تبرعت بمئات آلاف الشواقل لصندوق "تراحموا" وحملات خيرية أخرى خلال الطوارئ

شركة الجنيدي تناشد عبر وطن وزير الاقتصاد ومحافظ رام الله لفتح "مركز توزيع وسط وشمال الضفة" في سلواد لضمان استمرار وصول منتجات الألبان للمواطنين

06.04.2020 12:50 PM

وطن- وفاء عاروري: ناشد مشهور أبو خلف، مدير عام شركة الجنيدي، نائب رئيس ملتقى رجال الأعمال بالخليل، خلال برنامج شد حيلك يا وطن الذي تنتجه وتبثه شبكة وطن الاعلامية، وتقدمه الزميلة ريم العمري، ناشد وزير الاقتصاد، خالد العسيلي ومحافظ محافظة رام الله والبيرة ليلى غنام، بالسماح لهم بفتح "مركز توزيع وسط وشمال الضفة" في سلواد، وهو مركز توزيع كبير تابع للشركة، ويتم من خلاله تزويد المحافظات الشمالية والوسطى باحتياجاتها من منتجات الألبان.

وأوضح أبو خلف أن بلدية سلواد ولجنة الطوارئ في البلدة، وتنظيم فتح، أمروا بإغلاقه مع إعلان حالة الطوارئ، وعليه قامت الشركة بسحب سياراتها من الفرع ونقلتها إلى المصنع في الخليل.

وقال أبو خلف "نناشد المسؤولين بحل هذه المشكلة من أجل خدمة منطقة الشمال بأريحية كاملة، مع العلم أننا نقوم باجراءات شديدة حفاظا على السلامة، وطرقنا أبواب عديدة من أجل إعادة فتح المركز ولكن لم تحل المشكلة إلى الآن".

وأشار أبو خلف إلى أن منتجات الألبان والحليب هي منتجات أساسية يجب أن تصل إلى كل بيت، داعيا الجميع إلى مساعدة مصانع الألبان، وتسهيل عملها من أجل ضمان الأمن الغذائي للمواطنين.

مئات آلاف الشواقل تم التبرع بها

وعن مسؤوليتها الاجتماعية في ظل حالة الطوارئ، أكد أبو خلف أن الجنيدي ساهمت منذ إعلان الطوارئ حتى اليوم بمئات آلاف الشواقل للمجتمع، حيث تم توجيه هذا الدعم للعائلات المعوزة والمتضررة من الإغلاق.

وقال: "اجتمعنا كرجال أعمال مع محافظ الخليل، جبرين البكري، وأنشأنا صندوق حملة "تراحموا" من أجل توفير الغذاء والطرود الغذائية للمواطنين والعائلات، وتبرعنا كشركة الجنيدي بما قيمته 300 ألف شيكل للحملة، حيث جمع الصندوق من 4 إلى 5 مليون شيكل من مختلف الشركات والأفراد."

وأضاف: "إلى جانب ذلك فقد مولنا لجنة الإغاثة في رام الله ولجان الزكاة وعدة حملات أخرى، ضمن مسؤوليتنا الاجتماعية."

تعمل بنصف الطاقة الانتاجية

وحول الظروف التي تعمل بها الشركة حاليا أكد أبو خلف لـ وطن أن المصنع يعمل بنصف الطاقة الإنتاجية التي كان يعمل بها قبل حالة الطوارئ.

وأضاف: نعمل بتقريبا 50% من العمال، وحجم سوقنا انخفض بنسبة 30%.

وبين أبو خلف أن هناك مشكلة كبيرة تواجهها الشركة حاليا، حيث تبذل قصارى جهدها لدعم صمود المزارعين الذي يوردون الحليب إليهم، مشيرا إلى أن توقف استلام الحليب من المزارعين سيتسبب بكارثة ليس فقط على مصانع الألبان وإنما على الاقتصاد الوطني ككل.

وقال: "خلال 30 سنة استطعنا تشجيع قطاع الحليب الفلسطيني، ومزارعنا الوطنية تغطي 80% من احتياجات سوقنا، وكنا حريصين على توفير هذا الحليب من أجل التقليل من التبعية الاقتصادية للاحتلال، والمساهمة في بناء اقتصاد فلسطيني مستقل."

900 طن حليب تم تخزينها حتى اليوم

مضيفا أن مزارع الحليب هي الحلقة الأضعف في السلسة، ولذلك ونحن في أحلك الظروف نأخذ كل كمية الحليب المتوفرة لديهم، ولهذا السبب فإن المصنع يخزن حتى الان 900 طن حليب لتصنيعها لاحقا، كي لا ينكسر المزارعون، ولكن إذا طال الإغلاق لأشهر، لن يكون هناك إمكانية لاستمرار العمل بهذه الآلية.

