الصالحي يدعو القطاع العام لامتلاك حصة كبيرة في الشركات الكبرى حتى يساعد في تمويل نفسه للانعتاق من التمويل الخارجي

وطن تحاور بسام الصالحي في قضايا العمال ولجان الطوارئ والوضع الاجتماعي

09.04.2020 02:02 PM

رام الله - وطن: دعا الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي في حوار مع شبكة وطن الاعلامية القطاع العام الى امتلاك حصة كبيرة في الشركات الكبرى حتى يتمكن من مساعدة نفسه في التمويل والانعتاق من التمويل الخارجي.

وقال الصالحي، خلال برنامج شد حيلك يا وطن، الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الاعلامية، وتقدمه الزميلة ريم العمري، إن هناك مبالغة كبيرة من المؤسسة الرسمية في إعطاء حركة فتح صفة مختلفة في التعامل مع أزمة كورونا، وطالب بأن تبقى هناك مسافة واضحة بين حركة فتح والسلطة الرسمية، لأن هذا الإصرار على أن يكون استغلال حالة الطوارئ لمصالح حزبية، لا يفيد أحدا بالمطلق، ويجب معالجته.

أين تجلى هذا الاستغلال؟

ووأوضح أن هذا الاستغلال تجلى في مظاهر عديدة، منها لجان الطوارئ التي يقودها أمناء سر حركة فتح في مختلف المواقع، وفي تعليمات المحافظين، وفي وسائل الاعلام الرسمية، كقناة فلسطين، وإذاعة صوت فلسطين، مشيرا إلى أن الاعلام الرسمي تحول كأنه إعلام لحركة فتح.

وعلق الصالحي بأن هذا التعامل وهذا الاستغلال لا يليق بمعالجة الجائحة ولا في رسم الأفق للمستقبل، ومشيرا إلى أن هناك جهدا مقدرا لنشطاء حركة فتح ونشطاء كل القوى في مختلف المواقع، إلى جانب النشطاء الاجتماعيين.

وقال: الجميع يشارك وبالتالي لا داعي لاظهار الجهد كأنه لحركة فتح، ولا داعي للمبالغة الكبيرة بهذا الأمر،  وضرورة ابقاء مسافة واضحة بين القوى والتنظيمات السياسية وبين المؤسسة الرسمية والاجهزة الامنية.

وقال الصالحي ان المهام الاكثر الحاحا هي القضايا الصحية، ويجب تعزيزها بافضل استثمار لطاقات الجهاز الصحي الحكومي والخاص والاهلي، وتنفيذ الاجراءات وضمان الالتزام بها من قبل المواطنين وهي مسؤولية الشرطة والاجهزة الامنية والحماية الاجتماعية، في مواجهة الاعباء المترتبة على الازمة ويجب مساهمة الجميع فيها ولكن في اطار المسؤولية الحكومية عن معالجتها، مشيرا الى ان الاجهزة الامنية هي المسؤولة عن حماية أمن وسلامة المواطنين.

ولفت الصالحي الانتباه إلى ما حدث في سلواد، حيث تم منع شركة الجنيدي من افتتاح مركز توزيع وسط وشمال الضفة، من قبل تنظيم حركة فتح في المنطقة التي نكن لها كل الاحترام فهي بلد الشهداء، ولكنه امر خاطئ وقد ينتكرر اذا لم يتم معالجة جوهر المسألة .

تشكيل لجنة طوارئ موحدة

وفي موضوع آخر، عقب الصالحي لـ وطن على الاجراءات التي تتخذها حركة حماس في قطاع غزة في هذه الفترة، بأنها تتعامل مع الأمر بفئوية عالية، كما أنه يظهر أحيانا وكأن هناك ارتياحا من قبل حماس للوضع الحالي، وكأنها مطمئة أن الوباء لن يصل غزة.

وطالب الصالحي عبر وطن أن يكون هناك لجنة طوارئ واحدة لمواجهة الوباء في غزة والضفة، كي تعطي مظهرا أفضل، وقال: "إذا كان هذا الأمر لم يوحد الشعب الفلسطيني متى وكيف سنتوحد؟"

طالب بتغيير لغة مخاطبة العمال

كما طالب الصالحي أيضا بتغيير لغة مخاطبة عمالنا في الداخل المحتل، لأنه المفردات التي تستعمل مع الطبقة العاملة في الداخل المحتل من قبل كثيرين غير لائقة، والعمال جزء لا يتجزأ من شعبنا، والوسيلة الوحيدة للحفاظ عليهم وعلينا هي بقناعتهمن ولا يجوز التعامل مع عمالنا وكأنهم سبب الوباء.

وقال الصالحي: وطالبنا أيضا اتحاد نقابات عمال فلسطين، وهم لديهم اقتطاعات شهرية من أجور العمال في الداخل المحتل، طالبناهم بتحمل مسؤولية العمال من خلال هذه الاقتطاعات، لأنه حان الوقت أن تصرف مستحقات هؤلاء العاملين لدعمهم.

ضمان الحماية الاجتماعية

وأكد الصالحي أيضا  على دعمهم للأولويات التي حددتها الحكومة، وهي الصحة والفقراء ورواتب الموظفين، مشيرا إلى ضرورة ضمان الحماية الاجتماعية إلى جانب الحماية الصحية لكل فئات شعبنا دون أي تمييز.

وأوضح الصالحي أن الحل الحل الاساسي للمشكلة يدار عبر القطاعات الحكومية الرسمية وليس من التمويلات الاخرى، مشيرا إلى أن التمويلات الاخرى تساند فقط، ويجب أن يكون هناك تمييز واضح بين الدور الرسمي والمبادرات الخيرية الأخرى.

وقال: "نحن محتاجون إلى تغيير في الدور العام، ما المانع أن القطاع العام وصندوق الاستثمار تذهب إلى امتلاك حصة كبيرة في شركات الامتياز الكبيرة التي تقدر أرباحها بالملايين ، وأن يكون لها حصة كبيرة فيها، مشيرا إلى أن الشركات الأكثر إدرارا للربح يجب ألا تبقى ملك للقطاع الخاص وحده."

دعوة إلى الاتحاد الأوروبي

وجدد الصالحي دعوته في هذا السياق للاتحاد الاوروبي للتراجع عن مطالبة المؤسسات بالتوقيع على عقود التمويل المرفقة بـ"قوائم الارهاب" المرفوضة جملة وتفصيلا من قبل شعبنا، داعيا إياه إلى تطوير مواقفه بما في ذلك بيانه الأخير بهذا الصدد، علما ان حزب الشعب طلب من مؤسساته وقف اي توقيعات على عقود التمويل.

وأكد الصالحي أن بيان الحزب يأتي في سياق أننا لا نزال في خطر جدي من وباء كورونا، وواضح تماما ان أي إجراء خاطئ في هذه المرحلة يمكن أن يجعلنا نخسر نتيجة كل الإجراءات الصحيحة التي سبقته، مقدرا الجهد الذي تبذله الحكومة ومؤسساتها للحد من انتشار هذا الوباء."

تصميم وتطوير