وطن تفتح ملف الجامعات في ظل أزمة كورونا

د. عبد اللطيف ابو حجلة لوطن: 3 ملايين دينار لم نحصّلها من أقساط الطلبة ونمر بأزمة مالية صعبة

د. عماد ابو كشك لوطن : جامعة القدس ملتزمة بدفع 70% من راتب موظفيها حتى مطلع العام الدراسي الجديد

نقابة اساتذة وموظفي جامعة بيرزيت لوطن: لن نقبل أن يخصم من رواتب الموظفين وادارة الجامعة مسؤولة عن ادارة الازمة

نقابة اساتذة وموظفي جامعة القدس لوطن: نتفهم قرار الادارة بصرف 70% من الرواتب لكن نرفض المس بحقوق الموظفين 

وزارة التعليم العالي لوطن: الوزارة في تواصلٍ دائمٍ مع ادارة الجامعات ونضع هذا الملف على رأس سلم اولويات عملنا

وطن: مضت قرابة الشهرين على اعلان حالة الطوارئ في البلاد، والتي أعلن عنها في الخامس من اذار الماضي، وفور الاعلان عن الحالة أغلقت الجامعات والمعاهد الفلسطينية ابوابها امام الطلبة وموظفيها.

التقينا برئيس جامعة بيرزيت د. عبد اللطيف ابو حجلة في منزله برام الله وهو الذي أكد لوطن أن الجامعة وفور الاعلان عن حالة الطوارئ لم تقف مكتوفة الايدي واستأنفت التعليم عن بعد.

واعتبر رئيس جامعة بيرزيت ان اغلاق المدارس والجامعات هو قرار صائب في ظل حالة الطوارئ، موضحا أن الجامعة ومنذ ان تم اعلان حالة الطوارئ سعت الى اكمال الفصل الدراسي الثاني من خلال التعليم االكتروني مبيناً إقبال وتفاعل الطلبة على الرغم من وجود جملة من التحديات كعدم امتلاك كافة الطلبة لأجهزة الحاسوب ووجود مشاكل متعلقة بخط النفاذ وسرعة الانترنت والتي دفعت بالجامعة الى عدم أدراج علامات رقمية للطلاب أي اعتماد نظام ناجح راسب.

جامعة بيرزيت: 3 ملايين دينار لم نحصّلها من أقساط الطلبة ونمر بأزمة مالية صعبة

وبخصوص الوضع المالي للجامعة، قال أبو حجلة "إنه قد يكون من الصعب الاستمرار في عملية التعليم ان لم يكن هناك مساعدات مالية من قبل الحكومة او تبرعات خارجية حيث ان الجامعة تعتمد بشكل أساسي على اقساط الطلبة كمصدر مالي ".

وأشار ابو حجلة ان هناك حوالي 3 ملايين دينار لم تتمكن الجامعة من جبايتها حتى الان وهي عبارة عن رسوم التسجيل للفصل الثاني حيث تعتمد الجامعة نظام التقسيط والشيكات خلال الفصل.

وناشد ابو حجلة الحكومة بضرورة دعم التعليم العالي في فلسطين من خلال تخصيص جزء من المساعدات التي تقدم للحكومة لقطاع الجامعات اضافة الى ضرورة مخاطبة المانحين كالاتحاد الأوروبي والصناديق العربية.

واكد ابو حجلة ان هناك محاولات حثيثة لدعم الجامعة ماديا من خلال التواصل مع المانحين وأرسال رسائل لجمع التبرعات من الداخل والخارج  موضحا انه كان هناك تجاوب "متواضع نسيبا" كون جائحة كورونا القت بظلالها على كافة دول العالم.

ليست وحدها جامعة بيرزيت من دق ناقوس الخطر، فالحال ذاته تعيشه جامعة القدس في ابو ديس

جامعة القدس وبالرغم من الازمة الان انها كانت جاهزة لاستمرار العملية التعليمة من خلال الشبكة العنكبوتية بل ايضا كان لها بصمة في اختراع جهازٍ للتنفس الاصطناعي لمساعدة الحكومة في مواجهة "كورونا".

