المحلل هاني المصري لوطن: نحن في حالة مراهنة وانتظار للانتخابات الاسرائيلية وغانتس قال انه سينفذ "صفقة القرن" بتوافق دولي

رام الله - وطن: توقّع الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، ان لا يكون هناك اي تغيير جوهري في نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي تجرى للمرة الثالثة خلال عام ، الا أذا حدثت مفاجئة وحصل الليكود ومعسكره على 61 مقعدا ما يعني تشكيل حكومة يمينة متطرفة ستمضي بما قامت به حكومة نتنياهو منذ توليه سدة الحكم عام 2009 وحتى الان، من خلال سياسات اكثر تطرفًا وعنصرية، بعد ان طُرحت رؤية ترامب التي أعطت لنتنياهو كل شيء ولم تعطِ الفلسطينيين أي شيء.

وفي المقابل، تبدو نسبة نجاح غانتس وحزبه ضعيفة، خاصة ان غانتس لا يريد ان يعتمد على القائمة المشتركة، ما يعني انه لا يوجد له اي فرصة بالنجاح، واحتمالية تشكيل حكومة وحدة من الليكود وحزب ازرق-ابيض، صعبة ايضا في ظل تبادل الاتهامات والتجريح الشخصي، حسب المصري.

ورجح المصري خدلال حديثه لبرنامج "شد حيلك يا وطن " الذي تقدمه ريم العمري ان يكون السيناريو الاكثر احتمالية هو الذهاب الى انتخابات رابعة، مشددا على انه من المبكر الاحتفال بسقوط نتنياهو، فهو لايزال القائد الاكثر شعبية في اسرائيل رغم قضايا الفساد.

وحول التصويت للقائمة المشتركة قال المصري ان ذلك ينضوي على مخاطر عدة ابرزها انه يعطي شرعية لاسرائيل ويوهم ان هناك ديمقراطية حقيقية في دولة الاحتلال، مشددا على ان عدم التصويت بدون وجود بدائل يعني ترك الناخب العربي للذهاب للتصويت للاحزاب الصهيوينة او الجلوس في البيت، وبالتالي فأن المقاطعة تقوي النظام السياسي الاسرائيلي.

واوضح المصري " من المهم أن ننظم أنفسنا خارج الانتخابات، لان هذا المجتمع لن يتغير من الداخل،  فنظام الامتيازات العنصري يعطي صلاحية اكبر للاسرائيلين بالتالي لن يتخلو عنها بسهولة"، مشددا على ضرورة العمل لاسقاط نتنياهو لانه الاكثر خطرا ولديه خبرة، ولكن دون التعويل على غانتس والتوصية له كماحدث في المرة الماضية.

وعن الموقف الرسمي السياسي القوي الرافض لـ"صفقة القرن" قال المصري ان ذلك الموقف ظل موقفاً معلقاً في السماء، وهذا شيء خطير، موضحاً "لايكفي اننا ضد الصفقة، لم يتم اتخاذ اجراءات ضرورية، سواء على مستوى الوحدة الوطنية ومقاطعة الاستيطان شكلا وتعاملاً وتجارة واستثمارًا، والحديث عن الانفكاك الاقتصادي وحده لايسمن ولايغني من جوع" مشيرا الى ان سياسة الانتظار وتجنب المجابهة الحقيقية هي ما تميز السياسة الفلسطينية الرسمية.

واوضح المصري ان غانتس قال ان سينفذ "صفقة القرن" بتوافق دولي، بالتالي هذا يعطي هامش من الوقت والمناورة، ولكنه كمن يدس العسل بالسم، ونحن صدقناه لاننا نريد مسار سياسي ومفاوضات،ولا نؤمن الا بالمفاوضات، في حين المطلوب هو  اعادة لملمة عناصر القوة الفلسطينية التي خسرناها بالجري وراء المفاوضات.

 

الصحفي محمد وتد لوطن: لو نجح نتنياهو ستكون حكومته ضيقة وغير قابلة للحياة وعرضة للابتزازات

وعبر الهاتف نقل محمد وتد الصحفي والناشط السياسي من الداخل المحتل، صورة الوضع مع فتح صناديق الاقتراع صباح اليوم، وقال: ان هناك اهتماما منقطع النظير بهذه الجولة الانتخابية خلافا للانتخابات السابقة، فنسب التصويت ستكون مرتفعة، في ظل اهتمام جماهيري بضرورة التصويت والمشاركة وتثبيت الوجود العربي وتحدي السياسات الاسرائيلية، فالتصويت سيكون على مستقبل القضية الفلسطينية.

واضاف وتد ان ما يميز هذه المرة من الانتخابات هو  تقديم لوائح ضد نتنياهو، وان الانظار تتجه الى 17 من اذار المقبل، حيث ستكون الجلسة الاولى للاستماع للوائح الاتهام المقدمه ضد نتنياهو، لافتا الى ان كافة استطلاعات الرأي تشير الى استحالة تشكيل حكومة بالتركيبة الحالية للاحزاب والتحالفات الحزبية في الخارطة السياسية الاسرائيلية بمعزل عن القائمة المشتركة.

وتابع وتد، "نتنياهو يراهن على انشقاق في ازرق- ابيض وتحالف العمل، لكن هذا التعويل والاخبار التي نشرها نتنياهو باعتقادي هي اخبار كاذبة ومحاولة لاستمالة الناخب اليهودي للتصويت له، فهذه المعركة على مستقبل نتنياهو السياسي والشخصي".

وقال، حتى لو نجح نتنياهو بتشكيل حكومة ستكون حكومة ضيقة واستبعد ان تكون قابلة للحياة وستكون عرضة للابتزازات، فنتنياهو ابدع بتأجيل الملف الفلسطيني لكن على ما يبدو ان المجتمع الاسرائيلي والاحزاب السياسية ستصطدم بقوة في القضية الفلسطينية، وخصوصا ان الادارة الامريكية نشرت ما تسمى "صفقة القرن".

واوضح وتد "اذا وصلت نسب التصويت لفوق 65% من غير المستبعد ان تحقق القائمة المشتركة انجازا بـ15 او 16 مقعدا، ويبقى السؤال كم ستكون نسب التصويت في المجتمع الاسرائيلي." مضيفا "ستكون النسب مرتفعة للقائمة المشتركة هذه المرة، فهي أثبتت نفسها في المشهد الانتخابي الاسرائيلي، وهذا سيكون يوم الحسم بمايتعلق بالقائمة المشتركة وستعزز قوتها."