من الصين.. الناجي الفلسطيني الأول من كورونا يتحدث عبر وطن عن إصابته بالفيروس وسبل علاجه وينصح بعدم الاستهانة بالأمر ودعم المصابين نفسيا

17.03.2020 03:21 PM

وطن- وفاء عاروري: "هذا فيروس لا يستهان به، وعلى الجميع أخذ الأمر على محمل الجد واتباع كافة سبل الوقاية من المرض".

بهذه الكلمات علق الناجي الفلسطيني الأول من فيروس كورونا، محمد أبو ناموس، على إصابته بفيروس كورونا، والأوجاع التي شعر بها خلال فترة المرض، داعيا المواطنين الفلسطينيين، إلى عدم الاستهانة بالفيروس ومحاولة دعم المصابين نفسيا قدر المستطاع.

وأوضح أبو ناموس أن المعركة مع الفيروس هي نفسية بالدرجة الأولى، وإذا استطاع المريض إقناع نفسه بأنه سينجو من المرض فسيفعل، أما إذا استسلم للمرض، فسيُدرج بعد فترة قصيرة على قائمة الوفيات، لا قدر الله.

أبو ناموس الذي سافر من غزة إلى الصين وتحديدا إلى مدينة ووهان، قبل عام ونصف من أجل استكمال دراسته، أكد لـ وطن أنه ذهب برفقة مجموعة من أصدقائه العرب في زيارة لمدينة جوانزو الصينية في فترة إجازة ما بين الفصلين الدراسيين.

انتقل إليه المرض من صديقه

وخلال الزيارة، ظهرت الأعراض على أحد أصدقائه الذي كان يرافقه، ما دعا إلى ضرورة إخضاعه للحجر الصحي، من اجل التأكد من عدم إصابته بالفيروس، وكونه تعامل مباشرة مع أحد المصابين بهذا المرض.

وبالفعل دخل أبو ناموس إلى الحجر الصحي ي الثامن والعشرين من يناير، لتظهر الفحوصات الطبية بعد أيام إصابته بالفيروس، وتبدأ الأعراض بالظهور عليه.

وأوضح أبو ناموس لـ وطن أن إصابته قدرت من قبل الأطباء بالمتوسطة، واستمر في الحجر الصحي للمصابين، حتى التاسع عشر من فبراير، ثم نقل إلى الحجر الصحي للمتعافين حتى الخامس من آذار الحالي.

أعراض متباينة في خطورتها

يقول أبو ناموس، بالنسبة للأعراض، فهي مختلفة من شخص إلى آخر، وهناك أشخاص أصيبوا ولم تظهر عليهم الأعراض بتاتا.

ويضيف: "شخصيا أصبت بارتفاع حاد في درجة الحرارة، وصلت درجة حرارتي "39.5"، مع ألم في الرأس وضغط على العينين، والتهابات في الجيوب الأنفية، وشعور بأن هناك كتلة غبارية في الانف، وجفاف بالفم والحلق، مع سعال حاد وجارح للصوت، وطنين في الاذنين."

وأوضح أبو ناموس أن المريض يشعر بأن هناك وزن ثقيل على الاكتاف والرقبة، وانتفاخ في الغدد الليمفاوية، وألم شديد في الحنجرة، وقشعريرة، وإنهاك عام في الجسم."

وعن الأجهزة الحيوية، قال: يشعر المريض بالفيروس من الدرجة المتقدمة، بألم في الكلى والكبد والرئتين وضغط على القلب."

كيف تماثل للشفاء؟

وأكد أبو ناموس أنه كان يتلقى 4 أنواع من العلاج، وهي العلاج بالعقاقير، والعلاج بالتغذية والعلاج النفسي والعلاج من خلال ممارسة الرياضة والراحة والنوم."

وعن العلاج بالعقاقير، يقول: "كان عبارة عن 8 أصناف كل مريض له علاجه الخاص وفقا لحالته، والأعراض التي تظهر عليه، وحالته البدنية ومدى خطورة الإصابة، وتحاليل الدم وغيرها."

ويضيف: كما كانوا يعطوننا بعض الأعشاب الصينية من خلال عقاقير، إلى جانب التغذية والمأكولات الصحية، كالحليب والمكسرات وغيرها."

ويؤكد أبو ناموس لـ وطن أن كل العلاجات كانت وظيفتها الأولى والأخيرة هي علاج الأعراض، والتحد من نشاط الفيروس في الجسم والعمل على تقوية الجسم ومنع الجهاز المناعي من الانهيار."

ويشرح أبو ناموس أن مشكلة هذا الفيروس هي طول مدة حضانته، وظهور الاعراض عند الشخص فجأة ودفعة واحدة، ما قد يتسبب للمريض بالإغماء او الموت مباشرة.

في الصين.. الأزمة شارفت على الانتهاء

وأكد أبو ناموس أن نسبة الشفاء من الفيروس، أكبر بكثير من نسبة المتوفين بسببه، وهذا يحدده المريض بقراره، إما ان يستسلم او ينجو.

وقال أبو ناموس إلى أن الازمة في الصين انتهت كليا، ونحن على أبواب إعلان الصين انتهاء الازمة، وانتصارها على الفيروس وفتح أبوابها لكل الوافدين والقادمين مع اخذ سبل الوقاية.

كما أوضح أنه في مدينة ووهان تم اغلاق 18 مشفى ميدانية للحجر، إلى جانب اغلاق مشاف كثيرة كانت مخصصة للمصابين بفيروس كورونا، مشيرا أن الصين حاليا أصبحت تقوم بحجر كل من يأتي من الخارج، لحماية نفسها.

رسالة إلى الفلسطينيين

ووجه أبو ناموس رسالة عبر وطن لكل مواطن فلسطيني قائلا: إذا نجوت من المرض، قد تساهم بشكل كبير بان تجعل جماعة كبيرة تنجو منه، وهذا الامر فيه مسؤولية اجتماعية كبيرة، وليست مسؤولية فردية."

وأضاف: شعبنا واعي ومثقف وقادر على تجاوز الفيروس، ولكن يجب الابتعاد عن الاستهزاء بالمرض والاخذ بعين الاعتبار ان الإصابة بالفيروس ليست وصمة عار على المصاب، والاصابة قد تجعل الانسان أكثر خبرة وأكثر اطلاعا على تجربة مختلفة ونادرة في حياته."

قد تكون فرصة ثمينة!

وأوضح أن هذه المرحلة هي أيضا فرصة من اجل فتح المجال للشباب للابتكار والإبداع سواء كان في مجال سبل الوقاية وسبل التعامل مع هذا المرض، أو حتى في إيجاد علاجات ولقاحات له.

ودعا أبو ناموس عبر وطن إلى تسليط الأضواء بشكل كبير على جميع المبادرات التي تقدم للعائلات المستورة والمتضررة من الفيروس، وعلى أية أفكار يخرج بها المواطنون من اجل مكافحة المرض، من اجل بعث الامل في النفوس.

وختم بأن على الجميع ان يكون على قدر من المسؤولية، فهذا المرض خطير ولكن نسبة الشفاء منه كبيرة وإذا استمررنا بالقلق سنموت بفيروس القلق وليس بفيروس كورونا.

تصميم وتطوير