وأكد رئيس جامعة القدس ابو ديس د. عماد ابو كشك لوطن أن عملية التعليم في الجامعة لم تتأثر بشكل كبير جراء اعلان حالة الطوارئ وذلك بسبب وجود منصة الكترونية ( E class) حيث عملت الجامعة على انشائها وتطويرها منذ العام 2003 إضافة الى تدريب الكادر التعليمي على استخدامها من خلال إدراج مواد مسجلة عليها وعمل نقاشات تفاعلية مع الطلبة.

وقال ابو كشك إن الجامعة أغلقت أبوابها منذ اليوم الأول  لتسجيل إصابات بفايروس كورونا في مدينة بيت لحم كونه يوجد عدد لا بأس به من طلبة الجامعة هم من بيت لحم إضافة الى تشكيل خلية أزمة للتعامل مع الامور الطارئة.

وحول آلية سير عملية التعليم الالكتروني قال إن الجامعة أدرجت منذ اعلان حالة الطوارئ 19200 محاضرة مسجلة على المنصة الالكترونية اضافة الى اعتماد منصة "زوم" للتعلم عن بعد الى جانب منصة "اي كلاس".

ابو كشك: الجامعة ملتزمة بدفع 70% من راتب موظفيها حتى مطلع العام الدراسي الجديد

وأوضح ابو كشك أن الجامعة لم تتلق مخصصات التعليم العالي من الحكومة منذ عشر سنوات، كما أنها لن تعمل على تحصيل بقية رسوم التسجيل لطلبتها في هذه الازمة ما يضعها في وضع مالي حرج كباقي الجامعات الفلسطينية مبينا أن الجامعة تعتمد بشكل أساسي على رسوم الطلبة.

وأشار ان الجامعة وضعت خطة مالية لتجاوز المرحلة القادمة حيث التزمت بدفع 70% من رواتب موظفيها حتى السنة الدراسية المقبلة.

ودعا أبو كشك الحكومة الى ضرورة توفير مخصصات للتعليم العالي ضمن الموازنة العامة وليس في حالة الطوارئ فقط وذلك لحساسية هذا القطاع الذي يعاني من عجز حقيقي وضعف التمويل.

واكد انه تواصل مع وزير التعليم العالي كي يرفع صوت الجامعات لرئيس الوزراء حتى لا ينهار نظام التعليم العالي، ولغاية اللحظة لم يصل صوتنا بالشكل المطلوب وبالتالي قد تتخذ نقابة الجامعات اجراءات وستخوض نقاشات من أجل الإيعاز للحكومة بأهمية قطاع التعليم العالي.

جامعتا بيرزيت والقدس نموذجان لما آلت اليه الاوضاع في الجامعات والمعاهد الفلسطينية 

الصورة السوداوية التي تحيط بالقدرة المالية للجامعات دفعت بنقابات العاملين في الجامعات للتحذير من الانعكاسات السلبية على حقوق العاملين والموظفين في الجامعات 

نقابة اساتذة وموظفي جامعة بيرزيت: لن نقبل ان يخصم من رواتب الموظفين وادارة الجامعة مسؤولة عن ادارة الازمة

وقال أمين سر نقابة اساتذة وموظفي جامعة بيرزيت سامح ابو عواد لوطن، إن الجامعة وتماشياً مع الظروف التي فرضها فيروس كورونا اعتمدت نظام التعليم عن بُعد على الرغم من وجود جملة من المعيقات لدى الطلبة والاساتذة على حد سواء، كعدم توافر خدمة الانترنت لدى كافة الطلبة إضافة الى عدم تمكن الاساتذة من الحصول على كافة مسلتزمات التدريس نتيجة إعلان حالة الطوارئ وإغلاق الجامعة بشكل مفاجئ.

وفيما يخص دفع رواتب موظفي الجامعة أكد ابو عواد انه تم صرف رواتب الموظفين كالمعتاد.

وتابع "لا نتخوف من عدم دفع رواتب الموظفين و لن نقبل بأن يتم خصم اي شيء من الرواتب وذلك لأن الجامعة تعتمد على اقساط الطلبة التي دُفعت بالأصل، لذلك لن يكون هناك اي ازمة مالية للجامعة حتى نهاية الصيف كما ان الجامعة اعتمدت نظام الدورتين الصيفيتين من أجل جني الأموال بالدرجة الأولى، وليس لهدف أكاديمي بحت وخصوصاً في ظل الضغط الذي يتعرض له الطلبة جراء التعليم عن بعد، كما أكد ابو عواد ان التحاور بين الجامعة والنقابة مقتصر على بعض القضايا العالقة قبل الأزمة كموظفي العقود وغيرها.

