اطلاق العدد الأول من مجلة " التقدمي"

مركز بيسان للبحوث لوطن : مجلة " التقدمي" تعزز الفكر التقدمي والتحرر الوطني وتطرق باب التحديات التي يواجهها اليسار

26.01.2020 02:28 PM

رام الله- وطن- ريم أبو لبن : أكدت رئيسة مجلس إدارة مركز بيسان للبحوث والإنماء، ناديا حبش، بأن مجلة " التقدمي" تعزز الفكر القدمي والتحرر الوطني، بما تتطرق إليه من قضايا وتحديات يواجهها اليسار، في ظل مناخات تتفشى فيها ظواهر التطرف اليميني.

وأطلق مركز بيسان للبحوث والإنماء، بالتعاون مع مؤسسة فردريك أبرت ستيفتنج الألمانية، العدد الأول من مجلة " التقدمي" في مدينة رام الله وبحضور عدد من الكتاب والباحثين والتقدميين لمناقشة التحديات التي يواجهها اليسار والتحولات الطبقية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما بعد أوسلو.

وأوضحت حبش في حديث لوطن بأن مركز " بيسان" قد أطلق اليوم العدد الأول من مجلة " التقدمي"، حيث سيتم العمل بجهد أكبر من اجل اطلاق دورية كاملة وشاملة تحاكي واقع اليسار في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

وتأتي هذه المجلة في إطارٍ تقدمي يفتح المجال للجدل والحوار حول عدد من القضايا الفكرية الشائكة، وذلك في سبيل الإجابة عن سؤال "بماذا يفكر التقدميون الفلسطينيون، وقد تمّ إصدار "التقدمي" بإشراف كل من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية ومركز بيسان للبحوث والإنماء.

وقالت حبش : " هذه المجلة هي مساحة مفتوحة لجميع الكتاب والباحثين ودعوة لهم نن أجل طرح القضايا بأفكار تقدمية، من شأنها أن تنهض بالوضع الوطني العام، بالاضافة الى الحديث عن الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية".

وبدوره أكد الباحث الرئيسي في مركز بيسان للبحوث والإنماء جبريل محمد، بأن مجلة " التقدمي" منحازة للفكر التقدمي. معتبراً اياها مشروعاً لتعميم الفكر التقدمي ما بين أوساط المجتمع الفلسطيني من خلال عملية ممهنجة وليس فقط باطلاق الشعارات.

وأوضح بان الأعداد القادمة من المجلة ستضم محاور جديدة ومحتلفة، مراعية جانبي التمحيص والتدقيق في عدة قضايا تتعلق بالفكر التقدمي.

وقال الباحث محمد في حديث لوطن : "المجلة تحاول تسليط الضوء على ما يغلفه اليسار من برامجه التي يجب أن تكون" . مؤكداً بان عملية النقد قد جاءت من ذات المعسكر التقدمي لليسار الفلسطيني في ظل غياب برامجه الاقتصادية والاجتماعية والرؤى الممنهجة حول المجتمع الفلسطيني وتناقضاته الداخليه من جهة، ومع المشروع الصهيوني من جهة اخرى.

وقد تضمنت مجلة " التقدمي" صاحبة الفكر التقدمي ضمن عددها قراءة في أدبيات التنمية الفلسطينية، وتحديات اليسار في مناخات تفشي ظواهر التطرف اليميني، واليسار الفلسطيني ما بين الراهن والمستقبل، بجانب مناقشتها للتشابك بين التحرر الوطني وقضايا الديمقراطية الاجتماعية في فلسطين.

كما تطرقت المجلة الى مناقشة مراجعات في الفكر الماركسي، والتحولات الطبقية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أسلو، والعدالة الضريبية في فلسطين، والمرأة في خطاب وممارسة اليسار الفلسطيني، والثقافة ودورها في العبودية والتحرر، كما تطرقت الى دور النقابات واليسار.

وخلال المؤتمر، ناقشت الباحثة في مركز " بيسان" هند بطة، ورقة مهمة تحمل عنوان " اليسار الفلسطيني بين الراهن والمستقبل" حيث تحدثت عن واقع اليسار ومستقبله وقدرته على البناء كبديل ديمقراطي سياسي واجتماعي واقتصادي.

وقالت موضحة أحد الانتقادات التي تطال اليسار الفلسطيني : " في الفترة الاخيرة، أصبح اليسار يركز في النضال السياسي فقط بمعزل عن المزاوجة ما بين  النضال الاجتماعي والاقتصادي، حيث يبحث عن القواعد الجماهيرية في الشارع".

واشار الكاتب د. اياد البرغوثي على أهمية وجود مجلة تقدمية مشابهة في ضوء الوضع الحالي، وقد جاء المؤتمر في جلستين تضمنت كل منهما طرحاً لجزء من الأبحاث الموجودة في المجلة، فناقشت الباحثة هند بطة في الجلسة الاولى بحثتها الذي جاء بعنوان "اليسار الفلسطيني بين الراهن والمستقبل"، إذ حاولت في هذا البحث توضيح عدة محاور ومفاهيم تدور حول توضيح ما هيّة النقد الموجه لليسار، والإجابة على سؤال كيف يخرج اليسار من أزمته، كما ركزت في بحثها على حقيقة ابتعاد اليسار عن قواعده الجماهيرية وعدم قدرته على الاستجابة للمشاكل الاجتماعية.

واعتبر رئيس مجلس إدارة مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"، عمر رحال، بأن مجلة " التقدمي" هي منبر جديد ليس فقط لليسار وانما لكل التقدميين والديمقراطيين، والكتاب والباحثين، ومحاولة لطرْق موضوعات غائية ومغيبة.

وقال رحال لوطن: " في ظل التراجع الذي يمر به اليسار لا بد من وجود منبر جديد كمجلة " التقدمي" ، خاصة وأن المجلات التقدمية البحثية قليلة جداً وتكاد تكون غير موجودة في يومنا هذا، وهي منبر يطرح مواضيع مختلفة لها علاقة بـ الانعتاق والتحرر الوطني".

وأوضح رحال بان مجلة " التقدمي" تستقطب أقلاما حرة ومفكرين وباحثين، حيث تفرد لهم مساحة كبيرة للحديث عن قضايا غائبة تهم الشارع الفلسطيني.

وانتقل الأستاذ في جامعة بيرزيت حسن لدادوة للحديث عن "التحولات الطبقية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد أوسلو"، وقد أشار لدادوة إلى ضرورة ربط هذه التحولات بالواقع الاستعماري الذي نعيشه في فلسطين، في ظل حالة الشرذمة التي أصابت المجتمع الفلسطيني، من تقسيمات جغرافية متباعدة بين القدس والضفة وغزة، والداخل الفلسطيني المحتل، والشتات الأكبر، إذ أكّد أنّه لا يمكن فهم هذه التحولات دون ربطها بالاستعمار، كما اعتبرلدادوة أنّ الواقع الاقتصادي الذي نعيشه هو حصيلة آليات السيطرة الاستعمارية وعملية مقاومة هذه الحالة.


 

تصميم وتطوير