مسلحون لوطن : سنضرب من حديد إن لم تنفذ مطالبنا

كاميرا وطن في قباطية ... ما الذي يجري ؟؟

21.02.2020 10:28 PM

جنين – وطن: تعيش بلدة قباطية في محافظة جنين منذ ثلاثة أيام، حالة حزن وغضب شديدين، يتجلى باطلاق شبان مسلحين الرصاص في الهواء وعدم مغادرتهم شوارع البلدة، عقب مقتل الطفل صلاح زكارنة "15 ربيعا" الذي ما زالت دماؤه ظاهرة للعيان على أرض شارع الشهداء مدخل البلدة.

واكد الشاب شادي زكارنة وهو شاهد عيان على ما جرى في قباطية قبل ايام لوطن أنه كان على بعد ثلاثة أمتار من الطفل أثناء اصابته ورأى ما حدث قائلاً "صلاح أصيب برصاصة أطلقت من قبل الأجهزة الأمنية" مضيفاً "قرابة الساعة 7:30 مساءً اندلعت مواجهات بين الشبان والأجهزة الأمنية، حيث قام الشبان برشق الأجهزة بالحجارة لكن صلاح كان واقفا في الخلف ولم يشارك في رمي الحجارة".
وأضاف "كان الشباب وعناصر الأجهزة أمام بعضهم البعض والرصاص جاء من الناحية التي يتواجد بها عناصر الأجهزة الأمنية نحو المتظاهرين".
والد صلاح لوطن : أطالب بإقالة المحافظ وجمع الأسلحة
طاقم وطن توجه الى منزل الطفل زكارنة وسط البلدة والتقى والده وأفراد أسرته، الذين طالبوا بإقالة محافظ جنين أكرم رجوب ومحاسبة مطلق الرصاصة التي قتلت صلاح، ووقف جميع أشكال الفلتان الأمني في قباطية التي يكون ضحيته المواطن.
وقال والد الطفل صلاح "الرصاصة التي قتلت ابني هي رصاصة كلاشينكوف كما أكد الأطباء في مستشفى نابلس" مردفا "كان المسلحون يطلقون الرصاص في الهواء احتفالا بتحرر أحد أسرى البلدة من فوق الجبل على بعد قرابة الكيلو متر من دوار الأقصى أي المكان الذي أصيب قربه ابني، ومن المستحيل أن تكون الرصاصة قاتلة بهذه المسافة البعيدة".
وأشار الى أن مواطنا من بلدة قباطية حاول سحب ابنه صلاح بعد اصابته، فقاموا باطلاق الرصاص عليه وهو ما زال جريحا في المستشفى وحالته خطرة.
وطالب والد صلاح بمحاسبة من أرسل القوة الأمنية الى قباطية وهو يعلم بوجود مسلحين فيها، ومن أعطى الأوامر بإطلاق الرصاص، كما طالب باستقالة محافظ جنين أكرم الرجوب.
وأوضح أن الرئيس محمود عباس اتصل به يوم أمس وأكد له أن كل شخص له علاقة بالموضوع سُيحاسب.
وأثناء اجراء المقابلة مع والد صلاح دوى اطلاق الرصاص في البلدة فقال لنا "اسمع الطخ .. أين القوة الأمنية لسحب الأسلحة منهم ؟؟"
"اذا اشتعلت قباطية .. اشتعلت كل المنطقة" 
وسار طاقم وطن في شوارع البلدة التي تشهد أوضاعا متوترة للغاية، وقابل مجموعة من المواطنين، الذين ابدوا استيائهم من الحالة الأمنية التي شهدتها البلدة أثناء الافراج عن أسير محرر من معتقلات الاحتلال.
وقال المواطن زكريا زكارنة لوطن إن ظاهرة جمع السلاح ووقف اطلاق الرصاص في المناسبات لا تتم باقتحام بلدة بأسرها من قبل الأجهزة الأمنية، واطلاق الرصاص على أطفالها في ظل وجود مسلحين فيها، وإنما هناك عشرات الطرق الأخرى التي كان من المفترض على الأجهزة الأمنية القيام بها.
من جهته قال المواطن عبد الله زكارنة لوطن إنه "كان الأجدر بالأجهزة الأمنية أستدعاء تنظيم البلد والعقلاء لانهاء ظاهرة السلاح واطلاق الرصاص، وليس بالطريقة التي حدثت بقتل طفل بريء"، مردفا :"هم يعلمون جيدا من هم المسلحين وهم من أسسوا لهذا الفلتان، لذلك لن نقبل بقتل لا عسكري ولا مواطن لأننا جميعا أبناء شعب واحد".
وفي السياق ذاته، قال المواطن ماهر زكارنة لوطن "اذا اشتعلت قباطية اشتعلت كل المنطقة"، مردفا "أهل قباطية ينتظرون إحقاق الحق، لأن الطفل الذي سقط لم يكن بحوزته سلاح أو حجر أو أي شيء آخر، والحق الذي نريده تحميل مسؤولية كل ما جرى للمحافظ، ومحاسبة كل من شارك في عملية القتل من رأس الهرم وحتى الضابط الذي أطلق الرصاص."
وحول اطلاق الرصاص في الهواء أثناء المناسبات الوطنية والأعراس قال "في قباطية لم يكن هناك اطلاق للرصاص في المناسبات الوطنية أو الاحتفالات لكن هذه الظاهرة اجتاحت مدن الضفة الغربية كافة، فبدأ تقليدها في قباطية وهي ظاهرة طبيعية" مردفا "عندما يطبق القانون في كل مدن الضفة عندها سنلتزم به في قباطية ونوقف اطلاق الرصاص في المناسبات."
مسلحون لوطن : لم نطلق الرصاص على الأجهزة وسنضرب بيد من حديد في حال لم تنفذ مطالبنا
وأثناء اعداد التقرير، توجه أحد الملثمين الى طاقم وطن، طالبا منه بأن يتجه صوب أحد الشوارع الفرعية لملاقاة مسلحي قباطية الذين يرغبون بايصال رسالة للرأي العام وللقيادة الفلسطينية عبر وطن.
وقال أحد المسلحين لوطن " لم نشتبك مع الأجهزة الأمنية وهم أطلقوا الرصاص على المدنيين وكان بإمكاننا أن نطلق النار عليهم وإصابتهم لكننا لم نفعل ذلك لأننا أبناء قضية واحدة."
وأضاف " أطلقنا الرصاص في الهواء فقط احتفالا بتحرر أحد الأسرى ونطالب بالقصاص من المحافظ لأنه هو من تبنى الحدث".
واضاف " من أرض قباطية نقول اذا لم يتم محاسبة الجناة والقائمين على هذا العمل الجبان سنضرب بيد من حديد وسنقتص لكل من سولت له نفسه بالتواطؤ على بلدة قباطية "