واشار ابو عواد الى ان نقابة موظفي جامعة بيرزيت وبالتعاون مع اتحاد نقابات عمال فلسطين شكلت صندوق لدعم الأسر الفقيرة وعمال المياومة الذين تضرروا من حالة الطوارئ، مستنكرا في الوقت ذاته عدم وقوف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تجاه مسؤلياتها في تخصيص ميزانية خاصة بقطاع التعليم العالي داعيا إدارة الجامعة الى ضرورة مخاطبة الوزارة والمطالبة بمستحقاتها مع ضرورة إدراج قطاع التعليم العالي ضمن الموازنة العامة للحكومة وذلك لحساسية قطاع التعليم العالي والجامعات التي هي أساس النهضة في المجتمع.

نقابة اساتذة وموظفي جامعة القدس: نتفهم قرار الادارة بصرف 70% من الرواتب لكن نرفض المس بحقوق الموظفين 

بدوره اكد رئيس نقابة اساتذة وموظفي جامعة القدس مجدي حمايل لوطن أن النقابة تتفهم قرار ادارة الجامعة صرف 70% من رواتب العاملين فيها، لكنه حذر في الوقت نفسه من المساس بحقوق الموظفين.

كما اكد حمايل ان ادارة الجامعة تواصلت منذ اليوم الاول مع النقابة ووضعتها في صورة تطورات الاوضاع بخاصة فيما يتعلق بالازمة المالية وانعكاساتها على قدرة الجامعة في صرف رواتب العاملين فيها ، مشيرا في الوقت ذاته ان النقابة تتواصل بشكلٍ يومي من كافة الاطراف من اجل حماية استمرار العملية التعليمية .

كما طالب حمايل الحكومة بصرف المخصصات الخاصة بالجامعات والكليات والمعاهد لان من شأن ذلك ان يخفف من الاثر السلبية للازمة المالية على استمرار التعليم العالي في فلسطين .

وزارة التعليم العالي: الوزارة في تواصلٍ دائمٍ مع ادارة الجامعات ونضع هذا الملف على رأس سلم اولويات عملنا 

من جهته قال مدير التعليم الجامعي في وزارة التعليم العالي رائد بركات لوطن ان الوزارة على تواصل دائم مع الجهات التي يمكن ان تقدم يد العون لدعم قطاع التعليم العالي كالصندوق العربي للإنماء والمؤسسات الخيرية وبعض الحكومات خاصة وان الجامعات حاليا تعمل بمردود مالي شبه معدوم .

وأشار بركات ان هناك 51 مؤسسة تعليم عالي موزعة على المحافظات الفلسطينية، 19 منها هي جامعات وجزء آخر كليات جامعية وكليات متوسطة مبينا انه ورغم القيود المالية ورغم قيود الاحتلال التي تعيق عملية استيراد الاجهزة والمعدات وعملية استقدام النخب العلمية الا ان مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني في مستوى جيد و لها ترتيب عالمي .

واكد بركات إن وزارة التعليم والبحث العلمي وقبل حدوث أزمة فايروس كورونا كانت بصدد اعتماد نظام خاص بالتعليم الالكتروني يتيح عملية التعلم عن بعد في الداخل والخارج وذلك لنجاعة هذا النظام واعتماده في كثير من الجامعات.

وبين ان هناك تفاوتا بين الجامعات الفلسطينية في عملية التعليم الالكتروني وذلك حسب كل جامعة وامكانياتها  .وفيما يخص المساقات العملية طلبت الوزارة من الجامعات ان تؤجل الامتحانات فيها لحين انتهاء الأزمة وعودة الحياة لطبيعتها.

وأكد بركات ان وزارة التعليم تعمل وبشكل دائم على التواصل مع الجامعات وذلك من خلال تزويدها بنماذج خاصة من أجل متابعة سير العملية التعليمة فيها ومن ضمنها عدد المحاضرات التي تعقد ومدى تفاعل الطلبة مع عملية التعلم عن بعد.

ويرى خبراء انه حتى في حال انتهى أزمة " كورونا " في الوقت الراهن فإن انعاكساتها السلبية ستلقي بظلالها في المستقبل ليس فقط على التعليم العالي في فلسطين بل على كافة القطاعات ودون اي استثناء