وأوضح أبو خلف أن 120 الف لتر حليب، يتم استلامها يوميا من المزارع، ويتم تصنيعها لمنتجات حليب طويل الامد، " 6 شهور" على الأقل.

لماذا تقرر تمديد صلاحية بعض المنتجات؟

وأكد أبو خلف أن قرار وزير الاقتصاد بتمديد صلاحية بعض منتجات الألبان، جاء بعد توجه الشركة إليه، وشرح المخاطر التي يواجهونها، والظروف التي يعملون بها، فتجاوب العسيلي بشكل إيجابي بتمديد صلاحية بعض المنتجات لمدة شهر آخر، أي لسبع شهور بدلا من ستة.

وأوضح أبو خلف أن هذا شيء طبيعي جدا، وبعض منتجات الألبان التي تصل سوقنا من الخارج مدة صلاحيتها 7 شهور، وهذا لا يؤثر على جودة المنتج بتاتا، وفي بعض الدول تكون مدة صلاحية هذه المنتجات  9 شهور.

وأكد أبو خلف أن الشركة تتحمل المسؤولية الكاملة عن جودة وصلاحية هذه المنتجات، خاصة وأن مختبراتهم تفحص هذه الامكانية باستمرار، وفترة صلاحية هذه المنتجات هي أطول بكثير من الـ 7 شهور.

إرباك يومي

وحول الظروف التي يعمل وينتج بها المصنع، بين أبو خلف أنهم في حالة "إرباك يومي"، ويوميا لديهم الكثير من المشكلات التي يقومون بحلها.

وقال:  "نمر بظروف عمل لم تمر علينا مسبقا، فهذا ظرف نواجهه لأول مرة، نحن نعتمد في عملنا على الحليب الطازج الذي يجب علينا أن نحضره من المزارع يوميا، ونصنعه ثم نسوقه في فترة قصيرة جدا، كما أننا نقوم بجلب العمال من بيوتهم للعمل، وبعضهم من خارج مدينة الخليل."

وأضاف: لدينا 100 سيارة تقوم بتوزيع منتجاتنا على مختلف المحافظات، بينها المناطق التي يكون فيها إغلاقات، والتي تكون فيها الحركة صعبة جدا رغم أن الاجهزة الامنية تحاول مساعدتنا.

احتياجات المواطنين اختلفت واجراءات السلامة مشددة

وبالنسبة لاحتياجات المواطنين من منتجات الألبان، أكد أبو خلف أن الاحتياجات اختلفت، وأصبح التركيز على الأصناف الأساسية، كالجبنة والحليب واللبن الرايب، في حين توقفت الكثير من الأصناف غير الأساسية.

  وحول إجراءات السلامة والوقاية، بين أبو خلف أن مصانع الالبان من الأساس تقوم بعمليات سلامة ووقاية شديدة قبل الكورونا، ووجود وانتشار فيروس كورونا جعلها تصبح أكثر تشددا.

وقال: " الزيارات ممنوعة بشكل كامل، وكل شخص يدخل المصنع لعمل رسمي يخضع لعمليات تعقيم وقياس حرارة، والعمال مفصولون تماما عن غيرهم، الآلات يوميا يتم تعقيمها."

وأضاف: "اتخذنا اجراءات شديدة جدا في التعامل مع الموردين، فلا يمكن أن تدخل سيارة إلا وتعقم بالكامل، وأي سائق يبقى في سيارته ويكتفى بنقل البضائع والمنتجات من وإلى السيارات، ومنعنا كل الزيارات والتجمعات ونظمنا استراحة العاملين وفق ما يتطلب الأمر وحتى الصلاة تتم بشكل منفرد."

رسالة إلى الحكومة

ووجه مدير عام شركة الجنيدي عبر وطن رسالة للحكومة الفلسطينية، وقال " الحرص على صحة الناس يجب أن يرافقه حرص وانتباه لصحة اقتصادنا الفلسطيني، ويجب أن يكون هناك خطط مدروسة وحيكمة جدا، لأنه سيكون هناك كوارث اقتصادية في الفترة المقبلة إذا طال الإغلاق."

داعيا المواطنين إلى الالتزام بقرارات الحكومة من أجل كبح جماح هذا المرض والسيطرة عليه، كي تعود الحياة إلى طبيعتها قريبا كما كانت.

 

تصميم وتطوير