محافظ جنين يرفض التعقيب لوطن ...

وردا على اتهام المحافظ بالمسؤولية عما جرى في قباطية، ورغبة من وطن في سماع وجهة النظر الرسمية حول ما جرى، تواصلنا مع اللواء أكرم رجوب، لكنة رفض التعليق على القضية، مؤكدا أنه لن يتحدث الا بعد اعلان نتائج لجنة التحقيق التي شكلت من الحكومة برئاسة وزارة العدل للوقوف على أسباب الوفاة.
وكان الرجوب أكد في مقطع فيديو نشر سابقا على وسائل التواصل الاجتماعي أن اطلاق الرصاص بدأ من قبل المسلحين ما أثار حالة من الرعب والفوضى، مردفا " كان هناك معلومات بانه سيتم الافراج عن اسير في قباطية، والمعلومات كانت تفيد بانه سيكون هناك عرضا عسكريا مخالفا للنظام والقانون، في ظل مناشدة من كل الاهالي في قباطية بضرورة وضع حد لاطلاق النار العبثي."
وأضاف" مجرد وصول القوة الى هناك انهال عليها سيل من الحجارة، وكان هناك اطلاق نار من قبل مسلحين، مما اضطر الامن للرد بالغاز المسيل للدموع، وكان هناك إطلاق نار من الامن الفلسطيني في الهواء."

وأوضح أنه ثلاثة من رجال الأمن أصيبوا بالحجارة في الرأس، و15 رجل أمن آخر أصيبوا بالحجارة في الأقدام، بينما أصيب مواطنان بالرصاص وتم نقلهم للمستشفى.
وأمام هذا المشهد المعقد طالبت مؤسسات حقوقية بضرورة نشر نتائج التحقيق في مقتل الطفل زكارنة في أسرع وقت ممكن، قبل أن يتصاعد الوضع الميداني أكثر.
وفي المحصلة النهائية فإن قباطية التي تعيش على صفيح ساخن، بحاجة اليوم الى العقلاء لكي يقولوا كفانا انقسامات وشرذمة، فالاحتلال  يتابع ويلاتنا الداخلية ولا يتمنى اكثر من ذلك.

تصميم وتطوير