أحد المتهمين: أحضروا زوجتي وهددوني باغتصابها .. وعائلة الغروف لوطن: هناك أياد خفية

وطن تتابع والرأي العام يسأل .. من قتل رائد ؟؟

02.03.2020 04:51 PM

رام الله – وطن: إفادة تقشعر لها الأبدان أدلى بها عصام الناجي أحد المتهمين بقتل الشاب رائد الغروف قبل نحو عامين، تستدعي التحقيق في كل حيثياتها لكشف حقيقة ما جاء فيها، وخصوصا فيما يتعلق باتهامات مباشرة وبالأسماء لوكلاء نيابة ومحققين، باستخدام أفظع أشكال وأنواع التعذيب الجسدي والنفسي، وفبركة الحقيقة وتلفيق التهم، وفقا ما جاء على لسان المتهم.

وتحدث الناجي الذي كان يعمل في أمن فندق الميلينيوم سابقا، على مدار ساعتين ونصف الساعة عن صنوف مختلفة من العذابات تعرض لها داخل أقبية التحقيق، أمام هيئة الجنايات في محكمة بداية رام الله، ونسرد هنا بعضا مما جاء على لسانه:

- في العاشر من شهر آذار عام 2018 أي بعد وقوع الجريمة، اتصلت بي مباحث رام الله واستدعتني لمعرفة برنامج الموظفين كوني مسؤولا عن الأمن في الفندق أي برنامج الدوام كما قال، وبعد وصولي تفاجأت بمصادرة أغراضي الشخصية وادخالي في غرفة مساحتها قرابة المتر مربع، مردفا : "المباحث كبلوني وشبحوني بشباك الغرفة، وبدأوا اتهامي بالجاسوسية وبيع الاراضي لاسرائيل والعمل مع محمد دحلان واللواط واسقاط فتيات، كما قاموا بتعصيب عيناي وبدأوا بضربي على صدري بالبرابيج وتمزيق ثيابي ولكمي على مناطق حساسة، كما قاموا بمنعي من استخدام الحمام واجباري على التبول على نفسي، وضربي على منطقة المثانة، اضافة لحرقي بالسجائر على جسدي" ، مشيرا للقاضي الى آثار ندب على جسده.

- بعد 3 ايام من الضرب والتعذيب على مدار 22 ساعة يوميا، جاء وكلاء نيابة "وطن تتحفظ على ذكر أسمائهم لاعتبارات قانونية"  وأمروا بتحويلي الى سجن الجنيد بعد شتمي بألفاظ نابية، وعند وصولي هناك، نظموا لي ممرا شرفيا، مردفا: "قرابة الخمسين عسكريا بدأوا بلطمي من جهة الشمال واليمين مع كل خطوة أخطوها" وبدأ بالبكاء داخل أروقة المحكمة).

وتابع "في سجن الجنيد وضعوا على رأسي قناعا منقوعا بالمياه العادمة، ودعسوا على رأسي بالبساطير بطريقة وحشية"، مضيفا "وضعوا حبلا وربطوه في عنقي وقدمي وهي ملتوئه، واذا قمت بتحريك رجلي أخنق نفسي أو أقع على رأسي، كما قاموا بتجريدي من ملابسي وضربي بأسلاك الكهرباء والبرابيج والعصي".

واضاف "أثناء وجودي في الجنيد بدأوا باتهامي بقتل رائد الغروف فرفضت الاتهام، فألقوا المياه العادمة على أرض الزنزانة ووضعوا سطلا ممتلئا بالمياه العادمة على رأسي، وقلت لهم لا اعرف رائد الغروف شخصيا كونه يعمل في الشفت المسائي وانا أعمل في الصباحي، فردوا بشكل واضح وصريح: بدك تلبس القضية والافادات جاهزة وما عليك الا أن توقع عليها، وفي حال رفضك ستموت بين اجرينا زي الكلب زي ما مات ابو العز حلاوة بين صرامينا".

واضاف " وكلاء نيابة جائوني الى مقر سجن الجنيد ودخلوا الزنزانة وبدأوا بشتمي، وبعدها أدخلوني الى أحد المكاتب وقام أحدهم بضربي بصوبة كهربائية كانت موجودة في المكتب، حيث قالا لي: "ستوقع على الأقوال والا سندخل الى بيتك ونذلك بزوجتك وهذا وعد علينا، ومن ثم أعادوني الى الجنيد وبقيت قرابة 30 يوما على هذا الحال".

