه لو توفر الوعي والإرادة الفلسطينية، سنستطيع أن نواجه بالوحدة والمقاومة هذه الخطة، وإذا رأى الاسرائيليون أن هناك انتفاضة فلسطينية على الأبواب وأن الفلسطينيين توحدوا من اجل مجابهة خططهم فلن يصروا على تنفيذها.

وبين أن هناك عشرات الخطوات بإمكان القيادة الفلسطينية أن تتخذها من أجل الرد على هذه الخطط، منها تجريم الاستيطان عملا وتعاملا وتجارة واستثمارا، ومنها إلغاء وزارة الخارجية وتحويلها إلى  وزارة تعاون دولي، ونقل مهماتها للدائرة السياسية في منظمة التحرير، ونقل جزء من القيادة إلى الخارج.

وعقب المصري على مطالبة القيادة الفلسطينية بمؤتمر دولي من أجل مناقشة قرار الضم وكل القرارات الخاصة بالقضية الفلسطينية، بقوله: "على بال مين ياللي بترقص بالعتمة."

وأردف: لا توجد إمكانية لإقامة مؤتمر دولي يوقف الخطة الأمريكية، لأنه بالأساس يجب علينا بداية أن نجمع عناصر ضعط عربية ودولية تقف في وجه ترمب وخطته قبل الذهاب لمؤتمر دولي، سيما وأن الكثير من دول العالم غير راضية عن خطة ترمب وتنتظر رد الفعل الفلسطيني على هذه الخطة.

وأكد المصري بأن على القيادة أن تضع خططا منطقية وواقعية كي يصدقها الناس ويلتفوا حولها لأنه دون ذلك لن نستطيع ان نجابه الخطط الاسرائيلية الأمريكية لتصفية القضية.
 

تصميم وتطوير