واضاف "كثفوا العلاج لي كي تذهب آثار التعذيب من أجل تحويلي الى رام الله، وبعدها بفترة جرى تحويلي مرة أخرى الى مباحث رام الله، فجاء وكلاء نيابة، وأدخلوني الى غرفة مظلمة وبدأوا بضربي فانهرت تماما من شدة التعذيب، فقال أحدهم: "دواه في زوجته".

وتابع "أخذوني مرة أخرى الى النظارة، في تمام الساعة الواحدة فجرا أدخلوني الى غرفة ووجدت وكلاء نيابة فيها وقالوا لي ستوقع على كل شيء أم لا، فرفضت ذلك، قالوا لي ستلبس القضية، وبعد قليل أدخلوني على غرفة أخرى وتفاجأت بوجود زوجتي مكبلة اليدين ( وبدأ بالبكاء)، وقالوا لي : هاي مرتك سنضعها شريكة في الجريمة ونوقع بأبنائك اذا لم توقع على الأوراق، قلت لهم : لعند زوجتي وبس أنا جاهز أوقع على ايش ما بدكم، فقالوا لي: لو ما كنت بدك توقع كنا سنجلب شخص ليمارس مع زوجتك أمام عينيك."

واضاف ان "وكيل نيابة طلب مني أن أعترف على سامح نصر الدين وهذا ما حدث على أرض الواقع، ووافقت ووقعت على جميع الأوراق رغما عني"، مؤكدا أنه لم يشترك في جريمة مقتل الغروف نهائيا.

الشلة لوطن : هناك الكثير من المعطيات تثبت ما جاء على لسان المتهم

وقال المحامي أمجد الشلة نيابة عن محامي الدفاع عن المتهمين إن الكثير مما جاء على لسان المتهم تقشعر له الأبدان، واللسان يعجز عن وصف ما ذكره وخصوصا في تعرضه لتعذيب وحشي، مردفا : نأسف كفلسطينيين .. كنا نأمل أن نكون نموذجا يحتذى به لاحترام الكرامة الإنسانية، هناك الكثير من المعطيات تثبت ما جاء على لسان المتهم جراء تعرضه للتعذيب وكيف تم تلفيق الاتهام له والمتهمين الآخرين، وبالتالي اعتقد أننا أمام كارثة تمس العدالة في فلسطين.

ووجه رسالة عبر وطن، قائلا "نطالب بضرورة الحد من امتهان كرامة الانسان في الوطن وضرورة خضوع الجهات الأمنية للرقابة، علما ان المتهم ذكر تجاوزات خطيرة ممن ذكرهم من وكلاء نيابة" مشيرا إلى أن المحكمة رفعت الجلسة لمدة 5 دقائق لاعطاء راحة  للحضور من جراء هول ما سمعوا من مذلة واهانة.

وطالب الشلة بأن يكون هناك وقفة جدية لمعرفة من وراء هذه الجريمة.

والد المغدور الغروف لوطن: هناك أياد خفية في القضية ...

وفي السياق ذاته، قال وليد الغروف والد الشاب المغدور لوطن إن  "هناك أياد خفية في القضية وكل فلسطين تتحدث عن هذا الأمر". مردفا " في ناس بتغطي على ناس".

وأضاف "نحن غير مقتنعين بالطريقة التي حدث بها القتل وفق الرواية الرسمية، لكن في النهاية القضية بين يدي القضاء ونحن ننتظر من القضاء والنيابة كشف الحقيقة. "

وكان في الثالث من آذار الماضي من العام 2018 عُثر على جثة المغدور الغروف (22 عاماً) بساحة فندق الميلينيوم الذي كان يعمل به في مدينة رام الله.

يشار إلى أن وطن أعدت عددا من التقارير حول القضية، للاطلاع عليها اضغط هنا ..

لذلك يبقى السؤال من قتل رائد في قضية ستفجر الرأي العام وخصوصا بعد الشهادات الأخيرة التي حكما ستغير مجرى التحقيقات، لاسيما في ظل اتهامات واضحة وصريحة لأياد خفية في القضية وانتزاع اعترافات تحت الضغط والتعذيب.

 

تصميم وتطوير